يُعرف تسمم الحمل بأنه حالة صحية تحدث خلال فترة الحمل، ويتسبب في ظهور أعراض غير مرغوب فيها على صحة الأم الحامل. ربما تكون هذه الأعراض خفيفة، أو متوسطة، أو شديدة تتطلب رعاية طبية فورية. لذلك في هذا المقال، سنناقش أعراض تسمم الحمل، وأسبابه، وطرق علاجه.
ما هي أعراض تسمم الحمل؟
توجد خمسة أعراض رئيسية تشير إلى حدوث تسمم الحمل، تندرج هذه الأعراض في الآتي:
1- الغثيان والقيء
يُعد الغثيان والقيء من أبرز علامات تسمم الحمل. على الرغم من كونه أمراً طبيعياً في أشهر الحمل الثلاثة الأولى. إلا أنه إذا استمر إلى الأسبوع العشرين من الحمل يصبح مؤشراً لوجود مشكلة ما في الحمل. قد تشعر المرأة الحامل بالغثيان في الصباح أو طوال اليوم، وقد يصاحبه القيء المتكرر.
2- آلام في المعدة
تعاني بعض النساء المصابات بتسمم الحمل من وجود آلام في منطقة المعدة وأعلى البطن.ربما تكون هذه الآلام متوسطة إلى شديدة.
3- فقدان الشهية
يمكن أن تعاني بعض النساء المصابات من فقدان الشهية، أو عدم القدرة على تناول الطعام بشكل طبيعي بسبب الغثيان والقيء المستمر.
4- الشعور بالتعب والضعف العام
يمكن أن يصاحب تسمم الحمل شعور بالتعب الشديد، والضعف العام في الجسم.
5- اضطرابات التوازن الكهربائي
تحدث أحياناً اضطرابات في مستويات السوائل والكهرباء في جسم الأم الحامل بسبب القيء المتكرر والمستمر، وهذا يمكن أن يؤدي بدوره إلى دخول الأم الحامل في حالة جفاف وفقدان الكتلة الحيوية.
يوجد هناك أيضاً بعض الأعراض التي تحدث قبل تسمم الحمل، هذه الأعراض هي كالتالي:
أعراض ما قبل حدوث تسمم الحمل
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة مستوى نسبة البروتين في البول أو ما يُعرف باسم البيلة البروتينية.
- ظهور مؤشرات تدل على وجود مشكلة في الكلى.
- انخفاض مستويات الصفائح الدموية في الدم( قلة الصفيحات).
- ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد بسبب وجود مشكلات في الكبد.
- الإصابة بالصداع الشديد.
الآن بعد أن تعرفنا على الأعراض والأعراض التي تسبق حدوثه، نتعرف معاً على أهم أسباب حدوثه.
ما هي أسباب حدوث تسمم الحمل؟
توجد أسباب عديدة لحدوث تسمم الحمل بعضها معروف، وبعضها لا يزال غير معروف. نذكر منها التالي:
1- وجود خلل في المشيمة التي تربط الأم بالجنين وتعمل على إمداده بالأكسجين والعناصر الغذائية الهامة.
2- سوء التغذية وارتفاع نسبة دهون الجسم.
3- نقص تدفق الدم إلى الرحم.
4- الإصابة بأمراض الأوعية الدموية.
5- وجود اضطرابات في المناعة الذاتية.
6- عمر المرأة الحامل أقل من 15 عاماً أو أكبر من 40 عاماً.
7- السمنة المفرطة قبل وأثناء الحمل.
8- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري، أو أمراض الكلى.
9- تقارب فترات الحمل أقل من عامين أو تباعده أكثر من 10 أعوام.
10- عوامل وراثية مثل إصابة الأخت أو الأم بتسمم الحمل سابقاً.
هل يسبب تسمم الحمل وفاة الجنين؟
الإجابة عن هذا السؤال هي نعم، يمكن أن يسبب تسمم الحمل وفاة الجنين. حيث يُعد أمراً خطيراً لكل من الأم والجنين، ذلك في حال عدم السيطرة على بروتين البول وضغط الدم. ربما يحدث انفصال مفاجئ في المشيمة عن الرحم مما يؤدي إلى وفاة الجنين.
ما هي كيفية تشخيص تسمم الحمل؟
توجد عدة طرق للتشخيص منها الطرق الآتية:
-
الاختبارات السريرية
يلاحظ منها الطبيب ارتفاع ضغط الدم إلى جانب أعراضه الأخرى.
-
فحوصات تسمم الحمل
تتمثل فحوصات تسمم الحمل في فحص الدم، وفحص البول، وفحص الزلال في البول( فحص نسبة البروتين في البول).
-
اختبار عدم الإجهاد، والملف البيوفيزيائي للجنين
يُجرى هذا الاختبار لمتابعة نمو الجنين، ومعدل تنفسه، وحجم السائل الأمنيوسي حوله.
-
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يتم التصوير بالموجات فوق الصوتية لمتابعة نمو الجنين، كما يتم تقدير حجم الجنين ومعرفة حجم السائل المحيط بالجنين داخل الرحم عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية.
ما هي طرق علاج تسمم الحمل؟
يتضمن الاهتمام ببعض النقاط الرئيسية على سبيل المثال الآتي:
1- الراحة والتغذية السليمة
يجب على المرأة الحامل ضرورة الحصول على قدر كافٍ من النوم والراحة. كما يُنصح أيضاً بتجنب الأطعمة التي تثير الغثيان والقيء وتتسبب في تفاقم الأعراض. لذلك يُفضل تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة.
2- الاهتمام بالسوائل والترطيب
يجب على المرأة الحامل تناول كمية كافية من السوائل لمنع الجفاف. يُفضل تناول الماء والعصائر الطبيعية غير المحفوظة لتعويض السوائل والمعادن المفقودة.
3- العلاج الدوائي
لا يمكن التحكم في حالات تسمم الحمل الشديدة بواسطة التغذية السليمة والراحة فقط، لذلك يصف الطبيب بعض الأدوية للتخفيف من حدة الأعراض، والسيطرة عليها. توصف الأدوية المضادة للغثيان والقيء بعناية وتحت إشراف الطبيب.
كما توصف أدوية خفض ضغط الدم المسموح بها خلال فترة الحمل، وتوصف أيضاً الحقن الاستيرويدية لتحسين وظائف الكبد والمساهمة في اكتمال نمو رئتي الجنين.
4- المتابعة الطبية المنتظمة
يجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب بصورة منتظمة لمتابعة حالتها وحالة الجنين وضمان سلامتها. يمكن أن يوجه الطبيب بعض الفحوصات والتحاليل اللازمة لتقييم حالة الحمل.
ما هي كيفية الوقاية من تسمم الحمل؟
تكاد تكون أفضل وسيلة للوقاية هي استخدام الأسبرين بجرعات مخفضة. لذلك يوصيكِ طبيبك المتابع للحمل باستخدام أسبرين تركيز 81 مجم بعد مرور 12 أسبوعاً من بدء الحمل. يوصي ِالطبيب بذلك إذا كان لديكِ أكثر من عامل متوسط الخطورة أو عامل واحد فقط شديد الخطورة.
أخيراً، تسمم الحمل هو حالة مؤقتة وعابرة في معظم الحالات تختفي بعد فترة الحمل. ومع ذلك، يجب على المرأة الحامل أن تتابع الأعراض وتهتم بصحتها العامة. في حالة ظهور أعراض شديدة أو استمرارها لفترة طويلة، يجب استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.
كتابة المقال:
د/ ميرا نادي
المصادر:
تابعونا لقراءة المزيد من المقالات الطبية والنصائح الصحية قي أكبر مدونة طبية موثوقة