اضطراب الشخصية الحدية: الأسباب، والأعراض، وكيفية العلاج… يعتبر اضطراب الشخصية الحدية واحد من أكثر الاضطرابات النفسية إثارة للجدل في مجتمعنا، حيث أن معظم المصابين به يملكون شخصيات صعبة المراس لذا يكونوا من الناحية المجتمعية أشخاص غير محببة للكثيرين لأنهم يتسببوا في كثير من الجدل والمشاكل. لذا في ذلك المقال اضطراب الشخصية الحدية: الأسباب، والأعراض، وكيفية العلاج، سنلقي الضوء على هذا الاضطراب في محاولة لخلق حالة من الوعي المجتمعي بهذا الاضطراب، وكيفية دعم الأشخاص المصابين به، تابعونا.
اضطراب الشخصية الحدية
يعتبر اضطراب الشخصية الحدية من الناحية الإحصائية يعتبر غير منتشر كثيراً، تقدر نسبته ب٢٪ من البشر عالمياً مشخصين بهذا الاضطراب.
يبدو أن هذه النسبة تحتاج إلى كثير من إعادة النظر، بقليل من التركيز على مجتمعنا فقط سنلاحظ أنه منتشر بين كثيرين ولكن هو يعتبر من الاضطرابات المسكوت عنها بسبب:
- عدم الوعي المجتمعي به.
- صعوبة تشخيصه بين المختصين أنفسهم.
وذلك راجع بشكل كبير إلي تشابه أعراضه مع الكثير من الأمراض النفسية نذكر منها الاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، الشيزوفرينيا.
تعريف اضطراب الشخصية الحدية
يعتبر اضطراب الشخصية الحدية خلل في تكوين الشخصية منذ فترة الطفولة المبكرة مروراً بمرحلة المراهقة، كأن يتعرض الطفل لحالة من انعدام الأمان في الأسرة، فيؤثر ذلك على المصاب بهذا الاضطراب بسلسلة من الأعراض المزعجة التي غالباً ما تصبح أكثر وضوحاً في مرحلة الشباب.
وهنا لابد من التوضيح أن اضطراب الشخصية الحدية ليس مرض نفسي مثل الاكتئاب مثلا، ولكن المصابين به هم أكثر عرضة للإصابة بالتوتر والقلق والاكتئاب، أو حتى اضطراب ثنائي القطب كنتيجة مترتبة على الإصابة به.
أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية
أولا : الأسباب الوراثية
يتسبب وجود شخص مصاب بين أقارب الدرجة الأولى في زيادة احتمالية انتشار ه، ويعتقد أيضًا بوجود عوامل چينية ترتبط بطريقة تفكير الفرد وطريقة استجابته للضغوط العصبية والنفسية التي تسهم في نشوء هذا الاضطراب.
ثانيا :الأسباب البيئية
النشأة في أسرة تتبع نمط التربية السلطوية، وما ينتج عنها من انعدام التبادل العاطفي بين الطفل ووالديه، حيث أن الأسرة هي الأساس والنواة الأولى التي يتعامل معها الطفل فيكون تأثيرها قوياً عليه، يعاني الطفل في هذه الحالة من العزلة وتدني نظرته لنفسه وللآخرين، وبالتالي انعدام الثقة بنفسه ومن هنا يبدأ خلل التفكير، وبالتالي بدء نشوء اضطرابات الشخصية المختلفة ومنها اضطراب الشخصية الحدية. وكذلك وجود نوع من الإهمال أو الإساءة العاطفية قد تزيد من تطوير اضطراب الشخصية الحدية.
أنواع الشخصية الحدية
تم تقسيم اضطراب الشخصية الحدية إلى ٤ أنواع وهم كالآتي:-
أولاً :المحبط
شخص يعاني من تردد كبير في اتخاذ أي قرارات، ولديه طاقة كبيرة داخلية من الغضب، لا يستطيع التعبير عن نفسه بطريقة هادئة لذلك غالباً ما يلجأ للصراخ.
ثانياً: المتهور
لديه القدرة على التلاعب بالآخرين لحد كبير، دائماً ما يجد الآخرون صعوبة في كيفية توقع حالاته. ولا يمكنه الثبات على وضع فهو دائم التبديل والتغيير.
ثالثاً: سريع الغضب
هو شخص سريع الانفعال، سريع اليأس والاكتئاب، دائما يري المحيطين به سلبيين متآمرين عليه، عدواني حتى لو بالكلمات.
رابعاً:المدمر
تارة هو مرن هادئ وتارة أخري عدواني وغاضب. دائماً ما يحتار المحيطين به في كيفية إرضائه، قد يقدم على أفعال مؤذية لنفسه.
تلك هي الأنواع الرئيسية لهذا الاضطراب، لا يعتبر الفرق بينهم كبير فهناك أعراض ثابتة ولكن التغير يكمن في حدة عرض عن آخر لذلك تم تقسيمه إلى أنواع.
ينتشر اضطراب الشخصية الحدية بشكل أساسي بين الإناث أكثر من الذكور، لا يعرف سبب لذلك على وجه الدقة ولكن يرجح أن اختلاف الشخصيات هو السبب الرئيسي لذلك، دائما الإناث ذات تفكير عاطفي أكثر، لديهم شخصيات حساسة أكثر من الذكور الذي يغلب عليهم العملية والتفكير المتعقل.
وهذا يقودنا إلي،
أعراض اضطراب الشخصية الحدية
- قوة المشاعر وكثرتها وعدم القدرة على التحكم بها أو حتى محاولة وقفها:
فنجد أنه دائم التفكير في المستقبل، ويرسم في عقله أفكاراً وتخيلات سلبية جداً عنه، أو يتذكر الماضي وماحدث فيه فيشعر بالندم على فعل أشياء هو غير راضٍ عنها الآن، أما الحاضر الذي يحياه فهو دائم الهروب منه ولا يعيش فيه.
- الشعور الشديد بالخوف وعدم وجود أمان مما يؤدى إلى كثرة العلاقات:
فقدان الحب الأبوي بالنسبة للفتاة سبباً رئيسياً في جعلها كثيرة العلاقات فهي تبحث عن الأمان المفقود في الطرف الأخر في العلاقة.
- خوف مفرط من الفشل أو الرفض:
بعضهم يكونوا شديدي الإعجاب بذواتهم لدرجة قد تصل للغرور، والبعض الأخر يكون لديه صورة مشوهة عن الذات وفي الحالتين يكونوا ذات حساسية عالية للفشل أو الرفض.
- العناد الشديد.:
تظهر هذه الصفة لديهم دائماً في علاقتهم مع الأهل، لدرجة قد تجعلهم يقدمون على قرارات يعلمون بضررها لهم لمجرد العند مع الأهل.
- التقلبات المزاجية الحادة:
تجدهم في بعض الأحيان في قمة المرونة، وبعدها في قمة الغضب، فيمكن التشبيه إذا جاز لنا حالهم بالموجات، عدد من الحالات المزاجية المتعاقبة باليوم الواحد.
- إيذاء النفس أو الانتحار:
هم غالبا لديهم فراغ شديد بداخلهم، لا يستطيعون فهم أنفسهم، ويشعرون بعدم جدوى الحياة التي يحيوها وصعوبتها، وأنها غير عادلة معهم فيقدم بعضهم على إيذاء النفس أو الانتحار أو حتى قد يصل بعضهم إلى الإدمان.
- أفكار دينية غريبة قد تصل ببعضهم إلي الإلحاد.
كيفية علاج اضطراب الشخصية الحدية
أما عن علاج اضطراب الشخصية الحدية فهو يكمن في الآتي:
ضرورة الذهاب إلى الطبيب المختص لملاحظة وتقييم الحالة واتباع بعض من أساليب العلاج منها:-
- العلاج الجدلي السلوكي
يتعلم من خلاله مصاب الاضطراب عدداً من التقنيات التي تساعد المصاب في إدارة الأعراض والتغلب عليها من خلال تعليمهم كيفية تنظيم المشاعر، والتعبير عنها وكيفية عدم تأثير مشاعرها الداخلية على سلوكها ونظراتها الذاتية لنفسها، وكذلك مهارة كيفية إدارة العلاقات والتعامل معها حتى لا يكون الحل الأول لدى الشخص هو إنهاء العلاقة، وأيضاً مهارة إدارة الأزمات والضغوطات بدون أن تؤثر عليه تأثيراً شديداً يدفعه إلي إيذاء النفس أو الانتحار.
- التحليل النفسي لماضي الشخص المصاب
حتي يستطيع الطبيب التعرف على المشاكل والصدمات التي أثرت بالسلب على شخصية المصاب، وعلى نظرته لنفسه ومن ثم يستطيع الطبيب أن يغير من تلك النظرة وتبصير مصاب الاضطراب بحقيقة الأمر دون تهويل أو مغالاة في المشاعر.
- العلاج السلوكي المعرفي
نوع من أنواع العلاج الهدف منه اختبار صحة المشاعر من عدمها دون تهويل، وبالتالي الحد من التقلبات المزاجية الشديدة المتعاقبة.
العلاج الدوائي:
لا يعد العلاج الدوائي هو الأساس العلاجي للاضطراب، وإنما قد يلجأ الطبيب له لإدارة بعض أنواع الأعراض التي تنتج عن الإصابة بالاضطراب.
ومن الجدير بالذكر هنا أن هناك بعض الأعراض الجسدية التي تنتج عن الاضطراب النفسي وليس لعلة جسدية ما، نذكر من تلك الأعراض:-
- التعرض المتكرر لفقدان الوعي كحيلة دفاعية من المخ عند وصول الشخص قمة الانهيار
- فقدان القدرة على الحركة بشكل جزئي.
أما عن مصابي الاضطراب الذين لديهم ميول لأذي النفس، أو الانتحار فهؤلاء يتم إدخالهم إلى المستشفى للعلاج والبقاء تحت المراقبة المستمرة.
تناولنا في هذا المقال، اضطلراب الشخصية الحدية: الأسباب، والأعراض، وكيفية العلاج. يجب أن ندرك أن اضطراب الشخصية الحدية واحد من الاضطرابات النفسية التي تؤثر على جودة حياة الشخص المصاب، وليس هو وحده بل حياة المحيطين به أيضاً بطريقة سلبية.
لذا يجب على الأهل التعلم أكثر حول الاضطراب وسؤال المختصين حتى يستطيعوا تقديم الدعم والاحتواء المناسب للمصاب ذلك الاضطراب، فيستطيع وقتها المصاب أن يتجاوز مرحلة العلاج بنجاح.
الأسئلة الشائعة حول اضطراب الشخصية الحدية: الأسباب، والأعراض، وكيفية العلاج
كيف أعرف أني مصاب باضطراب الشخصية الحدية؟
عند ملاحظة وجود تقلبات مزاجية شديدة ومعاقبة لأكثر من حال في اليوم الواحد، وبقية الأعراض سالفة الذكر.
كيف أعالج نفسي من اضطراب الشخصية الحدية؟
عن طريق الاقتناع بأن هناك خلل نفسي ما يحتاج منك إلي التوجه للطبيب المختص وسماع نصائح لتجاوز فترة العلاج بسلام.
كم يستغرق علاج اضطراب الشخصية الحدية؟
العلاج في تلك الحالة قد يطول نسبياً ولكنه يرجع بشكل أساسي إلى تقبل المريض للعلاج، ومدى تقدمه.
هل اضطراب الشخصية الحدية عقلي؟
نعم، هو اضطراب عقلي يتسم بنوع صعب المراس من أنماط التفكير مما يؤثر سلباً على حياة المصاب وعلاقاته الشخصية والمهنية على حد سواء.
كتابة المقال :دينا سعيد.
المراجع:-
http://www.nimh.nih.gov/health/topics/borderline-personality-disorder/index.
https://www.psychiatry.org/patients-families/personality-disorders/what-are-personality-disorders.
تابعونا لقراءة المزيد من المقالات الطبية والنصائح الصحية في أكبر مدونة طبية موثوقة