تحرص كثير من النساء معرفة كيفية الوقاية من سرطان الثدي وطرق تقليل خطر الإصابة به. حيث يٌعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين السيدات. يتجاوز عمر معظم النساء المصابات بسرطان الثدي 50 عامًا، ولكن يمكن أيضًا أن تُصاب به السيدات الأصغر سنًا وكذلك يمكن أن يُصاب به بعض الرجال.
لا يمكن منع الإصابة بسرطان الثدي بشكل مؤكد ولكن يمكن القيام بعدة أشياء ليتم الوقاية من سرطان الثدي
هناك بعض العوامل التي قد تسبب الإصابة بسرطان الثدي مثل التقدم في العمر، العرق، التاريخ العائلي، بعض الجينات، وكثافة الثدي. هذه العوامل لا يمكن التحكم بها للوقاية من سرطان الثدي .
هناك عوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة وبعض العادات الصحية. وهذه العوامل هي التي يمكن التحكم بها ليتم الوقاية من سرطان الثدي.
وسوف نعرض في هذا المقال العديد من الطرق للحد أو لتجنب الإصابة بسرطان الثدي.
ما هي كيفية الوقاية من سرطان الثدي؟
١- الحفاظ على وزن صحي
تزيد السمنة وزيادة الوزن من خطر الإصابة بسرطان الثدي وخاصة بعد انقطاع الطمث. كما أنها قد تؤدي إلى تفاقم نتائج النساء الاتي تم تشخيصهن بالفعل.
لذلك إذا كنتِ بحاجة إلى فقدان الوزن يمكنكِ اللجوء إلى طبيب التغذية المختص لمساعدتكِ في تحقيق هذا الهدف. ذلك عن طريق وضع خطة مناسبة لإنقاص الوزن تتناسب مع أسلوب حياتكِ و صحتك. كما يمكنكِ ممارسة الرياضة جنباً إلى جنب مع اتباع نظام غذائي صحي للوصول إلى الوزن المثالي والوقاية من سرطان الثدي .
٢- تجنب تناول الكحول
تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين استهلاك الكحول وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. وذلك لقدرته على التسبب بخلل في توازن الهرمونات وإحداث تلف بالحمض النووي للخلايا.
يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي بين السيدات اللاتي يتناولن من 2 إلى 3 مشروبات كحولية يوميًا. لذلك يفضل الحد من تناول الكحول إلى مشروب واحد فقط يوميًا أو تجنب تناول الكحول تمامًا.
٣ – ممارسة الرياضة
بالإضافة إلى دور الرياضة في الوقاية من سرطان الثدي. يمكن أن تقلل الرياضة أيضاً من خطر تكرار الإصابة بعد التشخيص. يمكنكِ البدء بالمشي، أو الجري، أو ممارسة الرياضة بالمنزل، أو أي رياضة أخرى لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا.
٤- التوقف عن التدخين
أثبتت الدراسات أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطانات اخرى مثل سرطان الرئة حيث يحتوي دخان التبغ على مواد مسرطنة يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي وبالتالي تسبب السرطانات.
لذلك ينبغي التوقف عن التدخين وأيضًا تجنب التعرض للتدخين السلبي للوقاية من بعض أنواع السرطانات.
٥ – الرضاعة الطبيعية
أظهرت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية ( Breastfeeding ) يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي فهي تقلل من إجمالي عدد دورات الحيض وبالتالي فهي تؤدي إلى خفض مستويات هرمون الاستروجين لذلك فالرضاعة الطبيعية لها تأثير وقائي ضد سرطان الثدي.
لذا إذا كانت الرضاعة الطبيعية خيارًا متاحًا لكِ فلا تهمليها.
٦- اتباع نظام غذائي صحي
يمكن أن يساعد الغذاء الصحي في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي عن طريق الاهتمام بتناول بعض الأطعمة وتجنب تناول أطعمة أخرى.
فيما يلي قائمة بأهم الأطعمة التي يمكن أن يكون لها تأثير للوقاية من سرطان الثدي ، على سبيل المثال ما يلي:
- الأطعمة الغنية بالألياف
- المكسرات والحبوب الكاملة والبذور
- البروكلي والقرنبيط
- الفاكهة والخضروات
- الحمضيات
- بعض أنواع الأسماك
تُعد الفاكهة والخضروات مصدر غني بالألياف حيث تشير الدراسات إلى دورها الهام في الوقاية من سرطان الثدي لذلك فإن تناولها في وقت مبكر من الحياة يقلل من خطر حدوث سرطان الثدي مستقبلًا.
أيضا تحتوي الخضروات الورقية والصليبية مثل القرنبيط على مضادات الأكسدة التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي.
لذا يجب الاهتمام بتناول غذاء متوازن يحتوي على تلك العناصر الغذائية الهامة.
فيما يلي قائمة بأهم الأطعمة التي يجب تناولها بكميات قليلة لما تسببه من زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي:
- البروتينات الحيوانية
- اللحوم الحمراء
- اللحوم المُصنعة أو المُعالجة
أظهرت العديد من الدراسات أن تناول اللحوم الحمراء ( مثل لحم الخنزير ولحم الضأن ولحم البقر ) واللحوم المُصنعة والدهون الحيوانية بكميات كبيرة يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب، والضغط، والأوعية الدموية. كما يزيد أيضًا من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان القولون وسرطان الثدي.
لذا ينبغي تناول مثل هذه الأطعمة بكميات معتدلة وعدم الإكثار من تناولها.
٧ – العلاج الإشعاعي للثدي
يزيد التعرض للعلاج الإشعاعي على الثدي لعلاج بعض أنواع السرطانات من فرص الإصابة بسرطان الثدي، وربما يظهر حتى بعد ١٠ سنوات على توقف العلاج. يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي كلما زادت جرعة الإشعاع وأيضًا إذا تم التعرض للعلاج الإشعاعي في فترة البلوغ.
أيضًا بالنسبة للنساء اللاتي لديهن استعداد وراثي للإصابة بسرطان الثدي عن طريق حدوث بعض التغييرات الجينية مثل التغير في جينات BRCA1 وBRCA2 فإن التعرض للإشعاع كما في الأشعة السينية على الصدر، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي خاصة إذا تم التعرض له قبل سن 20 عامًا.
من الجدير بالذكر معرفة أن العلاج الإشعاعي على أحد الثديين لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي في الثدي الأخر.
٨ – توخي الحذر في حالة تناول حبوب منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة
تزيد الهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل خطر الإصابة بسرطان الثدي. كما يمكن أن يساهم العلاج بالهرمونات البديلة (بعد انقطاع الطمث أو بعد استئصال المبايض عند بعض النساء) في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. أظهرت بعض الدراسات أن تناول العلاج الهرموني لمدة تقل عن عام، لا يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالتالي فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي يزداد كلما ازدادت فترة تناول العلاج التعويضي بالهرمونات. وأيضًا عند التوقف عن تناول هذه العلاجات.
لكن فوائد هذه العلاجات تفوق مخاطرها بالنسبة للعديد من النساء، لذا يجب مراجعة الطبيب قبل استخدامها لتقييم فوائد العلاج مقابل المخاطر.
٩ – تعرف على تاريخ عائلتك المرضي
يمكن أن تورث الكثير من الأمراض ومنها بعض أنواع السرطانات عبر الأجيال. لذلك يُعد تاريخ العائلة المرضي للإصابة بسرطان الثدي من أهم العوامل التي تحدد خطر الإصابة به. يشمل التاريخ المرضي للعائلة الأمهات، والجدود، والشقيقات، والعمات، وبنات العم.
إذا وُجد في عائلتكِ تاريخ للإصابة بسرطان الثدي، فإن الطبيب سوف يوصي بإجراء متابعة دورية عن طريق القيام ببعض الفحوصات ومنها فحوصات لبعض الجينات مثل BRCA1 وBRCA2. قد يترتب على هذا تغيير في نمط الحياة أو تناول بعض الأدوية التي سوف نذكرها لاحقًا وذلك بهدف تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي لديكِ.
١٠ – التعرف على نسبة المخاطر
يتم تحديد المخاطر الشخصية الخاصة بكِ عن طريق عدة عوامل مثل :
- تاريخ عائلتك المرضي لسرطان الثدي أو سرطان المبيض( ovarian cancer )
- كثافة الثدي
- التشخيص السابق لسرطان الثدي
- وجود بعض الأورام الحميدة بالثدى
- التعرض السابق للإشعاع
- بدء الدورة الشهرية قبل سن ١٢عامًا
- انقطاع الطمث بعد سن ٥٥ عامًا
- وجود تغييرات موروثة في الجينات ( BRCA1 ، BRCA2 )
إذا كانت المخاطر مرتفعة سوف يلجأ الطبيب إلى طرق الوقاية من سرطان الثدي وسوف نتحدث عنها لاحقًا.
١١ – إجراء فحوصات منتظمة خاصة بالكشف عن سرطان الثدي
يُعد إجراء الفحوصات بشكل منتظم كما هو موصى به من أفضل الطرق للتشخيص المبكر لسرطان الثدي. وبالتالي البدء المبكر بالعلاج الذي يؤدي إلى نتائج أفضل وارتفاع نسبة الشفاء من سرطان الثدي.
ما هي الإجراءات الوقائيةاللازمة عند ارتفاع نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
١ – تناول مُعدِّلات مستقبلات هرمون الاستروجين الانتقائية ( SERMs ) أو مثبطات الأروماتيز ( AI )
يُستخدم SERMs مثل التاموكسيفين في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي عن طريق منع تأثير هرمون الاستروجين على خلايا الثدي. كما تقلل مثبطات الأروماتيز من خطر الإصابة بسرطان الثدي عن طريق تقليل إنتاج هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث وبالتالي الوقاية من سرطان الثدي .
٢- استئصال الثدي الوقائي
قد يلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء في حالة الأفراد المعرضين لخطر كبير جدًا للإصابة بسرطان الثدي.
قد يتم استئصال أحد الثديين أو كلاهما لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
٣ – استئصال المبيض
يهدف هذا الإجراء إلى تقليل هرمون الاستروجين بالجسم لدى النساء خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وبالتالي الوقاية من سرطان الثدي
في النهاية فإنه لا يمكن تحقيق الوقاية من سرطان الثدي بسبب وجود عوامل لا يمكن التحكم بها مثل الوراثة، ولكن الإلتزام بطرق الوقاية السابقة مع إجراء الفحوصات اللازمة بانتظام واستشارة الطبيب في الحلول المتاحة والمناسبة يساهم بشكل كبير في الوقاية من سرطان الثدي .
كتابة المقال:
د/ نانسي فؤاد
المصادر