علاقة حبوب منع الحمل بسرطان المبيض.. تُعد حبوب منع الحمل إحدى أشهر وسائل منع الحمل المستخدمة. ومع ذلك، توجد بعض التساؤلات حول علاقة حبوب منع الحمل بسرطان المبيض. لذلك سنناقش في هذا المقال الأدلة المتاحة ونستكشف العلاقة المحتملة بين حبوب منع الحمل وسرطان المبيض.
علاقة حبوب منع الحمل بسرطان المبيض
نبدأ أولاً بتعريف سرطان المبيض..
ما هو سرطان المبيض؟
يُعرف سرطان المبيض بأنه زيادة تكاثر الخلايا بشكل سريع جداً في المبيضين، وهو أحد أكثر أنواع سرطانات الجهاز التناسلي شيوعًا بين النساء. يعد سرطان المبيض هو السرطان الخامس من بين أنواع السرطانات المختلفة المسبب للوفاة في السيدات. يمكن أن ينتقل سرطان المبيض من المبيض إلى باقي أجزاء الجسم ويطلق عليه في تلك الحالة سرطان المبيض النقيلي. هنا يتردد سؤالاً هاماً بين السيدات: ما هي العلاقة بين حبوب منع الحمل، المحتوية على الهرمونات الأنثوية مثل الاستروجين والبروجستين، وزيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض؟
حتى الآن، لا توجد أدلة قوية تؤكد وجود علاقة واضحة بين حبوب منع الحمل وسرطان المبيض. حيث أُجريت عدة دراسات في هذا المجال، وتوصلت إلى نتائج مختلفة. فبعض الدراسات تشير إلى احتمالية وجود زيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان المبيض لدى النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل لفترات طويلة، بينما تشير دراسات أخرى إلى عدم وجود أي علاقة بينهما.
على الرغم من قلة وجود أدلة قوية تؤكد وجود ارتباط مباشر بين حبوب منع الحمل وزيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض، إلا أنه توجد بعض العوامل التي يجب مراعاتها. على سبيل المثال، يُعتقد أن كثرة استخدام حبوب منع الحمل على المدى الطويل يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض حيث تشير بعض الدراسات إلى تأثير حبوب منع الحمل في خفض نسبة خطر الإصابة بسرطان المبيض. فعلى سبيل المثال، نُشرت دراسة في مجلة “الأورام” عام 2018 أوضحت أن استخدام حبوب منع الحمل يمكن أن يقلل بدوره من خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة تصل إلى 30٪ في المستقبل. لكن هذه الدراسات لازالت قيد البحث.
ومن الجدير بالذكر أن حبوب منع الحمل تحتوي على هرمونين رئيسيين، هما الاستروجين والبروجستين. تعمل هذه الهرمونات على منع التبويض وتغيير بيئة الرحم والمبيضين لتقلل من خطر حدوث سرطان المبيض.
بشكل عام، يمكن أن تكون حبوب منع الحمل فعّالة في تنظيم الحمل، وأيضاً تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات الأخرى، مثل سرطان الرحم وسرطان المبيض. فحبوب منع الحمل هي إحدى أكثر وسائل منع الحمل شيوعًا ولها العديد من الفوائد الصحية الأخرى أيضًا، مثل تحسين الحالة الصحية للنساء اللاتي يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية، كما أنها تقلل من خطر الإصابة بتكيس المبايض.
ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من أمان وفعالية حبوب منع الحمل لمعظم النساء،إلا أنها قد تكون غير ملائمة لبعض النساء، على سبيل المثال النساء اللاتي يعانين من تاريخ عائلي لسرطان المبيض، أو النساء الأكبر سنًا، أو اللاتي يعانين من بعض الأمراض. لذا يُعد أمراً ضرورياً استشارة الطبيب قبل بدء استخدام حبوب منع الحمل، ومناقشة التاريخ الصحي الشخصي والعائلي مع الطبيب.
علاوة على ذلك، ينصح أطباء الأمراض النسائية النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل أن يخضعن لفحص دوري بانتظام. فإذا كنتِ تستخدمين حبوب منع الحمل وتلاحظين وجود أي أعراض غير طبيعية مثل وجود آلام في البطن، أو انتفاخ البطن، أو حدوث تغيرات في الدورة الشهرية، أو أي علامات تشير إلى مشكلة صحية محتملة، يجب عليك استشارة الطبيب فورًا للتشخيص والفحص المبكر.
أسئلة شائعة حول علاقة حبوب منع الحمل بسرطان المبيض
هل حبوب منع الحمل تسبب سرطان المبيض؟
كثرت الأقاويل حول علاقة حبوب منع الحمل والإصابة بسرطان المبيض،لكن أوضحت الدراسات أن النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل أقل عرضة للإصابة بسرطان المبيض بنسبة 50% عن اللاتي لا يتناولن حبوب منع الحمل.
هل حبوب منع الحمل تسبب الإصابة بسرطان الثدي؟
وفقاً للدراسات الحديثة فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي يزداد لدى النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل المركبة، والتي تحتوي على هرمون البروجستيرون فقط بنسبة 20 إلى 30%، إلا أن هذه النسبة تقل حتى تختفي تماماً بعد توقف استخدام هذه الحبوب بعدة سنوات قليلة.
هل حبوب منع الحمل تؤثر على مخزون المبيض؟
بالطبع، تؤثر حبوب منع الحمل على مخزون المبيض من البويضات، حيث تقلل عدد البويضات نتيجة إلى قمع وظيفة المبيض، إلا أنها تعود لطبيعتها بعد توقف استخدام حبوب منع الحمل.
كتابة المقال:
د. ميرا نادي
المراجع:
https://www.cancer.org/cancer/types/ovarian-cancer/causes-risks-prevention/prevention.html