زادت في السنوات الأخيرة حملات التوعية بشأن اضطراب التوحد عند الأطفال والتي تهدف لاكتشافه مبكرًا عند الأطفال، مما يساعد على تحسين نمط حياة الطفل في المستقبل. لذلك من المهم معرفة أعراض التوحد عند الأطفال حتى يتم اكتشافها مبكرًا وبالتالي تطوير مهارات الطفل وتقديم الدعم له.
يُسمي أيضًا اضطراب طيف التوحد وتُشير كلمة(طيف) إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة المتباينة.
يبدأ اضطراب طيف التوحد من مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب في حدوث مشكلات في النطاق الاجتماعي في المدرسة أو العمل وغالبًا ما تظهر الأعراض في غضون السنة الأولى.
يحدث النمو بصورة طبيعية للأطفال في السنة الأولى ثم يمرون بفترة ارتداد في خلال السنة الثانية من العمر عندما تظهر عليهم أعراض التوحد.
سنتعرف في هذا المقال على أهم أعراض التوحد الشائعه،و أسبابه، وطرق التعامل مع الطفل التوحدي.
ما هي أعراض التوحد عند الأطفال؟
تظهر بعض أعراض التوحد على الأطفال في سن الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاهتمام بمقدمي الرعاية لهم.
قد ينمو بعض الأطفال بصورة طبيعية خلال الأشهر والسنين الأولى لهم، ولكن فجأة يصبحون انطوائيين أو يفقدون المهارات التي اكتسبوها من قبل.
وتظهر هذه العلامات عند بلوغ الطفل سن العامين.
ومن المعروف أن لكل طفل يعاني من اضطراب التوحد نمط فريد من السلوك يختلف من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي.
بعض الأطفال يعانون من صعوبة في التعلم وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد.
وسنتحدث عن بعض الأعراض الشائعة التي تظهرعلى الطفل الذي يعاني من اضطراب التوحد.
التواصل و التفاعل الإجتماعي
- عدم استجابة الطفل عند سماع اسمه ويبدو كأنه لا يسمع في معظم الأوقات.
- عند القدرة على الاستمرار في المحادثة، أو قد يبدأ المحادثة فقط للإفصاح عن طلباته.
- يستخدم عند التحدث صوتًا رتيبًا كالإنسان الآلي يتكلم بنبرة وإيقاع غير طبيعيين.
- التأخر في الكلام.
- يبدو أنه لا يفهم الأسئلة الموجهة إليه.
- لا يجلب الأشياء أو يشير إليها للمشاركة في اهتماماته.
- لديه صعوبة في التعرف على الإشارات اللفظية، مثل لهجة الصوت، أو وضع الجسم، أو تعبيرات الوجه المختلفة.
- لا يعبر عما بداخله من مشاعر للآخرين.
- يكرر الكلمات والعبارات ولا يفهم كيفية استخدامها.
- يرفض العناق والجلوس مع الآخرين ويُفضل أن يظل بمفرده.
- ضعف التواصل البصري وغياب تعبيرات الوجه.
سلوكيات متكررة
يعاني الطفل المصاب باضطراب التوحد من سلوكيات نمطية متكررة على سبيل المثال :
- يقوم بحركات متكررة مثل التأرجح و الرفرفة باليدين.
- يقوم بأنشطة قد يؤذي بها نفسه مثل العض وضرب الرأس.
- يضع طقوسًا معينة وينزعج إذا حدث بها أي تغيير.
- قد يكون حساسًا بشكل زائد تجاه الضوء واللمس والصوت ولكنه لا يبالي بالحرارة والألم.
- قد يُفضل أنواع معينة من الأطعمة.
- يعاني من مشكلات في التناسق ولديه أنماط حركية غريبة، مثل حركات غير متزنة كالسير على أصابع القدمين.
عندما يكبر الأطفال المصابون باضطراب التوحد، تتحسن حالتهم ويصبحون أكثر اجتماعية ويقل سلوكهم المضطرب. ويمكن لبعض المصابين الذين يعانون من أعراض أقل أن يعيشوا حياة طبيعية أو شبه طبيعية.
ما هي أسباب الإصابة بالتوحد عند الأطفال؟
لا يوجد سبب واحد معروف للإصابة باضطراب التوحد عند الأطفال، ورغم اختلاف الاعراض وشدتها فمن المحتمل أن يكون من أسبابه عوامل بيئية وعوامل وراثية تؤثر على ظهور الأعراض:
-
العوامل الوراثية
يبدو أن عدة جينات مختلفة تدخل في نشأة اضطراب التوحد، ويرتبط عند بعض الأطفال باضطراب جيتي مثل متلازمة ريت.
وقد تعزز التغيرات الجينية خطر الاصابة باضطراب التوحد عند أطفال آخرين. كما يمكن أن تؤثر جينات أخرى في تطور الدماغ أو طريقة تواصل خلايا الدماغ وقد تحدد شدة الأعراض.
وربما تحدث نتيجة إلى تغيرات جينية بشكل تلقائي بعيدًا عن التغيرات الوراثية.
-
العوامل البيئية
يدرس حاليًا الباحثون إذا كانت بعض العوامل مثل العدوى الفيروسية أو الأدوية أو المضاعفات أثناء الحمل أو ملوثات الهواء قد تكون سببًا في حدوث التوحد عند الأطفال.كما توجد أيضاً عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتوحد
ما هي العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتوحد عند الأطفال؟
يؤثر اضطراب التوحد عند الأطفال علي جميع الجنسيات والأجناس ورغم ذلك يوجد بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من نسبة إصابة الطفل بالتوحد
وتتضمن هذه العوامل:
- نوع جنس الطفل: يُعتبر الذكور أكثر إحتمالاً للإصابة أربع مرات أكثر من الإناث.
- التاريخ العائلي: إن العائلة التي لديها طفلاً واحداً مصاباً بالاضطراب أكثر عرضة لولادة طفل آخر مصاب.
- الولادة قبل اكتمال فترة الحمل: قد يكون الأطفال المولودون قبل مرور ٢٦ أسبوع على الحمل أكثر عرضة للإصابة باضطراب التوحد.
ما هي كيفية تشخيص اضطراب التوحد عند الأطفال؟
يمكن تشخيص اضطراب التوحد من عمر ١٢ إلي ١٨ شهراً، ولكن عادةً يتم التشخيص عند بلوغ الطفل عامين من العمر.
ولا يوجد اختبار واحد للتوحد ولكن يعتمد التشخيص على:
- مشاهدة كيف يلعب الطفل ويتفاعل مع الآخرين.
- كيفية التحدث مع الوالدين.
- التقييم السلوكي.
- تقييم لغة الطفل وقدرته المعرفية.
- اختبار الحمض النووي للأمراض الوراثية.
- الاختبارات المرئية أو السمعية.
ما هو علاج التوحد عند الأطفال؟
لا توجد وسيلة لمنع اضطراب التوحد ولكن توجد خيارات عديدة للعلاج. كما أنه لا توجد طريقة واحدة تناسب جميع الحالات، والهدف من العلاج الحد من أعراض التوحد ودعم النمو والتعلم لدى الطفل عن طريق زيادة قدرة الطفل على أداء الأعمال بأكبر قدر ممكن.
وتتضمن أساليب العلاج:
- العلاج السلوكي
- العلاج باللعب
- العلاج بالممارسة
- العلاج البدني
- علاج النطق
- الأدوية: ليس هناك دواء في إمكانه تحسين العلامات الأساسية لاضطراب التوحد و لكن هناك أدوية معينة تساعد في السيطرة على الأعراض، مثلااً إذا كان يعاني الطفل من فرط النشاط أو من مشكلات سلوكية حادة.
ومع ذلك فقد تختلف الاستجابة للعلاج من طفل الى آخر وقد يستجيب بعض الأطفال بينما لا يستجيب البعض الآخر.
في النهاية قد تظهر أعراض التوحد عند الأطفال في الثلاث سنوات الأولي و قد تظهر قبل ذلك، وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج لاضطراب التوحد، إلا أن أعراضه قد تتحسن مع مرور الوقت ومع تقديم الدعم الكافي والعلاج المناسب حتي ينعم الطفل بحياة طبيعية وسوية كغيره من الأطفال.
كتابة المقال:
د/ فرح شوقي
المصادر: