السمنة عند الأطفال: أسبابها وكيفية علاجها.. تُعدّ السمنة عند الأطفال ظاهرة عالمية تُثير قلقًا متزايدًا، حيث تُشكل خطرًا كبيرًا على صحة الأطفال على المدى القصير والبعيد. لذلك سنناقش في هذا المقال السمنة عند الأطفال: أسبابها وكيفية علاجها.
السمنة عند الأطفال: أسبابها وكيفية علاجها
أسباب السمنة عند الأطفال
ارتفعت معدلات السمنة عند الأطفال في الآونة الأخيرة ارتفاعاً هائلاً، حيث أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة ما يقرب من 38.2 مليون طفل دون سن الخامسة بالسمنة. ترجع أهم أسباب السمنة عند الأطفال إلى الآتي:
تناول أطعمة ذات سعرات حرارية عالية:
يميل الأطفال إلى تناول أطعمة غير صحية تحتوي على سعرات حرارية هائلة مثل الحلويات، والشيكولاتة، والعصائر الجاهزة، والوجبات السريعة، والأطعمة المقلية أكثر من تناول الأطعمة الصحية كالخضروات والفواكه. نتيجة لهذه العادات الغذائية غير الصحية يصاب الأطفال بالسمنة في سن صغيرة.
كثرة الجلوس أمام الألعاب الالكترونية:
يقضي الأطفال عدد ساعات طويلة أم الألعاب الإلكترونية، ومشاهدة التلفاز مما يؤدي إلى قلة النشاط الحركي الذي يترتب عليه إصابة الأطفال بالسمنة.
عوامل وراثية:
ترتبط إصابة الأطفال بالسمنة في بعض الأحيان بوجود جينات وراثية تؤثر بدورها على كيفية تخزين الدهون في الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة.
إصابة الأطفال بالاكتئاب:
يصاب الأطفال بالاكتئاب، والقلق والتوتر كالبالغين تماماً، نتيجة وجود مشكلات أسرية، أو تعرضهم للتنمر من قِبل أقرانهم، مما يجعلهم يتناولون الطعام بشراهة لظنهم أن هذا سوف يؤثر على تحسين حالتهم النفسية.
متلازمة كوشينج:
تعرف متلازمة كوشينج أنها اضطراب يحدث نتيجة الإفراط في إفراز هرمون الكورتيزول مما يؤدي إلى تراكم الدهون في بعض المناطق، مثل البطن، أو الرقبة، أو الكتفين.
قصور الغدة الدرقية:
يسبب قصور الغدة الدرقية زيادة الوزن بشكل ملحوظ، مما يتسبب في إصابة الأطفال بالسمنة.
أعراض السمنة عند الأطفال
إلى جانب زيادة وزن الطفل أكثر من الوزن الطبيعي له بدرجة كبيرة، توجد أيضاً بعض العلامات الأخرى التي يمكن الاستدلال بها على إصابة الطفل بالسمنة، تشمل أعراض السمنة عند الأطفال ما يلي:
- زيادة تراكم الدهون في منطقة الصدر.
- اسمرار لون الجلد في منطقة الرقبة، مما يدل أيضاً على مقاومة الأنسولين لدى الطفل.
- ظهور علامات تمدد الجلد أسفل الظهر، وأعلى الساقين.
مضاعفات السمنة عند الأطفال
يمكن أن تسبب السمنة عند الأطفال العديد من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تصيب الطفل، وتسبب له العديد من الأمراض المزمنة، تشمل مضاعفات السمنة عند الأطفال ما يلي:
- إصابة الأطفال بداء السكري النوع الثاني نتيجة لارتفاع مقاومة الأنسولين لديه.
- تعرض الطفل إلى انقطاع النفس الانسدادي النومي نتيجة حدوث اضطرابات في الجهاز التنفسي ناجمة عن السمنة.
- إصابة الطفل بالكبد الدهني غير الكحولي.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم مما ينتج عنه ارتفاع ضغط الدم.
- تصلب الشرايين.
- تعرض الطفل إلى حدوث نوبات قلبية.
- اعتلال عضلة القلب.
- آلام المفاصل.
- ارتجاع المرئ.
بالإضافة إلى هذه المضاعفات الجسدية الخطيرة التي يتعرض لها الطفل نتيجة إصابته بالسمنة، يصاب أيضاً بالعديد من المشكلات النفسية التي تتمثل في:
- القلق، والاكتئاب.
- الخوف من التنمر مما يؤدي إلى تفضيله للعزلة الاجتماعية والابتعاد عن أقرانه.
- فقدان الثقة بنفسه.
كيفية علاج السمنة عند الأطفال
ينقسم علاج السمنة عند الأطفال إلى قسمين رئيسيين، يهتم القسم الأول بتغيير نمط الحياة، والثاني تناول الأدوية الخاصة بعلاج السمنة، نوضحهما بالتفصيل كما يلي:
أولاً: تغيير نمط الحياة:
يعد تغيير نمط الحياة وخاصة العادات الغذائية هي الخطوة الأولى نحو علاج السمنة، يحدث ذلك عن طريق:
اتباع نظام غذائي صحي:
يجب على الوالدين الاهتمام بتقديم طعاماً صحياً لأطفالهم يحتوي على الفواكه والخضروات الطازجة بشكل رئيسي، والبروتينات، ومنتجات الحليب قليلة أو خالية الدسم. كما يجب الابتعاد تماماً عن تناول الأطعمة الجاهزة السريعة، والمقليات، والحلويات، والمشروبات الغازية. يجب أيضاً أن تتبع جميع الأسرة تناول الأطعمة الصحية حتى لا يشعر الطفل بالاختلاف فيؤثر ذلك سلباً على حالته النفسية. يجب أيضاً الحرص على تقديم وجبات صحية خفيفة في الأوقات ما بين الوجبات الثلاثة الرئيسية. تشمل الوجبات الخفيفة تناول الفواكه، أو الزبادي، أو المكسرات، أو غيرها من الأطعمة الصحية قليلة السعرات الحرارية.
تقليل وقت الألعاب الإلكترونية والتلفاز:
يسبب كثرة مشاهدة الطفل الشاشات، مثل الهاتف المحمول أو التلفاز إلى شعوره بالخمول، وفقدان الرغبة في القيام بالأنشطة مما يؤدي إلى عدم حرق السعرات الحرارية وتخزينها في صورة دهون. لذلك يلزم على الأبوين ضرورة متابعة الأطفال وتخصيص وقت محدد للشاشات يومياً لا يتعدى الساعة الواحدة، وتوفير الأنشطة الحركية، أو الخروج للتنزه كبديل عن الجلوس أمام الشاشات.
الحرص على حصول الطفل على عدد ساعات كافية للنوم:
يؤثر حصول الطفل على عدد ساعات قليلة من النوم إلى ارتفاع مستويات هرمون الجريلين المسئول عن الشعور بالجوع، مما يجعله يتناول المزيد من الطعام، هذا بالإضافة إلى شعوره الدائم بالإرهاق وعدم قدرته على القيام بالأنشطة البدنية المناسبة لعمره.
ثانياً: أدوية علاج السمنة:
يلزم ضرورة استشارة الطبيب أولاً قبل اللجوء إلى إعطاء أدوية لعلاج السمنة، كما أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم إعطاء الأطفال أقل من اثنى عشر عاماً أي أدوية لعلاج السمنة.
ثالثاً: جراحات السمنة:
يمكن أن يلجأ الطبيب لجراحات السمنة في أضيق الحدود للأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة، ولم يتمكنوا من فقدان الوزن الزائد باتباع نظام غذائي محدد، أو عن طريق تناول الأدوية. إلا أنه لا تتم جراحات السمنة بأي حال من الأحوال للأطفال دون الثالثة عشر من عمرهم، وتقتصر فقط على على تدبيس المعدة، أو بالون المعدة.
نصائح للوقاية من الإصابة بالسمنة عند الأطفال
الوقاية خير من العلاج لذلك يجب أن ينتبه الوالدين لصحة أطفالهم، ويراقبون أوزانهم باستمرار لتحديد ما إذا كانوا في حدود الوزن الطبيعي المناسب لأعمارهم، أو يزيدون عنه زيادة قليلة، أو يزيدون عنه كثيراً وأوشكوا على الإصابة بالسمنة. من أهم نصائح الوقاية من السمنة عند الأطفال ما يلي:
- الإكثار من تناول الخضروات الطازجة والفاكهة.
- الابتعاد عن المأكولات الجاهزة ذات السعرات الحرارية العالية، والأطعمة الغنية بالسكريات.
- استبدال المشروبات الغازية، والعصائر المعلبة بغيرها طبيعية دون إضافة المزيد من السكر لها.
- الحرص على شرب كمية كافية من الماء يومياً.
- الحرص على نوم الطفل على الأقل 10 ساعات متواصلة ليلاً.
- تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة.
- تحديد أوقات معينة للشاشات الإلكترونية يومياً.
أسئلة شائعة حول السمنة عند الأطفال: أسبابها وكيفية علاجها؟
ما هي التحاليل اللازمة لمعرفة السبب وراء الإصابة بالسمنة عند الأطفال؟
عادة يطلب الطبيب تحليل هرمون الليبتين (Leptin hormone)، يطلق عليه أيضاً هرمون السمنة، أو هرمون الجوع نظراً لدوره الأساسي في تنظيم الطاقة، وتخزين الدهون، ومعدل حرق السعرات الحرارية. يمكن أن يسبب نقص إفراز هرمون الليبتين السمنة عند الأطفال.
ما الفرق بين زيادة الوزن والسمنة؟
يستدل على الفرق بين السمنة وزيادة الوزن عن طريق قياس مؤشر كتلة الجسم( وهو الوزن بالكيلوجرام مقسوماً على مربع الطول)، حيث يتراوح مؤشر كتلة الجسم ما بين 25 إلى 29.5 في حالات زيادة الوزن، ويتراوح ما بين 30 إلى 39.5 في حالات السمنة، ويرتفع أعلى من 40 في حالات السمنة المفرطة.
بالنسبة للأطفال دون سن 5 سنوات:
يُعرف الوزن الزائد والسمنة للأطفال دون سن الخامسة على النحو التالي: الوزن الزائد هو أن يكون الوزن بالنسبة للطول أكبر من انحرافين معياريين فوق متوسط معايير منظمة الصحة العالمية لنمو الطفل؛ و السمنة هي أن يكون الوزن بالنسبة للطول أكبر من 3 انحرافات معيارية فوق متوسط معايير نمو الطفل لمنظمة الصحة العالمية.
أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-19 سنة:
يُعرف الوزن الزائد والسمنة على النحو التالي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 19 سنة:
الوزن الزائد هو أن يكون مؤشر كتلة الجسم بالنسبة للعمر أكبر من انحراف معياري واحد فوق المتوسط المرجعي للنمو لدى منظمة الصحة العالمية؛ والسمنة أكبر من انحرافين معياريين فوق متوسط النمو المرجعي لمنظمة الصحة العالمية.
ختاماً، تناولنا في هذا المقال: السمنة عند الأطفال: أعراضها وكيفية علاجها، يمكننا حماية صحة أطفالنا وضمان مستقبلهم بالحفاظ على عادات غذائية وحياتية صحيحة لهم.
كتابة المقال:
د. ميرا نادي
المراجع:
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/obesity-and-overweight