يعتبر مرض الفيبروميالجيا مرض العصر الحديث، بالرغم من أنه ليس حديث الاكتشاف، فقد تم اكتشافه أول مرة أخر القرن التاسع عشر، ولكنه لم يكن واسع الإنتشار مثل الآن.
فقد ساهم إيقاع الحياة متزايد السرعة الآن إلي وقوع الكثير منا تحت وطأة الأمراض المختلفة ومنها مرض الفيبروميالجيا.
لذا سوف نتحدث في هذا المقال ما هو مرض الفيبروميالجيا؟ أعراضه وعلاجه.
ما هو مرض الفيبروميالجيا؟
يعرف مرض الفيبروميالجيا على أنه متلازمة الألم المزمن، حيث ينتشر الألم وتشنج العضلات في كامل جسم المريض، ولكنه يكون أكثر وضوحاً في مناطق الرقبة، بين الكتفين، وأسفل الظهر، وكذلك منطقة الفخذين وهو ما يعرف بإسم Tender points
ومن الجدير بالذكر أن ذلك المرض يصيب الإناث أكثر من الرجال فحوالي 90٪ من مصابين مرض الفيبروميالجيا من النساء من سن 30 إلى 50 عام. يعتبر مرض الفيبروميالجيا من الأمراض صعبة التشخيص لتداخل أعراض المرض مع كثير من الأمراض الأخرى.
أسباب مرض الفيبروميالجيا
مرض الفيبروميالجيا يعد من الأمراض التي لا تزال تحتاج إلى المزيد من البحث والدراسات لفهم الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى الإصابة به. يتضمن هذا المقال نظرة عامة على بعض العوامل المحتملة التي ترتبط بالمرض والتي تشمل الجهاز العصبي المركزي، وخلل التوازن الكيميائي في المخ، والعوامل الهرمونية لدى النساء، والعوامل الوراثية.
الجهاز العصبي المركزي
- يتألف الجهاز العصبي من الجهاز العصبي السمبثاوي والجهاز العصبي الباراسمبثاوي.
- يرتبط التحفيز المستمر في الجهاز العصبي السمبثاوي بزيادة إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب.
خلل التوازن الكيميائي في المخ
- يعتبر هذا الخلل نتيجة للتحفيز المستمر في الجهاز العصبي السمبثاوي.
- يؤثر التحفيز المستمر على إفراز النواقل العصبية في المخ، مما يسبب معالجة خاطئة لإشارات الألم.
خلل الهرمونات لدى النساء
- تزيد حالات الاكتئاب خلال فترات مثل الدورة الشهرية ومرحلة النفاس من حدة أعراض المرض.
- تظهر أعراض المرض بشكل أكبر في تلك الفترات.
العوامل الوراثية
- يُعد العامل الوراثي عاملاً أساسياً في الإصابة بمرض الفيبروميالجيا.
- ينتقل المرض بين الأجيال المختلفة في العائلة.
على الرغم من أن العوامل المذكورة ليست الأسباب النهائية لمرض الفيبروميالجيا، إلا أن فهمها يمكن أن يسهم في تطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية في المستقبل.
أعراض مرض الفيبروميالجيا
يُصاب مريض الفيبروميالجيا بطيف واسع من الأعراض في مختلف أنحاء جسده فتكون الشكوى الرئيسية لمريض الفيبروميالجيا أن جسده بأكمله في حالة من الألم الدائم، الذي أصبح لا يستجيب لأي من المسكنات، أو مرخيات العضلات وكأن الألم تحول من عرض من أعراض المرض إلي أن أصبح هو المرض بحد ذاته. الأعراض الرئيسية لمرض الفيبروميالجيا:
1. الألم المستمر
- يعاني المريض من ألم مستمر في جميع أنحاء جسده.
- يصبح الألم غير مستجيب للمسكنات أو مرخيات العضلات.
2. التعب والإرهاق التام
- يشعر المريض بانخفاض كبير في مستويات الطاقة.
- الإرهاق الشديد حتى مع بذل جهد بسيط.
3. مشاكل الجهاز الهضمي
- ظهور مشاكل مثل انتفاخ البطن واضطرابات الأمعاء.
- قد يعاني بعض المرضى من متلازمة القولون العصبي.
4. ضعف في الانتباه والذاكرة
- يعاني المريض من صعوبة في التركيز والذاكرة.
- الشعور بضبابية في العقل وصعوبة في إكمال المهام.
5. اضطرابات النوم
- يعاني المريض من الأرق المزمن وصعوبة في النوم.
- اضطرابات النوم بسبب الألم المستمر.
6. الصداع الشديد
- قد يعاني المريض من الصداع النصفي أو الشقيقة.
- الصداع يزداد بسبب الأرق وتغيرات الهرمونات.
7. الاكتئاب والميول الانتحارية
- يزداد احتمال الاكتئاب بسبب الإجهاد المستمر والألم المستمر.
- يعاني بعض المرضى من ميول انتحارية.
8. متلازمة الألم الفكي الصدغي
- يعاني بعض المرضى من آلام في الفك والصداع الشديد.
9. فقدان الشهية
- قد يشعر المريض بفقدان الشهية بسبب الألم والاكتئاب.
تشخيص مرض الفيبروميالجيا
تتشابه أعراض مرض الفيبروميالجيا مع الكثير من الأمراض نذكر منها أمراض نقص فيتامين د، والتهاب العضلات، والتهاب المفاصل الروماتويدي، لذا فالتشخيص قائم على الاستبعاد بمعنى أن يتم استبعاد الأمراض الأخرى التي لها نفس الأعراض عن طريق الفحوصات المخبرية، صور الأشعة بأنواعها المختلفة، أو عن طريق أخذ عينة من العظام والعضلات، وفي حالة وجد أي من الأمراض الأخرى اّستبعدت الإصابة بمرض الفيبروميالجيا.
ماذا لو كانت جميع الفحوصات سليمة؟
عادة ما يلجأ الطبيب إلي الفحص السريري ومعرفة التاريخ المرضي للحالة، ثم يقوم بطرح بعض الأسئلة على المريضة، ويتم تحديد التشخيص بناءًا على ذلك؛ إذ أنه لا توجد أي فحوصات قد تجزم الإصابة به من عدمها.
العلاج والتخفيف من أعراض مرض الفيبروميالجيا
مرض الفيبروميالجيا يتطلب نهجًا متعدد التخصصات للتعامل مع أعراضه المتعددة. يُعتمد العلاج على تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة للمرضى، وذلك من خلال العلاج النفسي، والتغذية السليمة، والعلاج الطبيعي، إلى جانب تعديل نمط الحياة.
1. العلاج النفسي
- يتضمن وصف مضادات الاكتئاب لتقليل الأعراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
- يُركز على تعزيز الصحة النفسية وتقديم الدعم النفسي للمرضى.
2. العلاج الطبيعي
- يتمثل في تمارين العلاج الطبيعي وتقنيات التدليك لتقوية العضلات وتحسين المرونة.
- يساعد في تخفيف الألم وتحسين الحركة والوظيفة اليومية.
3. التغذية السليمة
- يشمل تغذية متوازنة غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف.
- يُحافظ على صحة الجهاز الهضمي ويقلل من التهابات الجسم.
4. تعديل نمط الحياة
- يشمل تجنب الأطعمة المحفزة للالتهاب مثل السكر والدهون المشبعة.
- يشجع على ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي واليوغا لتقليل الألم وتعزيز الصحة العامة.
5. الفريق المتكامل للعلاج
يضم الفريق الطبي المعني بعلاج مرضى الفيبروميالجيا فريقًا متخصصًا يتضمن:
- طبيب متخصص في الأمراض الروماتيزمية.
- أخصائي نفسي لتقديم الدعم النفسي والمشورة العاطفية.
- أخصائي تغذية لتقديم التوجيهات الغذائية السليمة.
- أخصائي علاج طبيعي لتنفيذ الجلسات العلاجية وتمارين التأهيل.
- بالرغم من عدم وجود علاج نهائي لمرض الفيبروميالجيا، يمكن تحسين جودة حياة المرضى وتقليل الأعراض من خلال العلاج المتكامل وتعديل نمط الحياة.
الخاتمة
ختاما, مرض الفيبروميالجيا يتطلب نهجًا شاملاً للعلاج يشمل العلاج الطبي، والعلاج النفسي، وتغييرات في نمط الحياة. على الرغم من عدم وجود علاج نهائي، يمكن تحسين جودة الحياة للمرضى من خلال التعاون مع الفرق الطبية المتخصصة واتباع الخطة العلاجية الموصى بها.
أسئلة شائعة
هل مرض الفيبروميالجيا مرض نفسي؟
لا، الفيبروميالجيا ليست مرض نفسي ولكنه يتأثر بالحالة النفسية بشكل كبير كلما زادت حالة التوتر والقلق النفسي زادت هجمات الفيبروميالجيا بمعدل عالي من الألم.
هل مرض الفيبروميالجيا مرض مناعي؟
لا، الفيبروميالجيا ليست مرض مناعي ولكن يّعتقد أن هناك بعض العوامل المناعية تلعب دور في تطور المرض.
كتابة المقال :
دينا سعيد.
المصادر:-
تابعونا لقراءة المزيد من المقالات الطبية والنصائح الصحية قي أكبر مدونة طبية موثوقة