هشاشة العظام هو مرض شائع يضعف العظام ويجعلها أرق وأقل كثافة مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالكسور. يمكن أن تصيب هشاشة العظام كلا من الرجال والنساء ولكن النساء أكثر عرضة للإصابة به بعد إنقطاع الطمث وذلك لإنخفاض مستوى هرمون الاستروجين الذي يساعد على الحفاظ على كتلة العظام.
غالبًا ما تؤثر هشاشة العظام على فقرات العمود الفقري، والوركين، وبعض المفاصل الطرفية.
ولحسن الحظ، أصبح متوفر الآن علاجات وقائية يمكن أن تساعد في الحفاظ على كثافة العظام قبل الإصابة وأيضًا تساعد في حالة ما إذا تم التشخيص بالمرض على زيادة كثافة العظام أو تبطئ فقدان المزيد من العظام.
سوف نتناول في هذا المقال معلومات عن أعراض هشاشة العظام، وأسبابها، وعلاجها، وطرق الوقاية من الإصابة بها.
ما هي أعراض وعلامات الإصابة بمرض هشاشة العظام؟
هشاشة العظام ليس لها أعراض معينة مثل الكثير من الأمراض بل عادًة ما يُكتشف الإصابة بها بعد التعرض لكسر في العظام نتيجة حادث أو سقوط بسيط.
لكن هناك بعض العلامات التحذيرية التي يمكن اعتبارها مؤشراً للإصابة بهشاشة العظام أو نقص في كثافة العظام. وهذه العلامات تشمل:
- نقص في الطول بمقدار بوصة أو أكثر.
- آلام أسفل الظهر ( الفقرات القطنية) .
- تغير في وضعية الجسم الطبيعية ( الانحناء).
لذلك إذا ظهرت أحد هذه الأعراض فيجب اللجوء إلى الطبيب لعمل المزيد من الفحوصات لاختبار كثافة العظام.
ما هي أسباب الإصابة بهشاشة العظام؟
هناك عدة عوامل تؤدي للإصابة بهشاشة العظام بعضها لا يمكن تجنبه والبعض الآخر يمكن تجنبه.
عوامل لا يمكن تجنبها
- عوامل وراثية: وجود إصابة بهشاشة العظام في أحد أفراد العائلة المقربين.
- السن: بالنسبة للسيدات يزداد خطر الإصابة بعد انقطاع الطمث.
- العرق: الآسيويون والبيض أكثر عرضة للإصابة عن باقي الأجناس.
- انخفاض الهرمونات الجنسية: انخفاض مستوى هرمون الاستروجين يجعل من الصعب على العظام أن تتجدد.
- الطول والوزن: تزيد فرص الإصابة في الأشخاص الذين يزيد طولهم عن 5 أقدام و7 بوصات والذين وزنهم أقل من 57 كيلوجرام
- تاريخ الكسور: تزداد احتمالية التشخيص بهشاشة العظام في الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 50 عامًا والذين عانوا من كسور سابقة بسبب إصابة خفيفة.
- الأدوية والظروف الصحية: تؤثر بعض الأدوية والأمراض على مستويات الهرمونات في الجسم، كما تؤثر بعض الأدوية مباشرة على كثافة العظام.
- الأمراض التي تؤثر على مستويات الهرمونات مثل: متلازمة كوشينغ، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وفرط نشاط الغدة الجار درقية.
- توجد أيضاً بعض الحالات الطبية التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام على سبيل المثال:
- نقص هرمون الاستروجين أو التستوستيرون.
- فرط نشاط الغدة الدرقية والجار درقية.
- أمراض المناعة الذاتية مثل مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، والتصلب المتعدد.
- متلازمة كوشينج واضطرابات الغدة الكظرية.
- اضطرابات الغدة النخامية.
- إضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤدي إلى مشاكل في امتصاص المعادن.
- اضطرابات الدم، ويشمل سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، ومرض الخلايا المنجلية
- الاضطرابات العصبية مثل مرض باركنسون، والسكتة الدماغية، وإصابة النخاع الشوكي.
- بعض العمليات الجراحية، بما في ذلك استئصال المعدة، وتحويل مسار الجهاز الهضمي، وزراعة الأعضاء.
- سوء التغذية ويتضمن ما يلي:
- نقص فيتامين د
- اضطراب الأكل وفقدان الوزن
- انخفاض تناول الكالسيوم
- انخفاض تناول البروتين في الغذاء
- مرض الكلى المزمن أو أمراض الكبد
ما هي الأدوية التي تزيد من خطر الإصابة؟
- بعض الأدوية المضادة للإكتئاب.
- مضادات التخثر مثل الوارفارين والهيبارين.
- مثبطات مضخة البروتون (PPI) وبعض مضادات الحموضة الأخرى.
- بعض الأدوية التي تستخدم في علاج داء السكري من النوع الثاني ( الثيازيدوليدينديون) وذلك لأنه يقلل من تكوين العظام.
- الجلايكو كورتيكويد و الكورتيكوستيرويدات مثل البريدنيزون والبريدنيزولون .
- مدرات البول الثيازيدية.
- بعض أدوية فيتامين أ (الريتينويد).
- بعض الأدوية المثبطة للمناعة مثل السيكلوسبورين.
- مثبطات الأروماتيز التي تستخدم في علاج سرطان الثدي مثل اناستروزول وليتروزول.
- ليوبرولين المستخدم في علاج سرطان البروستاتا.
- الميثوتريكسيت الذي يستخدم في علاج التهاب المفاصل.
- الليثيوم.
- الأدوية المضادة للصرع.
هناك بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على الإصابة بهشاشة العظام ويمكن تجنبها نسردها فيما يلي:
عوامل يمكن تجنبها
- التدخين: يؤثر النيكوتين مباشرة على الخلايا المكونة للعظام. كما يسبب يسبب فقدان الجسم للعظام عن طريق التأثير على عملية أيض الهرمونات.
- قلة النشاط البدني: سواء في مرحلة الطفولة أو البلوغ. لذا يجب الحرص على ممارسة النشاط البدني يوميًا، بما في ذلك التمارين التي تساعد على تقوية العظام والحفاظ عليها
- تناول الكحول بشكل مفرط: لا يجب أن يتناول الرجال أكثر من مشروبين يوميًا بينما لا يجب أن تتناول السيدات أكثر من مشروب واحد يوميًا
علاج هشاشة العظام
يهدف العلاج إلى:
- منع الكسور.
- تقليل الألم.
- إبطاء تطور هشاشة العظام.
- تحسين قدرة الشخص على ممارسة أعماله اليومية.
- الحفاظ على كتلة العظام .
العلاج بالأدوية
- البايفوسفونيت(Bisphosphonates): تقلل من خطر الإصابة بالكسور عن طريق إبطاء فقدان العظام.
- الكالسيتونين: يستخدم مع بعض النساء بعد انقطاع الطمث لمنع كسور العمود الفقري وأيضًا التحكم في الألم بعد الكسر.
- هرمون الغدة الجار درقية (تيريباراتيد): وافقت إدارة الغذاء والدواء(FDA) على استخدامه في علاج بعض الحالات الأكثر عرضة لإصابتهم بالكسور حيث يعمل على تحفيز تكوين العظام.
- الدينوسوماب وروموسوزوماب: علاج مناعي يساعد بعض النساء بعد انقطاع الطمث.
- الرالوكسيفين: من معدلات مستقبلات الاستروجين والتي تقلل من من خطر الإصابة بكسر العمود الفقري بعد انقطاع الطمث.
كيفية الوقاية من هشاشة العظام
هناك عوامل وراثية وجينية تؤثر على الطول وقوة الهيكل العظمي للإنسان. لكن صحة العظام تتأثر بنمط الحياة مثل الرياضة والنظام الغذائي.
التمارين المنتظمة
الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات لمدة ساعتين على الأقل كل أسبوع.
تلعب تمارين المقاومة و تمارين تحمل الوزن دورًا هامًا في الوقاية من هشاشة العظام وتحسين كثافة العظام.
إذا تم تشخيصك بهشاشة العظام فيجب التحدث إلى الطبيب قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية للتأكد من مناسبتها لحالتك.
مكملات فيتامين د والأكل الصحي
يجب الحرص على تناول غذاء صحي يحتوي على جميع العناصر والفيتامينات الهامة التي تقي من العديد من الأمراض مثل أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطانات، بالإضافة إلى هشاشة العظام.
الكالسيوم من العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على صحة وتكوين العظام، يحتاج البالغون إلى 700 مجم يوميًا.
يوجد الكالسيوم في منتجات الألبان، والخضار الورقي، والفاكهة المجففة
من المهم أيضًا حصول الإنسان على فيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم، كما يساعد في الحفاظ على صحة الأسنان والعظام.
يوجد فيتامين د في اللحوم الحمراء، والكبد، وصفار البيض، والأسماك الزيتية (السلمون، والسردين، والماكريل)
قد يكون من الصعب الحصول على فيتامين د من الأطعمة وحدها، لذا يمكن استشارة الطبيب لاختيار المكمل الغذائي المناسب.
التعرض لأشعة الشمس
من المعروف أن ضوء الشمس يساعد على تكوين فيتامين د. لذا يوصي بقضاء وقت قصير في الشمس كل يوم خاصة في فصلي الخريف والشتاء.
كتابة المقال:
د/ نانسي فؤاد
المصادر