تصيب قرح الفم الغشاء المخاطي لتجويف الفم وقد تتكون من قرحة واحدة أو متعددة، وتستمر بالالتهاب والانتشار لعدة أيام من عشر إلى أربع عشر يومًا ثم تختفي من تلقاء نفسها، وتسبب ألما وإزعاجًا أثناء تناول الطعام أو عند الحديث، وأيضًا تتميز باللون الأبيض أو الأصفر الفاتح، ولكنها في جميع الحالات غير ضارة ولا تستدعي القلق؛ ولذلك في مقالنا اليوم نقدم لكم اسباب وعلاج قرح الفم.
أنواع قرح الفم
توجد عدة أنواع لقرح الفم (القرح القلاعية) والتي تختلف في الشكل والحجم، ولكنها تتشابه بأنها دائرية أو بيضاوية الشكل، كما أنها تتكون داخل الفم على الغشاء المخاطي أو اللثة أو فوق لسانك أو في شفتيك، ومنها ما يلي:
- قرح الفم الصغرى (الأكثر شيوعًا):
تتميز بأنها صغيرة الحجم وبيضاوية الشكل بحواف حمراء، ويتم الشفاء من هذا النوع في غضون أسبوع دون وجود ندبات خلفها.
- قرح الفم الكبرى (الأقل شيوعًا)
تتميز بأنها عميقة و دائرية الشكل ومؤلمة كثيرًا، كما أنها تأخذ وقتًا أكبر للشفاء قد يصل إلى ست أسابيع، وبالطبع تترك أثرًا بعد الشفاء منها.
- قرح الفم هربسية الشكل( نادرة)
تشبه هذا النوع من القرح بثور الهربس لفيروسي في الشكل فقط وهي غير معدية وتنتشر بأعداد كبيرة قد تصل إلى 100 قرحة، ولكن سرعان ما يتم الشفاء منها في غضون أسبوع دون ترك ندبات.
أما الهربس الفيروسي فهو مُعدي ويستوجب زيارة الطبيب لوصف الدواء المناسب للحالة.
أسباب قرح الفم
بينت الدراسات أنه لا يوجد سبب معين لتكون تقرحات الفم، ولكن يمكن لبعض العوامل مضاعفة الأعراض وزيادة حدتها، وهذا ما سوف نذكره في الفقرات التالية من اسباب وعلاج قرح الفم:
- يمثل النوم والراحة عامل مهم في صحة الإنسان؛ ولذلك عند قلة النوم وزيادة التوتر يزداد معه الأمراض ومنها انتشار قرح الفم.
- نقص الفيتامينات أيضًا مثل فيتامين ب ١٢ أو الزنك من الأسباب المهمة لزيادة القرح.
- الأطعمة الحمضية تهيج البيور ويزداد معها الألم؛ لذلك يفضل تجنبها حتى الشفاء من القرح.
- الإصابات السطحية مثل فرش الأسنان بعنف أو جز الأسنان والضغط على الشفة.
- أمراض معينة مثل السكري وأمراض الجهاز المناعي.
- قد تتواجد القرح في فترات معينة من حياة النساء مثل الحيض.
علاج قرح الفم بالأدوية
غالبًا لا تحتاج قرح الفم إلى العلاج لأنها تزول بمفردها في غضون الأسبوعين، ولكن يمكن تخفيف الأعراض والألم عن طريق اتباع ما يلي:
- العلاجات الموضعية.
يمكن استخدام بعض الأدوية الموضعية كالمراهم والكريمات وحتى الحبوب دون الحاجة إلى اللجوء للطبيب حيث يمكن صرفها دون روشتة، مثل:
- بيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen Peroxide).
- جل مخدر مثل الليدوكائين (Lidocaine).
- حبوب مسكنة ومضادة للالتهاب مثل الايبوبروفين أو الأسيتامينوفين.
- محاليل الفم.
- الديفينهدرامين (Diphenhydramin): يستخدم كغسول للفم لتسكين الألم عن طريق تحريكه داخل الفم لمدة دقيقة ثم المضمضة وعدم بلعه.
- غسول التتراسيكلين (Tetracycline): مضاد حيوي لتخفيف الألم، ولكن يمنع للحوامل والأعمار أقل من ستة عشر؛ لذلك وجب استشارة الطبيب قبل الاستخدام.
- علاج قرح الفم العميقة والمتقدمة.
يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية لمعرقة سبب تعمق هذه التقرحات ووصف العلاج الدقيق لكل حالة، ومن هذه الأدوية ما يلي:
- السكرالفات (Sucralfate): يستخدم لعلاج تقرحات الأمعاء وله فعالية في قرح الفم.
- الكولشيسين (Colchicine): يستخدم لعلاج النقرس وأيضًا ثبتت فعاليته في تقرحات الفم المتقدمة.
- المضادات الحيوية: يمكن استخدامها بعد استشارة الطبيب في حالة ظهور أعراض مثل القيح والحمى، وفي حالة عدم استجابة التقرحات للعلاجات الموضعية.
علاج قرح الفم منزليًا
بعد ذكر اسباب وعلاج قرح الفم دوائيًا، سوف نوضح لكم بعض الوصفات الطبيعية المتوفرة في جميع المنازل لتخفيف ألم وتهيج القرح، وهي كالآتي:
- العسل
يُعد العسل من المواد الطبيعية التي تحتوي على مضادات التهاب ومانع للتهيج، والتي تساعد على تخفيف قرح الفم وترطيب المكان بشكل كبير. يمكن وضع العسل على المنطقة المصابة لعدة ساعات ثم غسلها بلطف.
- زيت جوز الهند
يعتبر زيت جوز الهند أيضًا مضاد للبكتريا وللالتهابات، حيث يقلل الاحمرار الناتج عن القرح ويعمل على تلطيف المكان. قم بوضعه ليلًا قبل النوم وغسل المنطقة في الصباح.
- الماء المالح
تعتبر خلطة الماء المالح من الخلطات الطبيعية والمفيدة لما تحتويه على مضادات التهاب، حيث يمكن استخدامها كمضمضة لتسكين وشفاء قروح الفم عن طريق خلط ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء دافئ ثم المضمضة والتخلص منه وتكرار العملية عدة مرات ثلاث مرات في اليوم.
- الثوم
يحتوي الثوم على مادة الأليسين والتي تعمل كمضاد للالتهابات كما صُنفت كأقوى مضاد حيوي طبيعي؛ ولذلك لزيادة المناعة وبالتالي التخفيف من القرح، يجب بلع فص ثوم عند الاستيقاظ من النوم مع كوب من الماء.
متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟
كما ذكرنا سابقًا أن تقرحات الفم مؤلمة وتسبب الازعاج لبعض الوقت وأيضًا ليست خطيرة ولا تستدعي الذهاب إلى الطبيب، ولكن هناك بعض الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب لمعرفة اسباب وعلاج قرح الفم، وهي كالآتي:
- عند ظهور قرح الم الكبيرة واستمرارها دون شفاء لأكثر من أسبوعين.
- الحمى.
- عدم إمكانية الأكل أو الشرب مع وجود التقرحات.
- وجود الآلام شديدة غير محتملة.
- انتقال البثور بشكل كبير داخل الفم حتى تصل إلى الحلق.
- في حالة الهربس الفيروسي لأنه معدي ومضر.
بالرغم من عدم خطورة قرح الفم وإلتئامها بسرعة إلا إنه قد يحدث مضاعفات في قليل من الحالات عند إهمال التعامل معها وعدم الوقاية منها من خلال العادات الغذائية الصحية السليمة والاهتمام بنظافة الفم والأسنان.
كتابة المقال:
مريم العجمي
المصادر: