تتعرض العينان إلى كثير من الإجهاد نتيجة لكثرة التعرض إلى الشاشات، أو مع الأطفال مدمني اللعب على الجوالات مما قد يؤثر تأثيراً سلبياً على جودة الرؤية، لذلك سنتناول في هذا المقال العناية بالعيون وكيفية الحفاظ على صحة الرؤية.
العناية بالعيون وكيفية الحفاظ على صحة الرؤية
قبل أن نتناول كيفية العناية بالعيون والحفاظ على صحة الرؤية، دعنا أولاً نتعرف على أهمية حاسة البصر.
أهمية حاسة البصر.
حاسة البصر من الحواس الخمس للإنسان، وهي تعتبر من أهم الحواس التي يتمتع بها الإنسان والكائنات الحية جميعاً.
ومن أهم الأسباب التي تجعل حاسة البصر ذات أهمية كبيرة:
1. الإدراك البصري: تساعدنا حاسة البصر في الحصول على المعلومات الغنية والمتنوعة عن العالم حيث يمكننا رؤية الأشياء، والألوان، والأشكال، والتفاصيل الدقيقة، مما يساعدنا في التعرف على البيئة من حولنا وفهمها والتفاعل معها بشكل فعال ودقيق .
2. الأمان والحماية: تلعب حاسة البصر الدور الحاسم في عملية الأمان والحماية الشخصية حيث تمكننا من رؤية معظم العوائق، والخطر المحتمل التعرض إليه وتجنبه، مثل السيارات المسرعة، أو الحفر في الطرقات كما يساعدنا البصر في تحديد مصادر هذا الخطر والتصرف الملائم للنجاة .
3. التواصل والتفاعل الاجتماعي: حاسة البصر وسيلة من وسائل التواصل والتفاعل الاجتماعي. حيث يمكننا قراءة تعابير الوجوه والتعبيرات الجسدية المختلفة، وهذا يساعدنا في فهم مشاعر الآخرين والتعبير كذلك عن مشاعرنا الخاصة. كما يمكننا التعبير عن الأفكار المختلفة والمعلومات من خلال الرسوم والصور والإشارات البصرية.
4. الاستكشاف والتعلم: تمكننا حاسة البصر من استكشاف العالم من حولنا، إذ يمكننا رؤية الكائنات، والأماكن، والأحداث، والتعلم منها بشكل مباشر. تساعدنا الرؤية في معرفة العلوم، والفنون، والثقافات المختلفة، والتطورات الجديدة.
5. الاستمتاع والترفيه: تساهم حاسة البصر في تجربة الجمال والترفيه. يمكنك مشاهدة الأعمال الفنية والمشاهد السينمائية، والرياضية، والطبيعية الخلابة ، مما يعزز الرفاهية الشخصية ويساهم في الحفاظ على صحة الرؤية.
العناية بالعيون
العناية بالعيون والحفاظ على صحة الرؤية أمران مهمان جداً للحفاظ على صحة الرؤية كما تساعد في الوقاية من الأمراض والمشاكل المحتملة.
بعض النصائح للعناية بالعيون:
1.الحرص على زيارة طبيب العيون بشكل منتظم: يُوصى بزيارة طبيب العيون لفحص العيون بشكل دوري خلال العام ، حتى في حالة عدم وجود أي أعراض واضحة. حيث يُمكن فحص العيون المنتظم من اكتشاف أي مشاكل مبكرة والعمل على علاجها بشكل جيد .
2. الحماية من الأشعة فوق البنفسجية(UltraViolet Radiation ): حماية العيون من الأشعة فوق البنفسجية الضارة أمر ضروري لما لها من آثار سلبية على تغيير تركيبة بروتينات عدسة العين، مما يؤدي إلى الإصابة بالمياه البيضاء، ويمكن أن يسوء الأمر بمرور الوقت وتصبح الرؤية ضبابية عديمة الألوان. يمكننا حماية أعيننا من تلك الأشعة الضارة عن طريق ارتداء نظارات شمسية ذات عوارض واقية من الأشعة فوق البنفسجية، خاصة عند التعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس القوية .
3. الحفاظ على نظافة العيون: غسل العيون بانتظام بالماء النظيف لإزالة الأوساخ والغبار، مع تجنب فرك العينين بقوة والتعرض للتهيج.
4. التغذية السليمة: تناول نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا أمراً ضرورياً لصحة العيون. تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين (أ وب) والمعادن الموجودة في الفواكه، والخضروات الورقية، والسمك الدهني (مثل السلمون والسردين)، والمكسرات، والبذور يساعد في صحة الرؤية والحفاظ على العيون .
5. استراحة العينين : في حالة إذا كنت تعمل لفترات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفاز، فمن المهم أخذ استراحات منتظمة للعينين. اتبع قاعدة “20-20-20″، وهي أن تريح عينيك كل 20 دقيقة وتنظر إلى جسم يبعد عنك 20 قدمًا (حوالي 6 أمتار) لمدة 20 ثانية.
6. ارتداء واقي العين: إذا كنت تمارس رياضة تنطوي على خطر الإصابة بالعين، مثل كرة السلة أو الهوكي، ينصح باستخدام واقيات العين لحماية العينين من الإصابة.
صحة الرؤية
يوجد العديد من المشاكل المحتملة التي قد تؤثر على الرؤية. ومن هذه المشاكل:
1. قصر النظر (myopia) : حيث يكون الشخص الذي يعاني من قصر النظر غير قادر على رؤية الأشياء البعيدة بوضوح ، في حين تظهر الأشياء القريبة بشكل أكثر وضوحًا. يحدث ذلك عندما تكون العدسة الشافية أكثر انحناءً.
2. النظر الطويل (Hyperopia): يعاني أصحاب طول النظر من صعوبة في رؤية الأشياء القريبة بوضوح، بينما يكون لديهم رؤية أفضل للأشياء البعيدة. يحدث ذلك عندما تكون العدسة الشافية أقل انحناءً.
3. الزرق (glaucoma): يتعلق هذا الأمر بارتفاع ضغط السائل داخل العين، مما يؤدي إلى تلف العصب البصري وتدهور الرؤية. وقد لا تكون هناك أي أعراض في المراحل المبكرة، ولكن مع مرور الوقت، يمكن أن يتطورالأمر إلى فقدان الرؤية.
4. التهابات العين: تشمل التهاب القرنية والتهاب الملتحمة والتهاب الجفن. وتسبب التهابات العين احمرار العين، و الحكة، والإفرازات غير الطبيعية، والتورم، ومن الممكن في بعض الحالات أن تؤدي إلى تدهور الرؤية المؤقت.
5. الساد (الجفاف العيني): يحدث بسبب نقص في الإفرازات المرطبة في العين أو عند التبخر الزائد للدموع، ويمكن أن يتسبب الساد في شعور بالحكة والحرقة والإحساس بالرمل في العين وكذلك الرؤية غير الواضحة.
6. تشوهات العين: و تشمل عيوب الانكسار مثل الأستيجماتية والعيوب العصبية والعيوب الكروية. حيث تؤثر هذه التشوهات في قدرة العين على تركيز الضوء على الشبكية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تشوه الرؤية.
مشاكل الرؤية عند الاطفال
بعض المشاكل الشائعة في الرؤية التي قد تواجهها الأطفال:
1. القصر النظر (myopia): قد يظهر ذلك عندما يجد الطفل صعوبة في قراءة الكلمات المكتوبة على السبورة في المدرسة، أو في التركيز على التفاصيل البعيدة.
2. النظر الطويل (Hyperopia): وتظهر عندما يكون لدى الطفل صعوبة في رؤية الأشياء القريبة بوضوح مثل الكتب أو الألعاب القريبة من وجهه.
3. الأستيجماتية: وتعد الأستيجماتية حالة شائعة في الأطفال، وتتسبب في عدم تمكن العين من التركيز على الأشياء بشكل صحيح . قد يظهر الطفل صعوبة في التركيز على الكلمات أو قراءة السطور بشكل مستقيم.
4. الساد (الجفاف العيني): يعاني الأطفال أيضًا من مشكلة الجفاف العيني، ويظهر ذلك في شكل شعور بالحكة والحرقة والجفاف في العين. قد يكون ذلك نتيجة لعوامل بيئية مثل جفاف الهواء أو استخدام الشاشات لفترات طويلة.
5. التشوهات العينية: يمكن أن يعاني الأطفال من تشوهات في العين تؤثر على الرؤية، مثل العيوب الكروية أو العيوب العصبية. هذه التشوهات تؤثر على قدرة العين على تركيز الضوء على الشبكية بشكل صحيح.
مشاكل الرؤية
الحفاظ على صحة الرؤية: يجب أن نعرف مشاكل الرؤية وتشير إلى صعوبة الرؤية أو التأقلم مع الظروف المنخفضة الإضاءة أثناء الليل. قد تتضمن هذه المشاكل:
1. نقص الضوء المتكيف (Night Myopia): تكون القدرة على التركيز على الأشياء البعيدة ضعيفة في الضوء المنخفض. قد يشعر الشخص بوضوح الرؤية القريبة أكثر من الرؤية البعيدة خلال الليل.
2. التباين الضوئي المنخفض: يعاني بعض الأشخاص من الصعوبة في تمييز التفاصيل أو الكائنات في ظروف الإضاءة المنخفضة. يمكن أن يكون لديهم صعوبة في رؤية الأشياء الصغيرة أو الكائنات ذات الألوان المتشابهة في الظلام.
3. حساسية العين للضوء (Photophobia): يعاني بعض الأشخاص من حساسية زائدة للضوء في الظروف المنخفضة الإضاءة. يمكن أن يتسبب الضوء الساطع في الشعور بالإزعاج أو الحرقة في العينين.
4. عيوب الانكسار: يمكن أن يكون لدى الشخص عيوب في انكسار العين مثل قصر النظر أو طول النظر، وهذا يمكن أن يؤثر على الرؤية الليلية. قد يجد الشخص صعوبة في رؤية الأشياء بوضوح في الظروف المنخفضة الإضاءة.
5. مشاكل في الشبكية: بعض الأمراض أو الحالات قد تؤثر على الشبكية مثل الضمور البقعي (Macular Degeneration) أو السكري يمكن أن تتسبب في تدهور الرؤية الليلية.
إذا كنت تعاني من صعوبات في الرؤية الليلية، فمن المستحسن استشارة طبيب العيون. قد يقوم الطبيب بإجراء فحص شامل للعين وتقييم الوضع لتحديد السبب المحتمل وتوجيهك إلى العلاج المناسب.
التغذية المناسبة
تلعب التغذية دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الرؤية. هنا بعض العناصر الغذائية التي ينصح بها للالحفاظ على صحة الرؤية:
1. فيتامين A: يعتبر فيتامين A ضروريًا لصحة العين، وخاصة للحفاظ على الرؤية الليلية. ويوجد فيتامين A في الأطعمة مثل الجزر، واليقطين، والسبانخ، والكرز، والكرنب والبطاطا الحلوة .
2. مضادات الأكسدة: تتمثل مضادات الأكسدة فيتامين C وفيتامين E والزنك والسيلينيوم. تساعد هذه المواد على حماية العين من الأضرار الناتجة عن الجزيئات غير المستقرة (free radical) وتعزيز صحة الشبكية. وتوجد مضادات الأكسدة في الفواكه والخضروات الطازجة مثل البرتقال، والفراولة، والبطيخ، واللوز، والبذور، والكاجو.
3. الأحماض الدهنية أوميغا-3: تعزز الأحماض الدهنية (أوميغا3) من صحة العين وتقلل من خطر جفاف العين. يمكن العثور على الأحماض الدهنية أوميغا-3 في الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، وكذلك في بذور الكتان والشيا.
4. اللوتين والزياكسانثين: يعتبر اللوتين والزياكسانثين مضادات أكسدة قوية تحمي العين من الضرر الناتج عن أشعة الشمس الضارة. يوجد اللوتين والزياكسانثين في الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والكرنب والبروكلي.
5. الفيتامينات الأخرى: بالإضافة إلى فيتامين A، نجد فيتامينات أخرى مهمة لصحة العين مثل فيتامين B2 (الريبوفلافين) وفيتامين C وفيتامين E. يمكن العثور على هذه الفيتامينات في مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الحبوب الكاملة والحمضيات والمكسرات والبذور.
يجب أن يتم تضمين هذه العناصر الغذائية في نظامك الغذائي العام بشكل منتظم ليساعد في الحفاظ على صحة الرؤية. كما يجب عليك استشارة طبيبك أو أخصائي التغذية قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في نظامك الغذائي.
ختاماً، بعد أن تعرفت عل كيفية العناية بالعيون والحفاظ على صحة الرؤية لا تتردد في تنفيذ تلك النصائح التي تستطيع بها الحفاظ على صحة الرؤية وحمايتها من العديد من المشكلات الصعبة.
كتابة المقال /
د/ أماني رضا المعظمي
المراجع:
https://www.aarp.org/health/conditions-treatments/info-2021/protect-eyes.html