الحمى القرمزية هو مصطلح طبي نسمع عنه كثيرًا، ويثير العديد من التساؤلات حول تأثيره على صحة الأطفال. هل مرض الحمى القرمزية خطير؟، ما هو علاج الحمى القرمزية للأطفال؟. في هذا المقال، سوف نتناول كل ما تحتاج معرفته عن مرض الحمى القرمزية بدءًا من الأسباب والأعراض وصولًا إلى العلاج المتاح، وذاك لضمان حياة صحية وآمنة لأطفالنا.
ما هي الحمى القرمزية للأطفال؟
الحمى القرمزية (السكارلاتينا) هي عدوى بكتيرية تُسببها بكتيريا المكورات العقدية المجموعة أ، وهي نفس البكتيريا المُسببة لالتهاب الحلق. تظهر على شكل طفح جلدي أحمر فاتح، لهذا سُميت بالحمى القرمزية.
تظهر الحمى القرمزية في الأطفال من سن 5 إلى 15 عامًا. قد تُسبب الكثير من المشاكل والتعقيدات، إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا وعلاجها بشكل صحيح.
هل مرض الحمى القرمزية خطير؟
انتشرت الحمى القرمزية في أوائل القرن العشرين بشكل كبير خاصة بين الاطفال. كانت تُعد من الأمراض الأكثر خطورة بالنسبة للأطفال وذلك قبل ظهور المضادات الحيوية.
لا يوجد لقاح للوقاية من الحمى القرمزية، لكن الآن مع ظهور المضادات الحيوية، والتقدم في الطب و تحسن النظافة، أصبحت قابلة للعلاج بشكل كبير دون تعقيدات، لكن يمكن في بعض الحالات أن تُسبب مشاكل صحية كبيرة للطفل إذا لم تعالج بشكل صحيح.
أسباب الحمى القرمزية للأطفال
تحدث نتيجة الإصابة بعدوى بكتيريا المجموعة أ العقدية، وهي نفس البكتيريا المسؤولة عن التهاب الحلق والحمى الروماتيزمية. تقوم هذه البكتيريا بإفراز سم يسبب ظهور الطفح الجلدي واحمرار اللسان.
تنتقل العدوى من شخص لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء العطس أو السعال. فترة حضانة المرض (الفترة بين التعرض وظهور الأعراض)، عادةً ما تكون من 2-4 أيام.
أعراض الحمى القرمزية للأطفال
تشمل الأعراض الأولية للحمى القرمزية، التهاب الحلق والحمى، ومن أبرز العلامات التي تميز الحمى القرمزية للأطفال هو الطفح الجلدي الأحمر، ومع هذا، فإن أقل من 10% من حالات العدوى بالبكتيريا العقدية يصاحبها طفح جلدي.
أعراض الفم والحلق
- قد يبدو اللسان أحمر منتفخ مثل الفراولة.
- قد تظهر طبقة بيضاء على اللسان.
- قد يحتوى الحلق واللوزتين على نقاط بيضاء أو صفراء.
- قد يظهر احمرار وانتفاخ بالحلق واللوزتين مع وجود تقرحات.
- قد تواجه صعوبة ف البلع.
أعراض الطفح الجلدي
- يظهر الطفح الجلدي الأحمر لأول مرة حول الرقبة والصدر.
- قد ينتشر الطفح الجلدي حتى يصل إلى الظهر والوجه والذراعين والساقين.
- قد تلاحظ وجود منطقة شاحبة حول الفم.
- قد تصبح النمشات وتجاعيد الجلد في الفخذ والإبطين أكثر وضوحًا وأشد احمرارًا من بقية الطفح الجلدي.
- يبدأ التقشير في الظهور بعد 7-10 أيام من اختفاء الطفح الجلدي.
تشمل بعض الأعراض الأخرى ما يلي،
- صداع.
- حمى وقشعريرة.
- آلام بالمعدة.
- غثيان وقىء.
- ألم في الجسم والعضلات.
- فقدان الشهية.
- تورم الغدد.
- نتوءات حمراء صغيرة على سطح الفم.
ما هي مضاعفات الحمى القرمزية؟
الالتهاب الرئوي هو من المضاعفات المحتملة للحمى القرمزية، على الرغم من أن معظم الاطفال لن يواجهوا مضاعفات، لكن يمكن أن يحدث ما يلي:
- التهاب رئوي.
- خراج بالحلق.
- عدوى الأذن، بما في ذلك عدوى الأذن الوسطى.
- الحمى الروماتيزمية
- التهاب الجلد.
- التهاب الكلى، وربما مرض الكلى على المدى البعيد نتيجة الاستجابة المناعية للبكتيريا العقدية.
- التهاب الجيوب الأنفية.
يمكنك معرفة المزيد عن:
المضاعفات التالية نادرة، ولكن يمكن أن تحدث، وتشمل ما يلي:
- التهاب السحايا (Meningitis)، وهو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.
- الفشل الكلوي الحاد.
- متلازمة الصدمة التسممية.
- التهاب النسيج الخلوي الناخر (Necrotizing Fasciitis)، وهو مرض خطير يصيب الأنسجة.
- عدوى العظام ونخاع العظم (Osteomyelitis).
- التهاب الشغاف (Endocarditis) وهو التهاب بطانة القلب.
- الاضطرابات العصبية والنفسية المناعية الذاتية لدى الأطفال المرتبطة بعدوى المكورات العقدية(PANDAS)
أظهرت بعض الأبحاث أن العدوى البكتيرية العقدية قد تسبب استجابة مناعية ذاتية تؤدي إلى زيادة أعراض بعض اضطرابات الطفولة مثل، اضطراب الوسواس القهري (OCD)، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD). عادةً ما تختفي الزيادة في الأعراض بعد بضعة أسابيع أو أشهر.
اقرأ ايضًا:
طرق الوقاية
لا يوجد لقاح ضد الحمى القرمزية، لذلك فإن أفضل طرق الوقاية تشمل اتباع الاحتياطات القياسية ضد العدوى، وتشمل:
- غسل اليدين. علم طفلك غسل اليدين جيدًا بلماء والصابون لمدة لا تقل عن 30 ثانية. في حالة عدم توافر الماء والصابون، يمكن استخدام مُطهر اليدين الذي يحتوى على الكحول.
- تغطية الأنف والفم. يجب أن يتعلم الطفل تغطية الفم والأنف أثناء العطس أو السعال لمنع انتشار البكتيريا والعدوى.
- عدم مشاركة الطعام وأدوات الطعام. يجب على الطفل عدم مشاركة الطعام أو أكواب الشرب أو أدوات الأكل مع أصدقاؤه في المدرسة.
- تنظيف الأواني. إذا أصيب الطفل بالحمى القرمزية، يجب غسل الأطباق والأكواب بالماء الساخن والصابون.
- تجنب الاختلاط مع الأشخاص المصابين بالحمى القرمزية.
- الجلوس في المنزل. يجب على الطفل الالتزام بالجلوس في المنزل، إذا كان مُصابًا بها لتجنب انتشار العدوى.
اقرأ أيضًا:
علاج الحمى القرمزية للأطفال
معظم الحالات الخفيفة لا تحتاج إلى علاج وتُشفى من تلقاء نفسها في خلال أسبوع، ومع ذلك فإن العلاج هام لتسريع عملية الشفاء من الحمى القرمزية للأطفال، وتقليل خطر حدوث المضاعفات.
يتضمن العلاج تناول المضادات الحيوية عادةً ما يكون البنسلين لمدة 10 أيام عن طريق الفم، بالنسبة للاطفال الذين لديهم حساسية من البنسلين يمكن تناول الإيرثروميسين. تختفى الحمى بعد 12-24 ساعة من تناول المضاد الحيوي.
قد يصف طبيب الاطفال، الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتقليل ألم الحلق وخفض درجة الحرارة. يتعافى الطفل غالبًا بعد 4-5 أيام من بدء العلاج. احرص على تناول طفلك للعلاج بالجرعات المحددة من قبل الطبيب، والالتزام بفترة العلاج التي يحددها الطبيب حتى إذا اختفت الأعراض قبل انتهاء العلاج، وذلك لضمان التخلص من العدوى دون حدوث أي مضاعفات.
هناك بعض الخطوات الإضافية التي تساعد في علاج الحمى القرمزية للأطفال، ومساعدة الطفل على الشعور بالراحة وتخفيف الألم مثل:
- الحصول على مزيد من المياه. شجع طفلك على شرب المزيد من الماء للحفاظ على رطوبة الحلق، مما يسهل عملية البلع ويمنع الجفاف.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة. اجعل طفلك يستريح حتى يتحسن. يساعد النوم الجسم على مقاومة العدوى.
- ترطيب الهواء. ترطيب الهواء يمكن أن يخفف من الشعور بعدم الراحة. استخدم جهاز ترطيب الهواء بالرذاذ البارد ونظفه يوميًا لمنع نمو البكتيريا كما يمكن أن تساعد بخاخات الأنف المالحة في الحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية.
- الغرغرة بالماء المالح. يمكن استخدام الغرغرة بالماء المالح في الاطفال الأكبر سنًا لتخفيف ألم الحلق. اخلط ربع معلقة صغيرة ملح الطعام على نص كوب ماء دافىء. يجب على الطفل بصق السائل بعد الغرغرة.
- العسل. يساعد العسل على تخفيف التهاب الحلق، لكن لا يُعطى للاطفال أقل من 12 شهرًا.
- تجنب المهيجات. تجنب دخان السجائر. تجنب ايضًا أبخرة بعض المواد مثل، البخور ومنتجات التنظيف والزيوت العطرية حيث قد تتسبب تلك الأبخرة في تهيج التهاب الحلق.
- تقديم الأطعمة المهدئة. يُنصح بتقديم الأطعمة سهلة البلع مثل الحساء، وعصير التفاح، والبطاطا المهروسة، والفواكه الطرية، والزبادي، والبيض المطهو جيدًا. يمكن أيضًا هرس الأطعمة في الخلاط لجعلها أسهل في البلع. الأطعمة الباردة مثل الفواكه المجمدة، والسوائل الدافئة، يمكن أن تكون مهدئة. تجنب الأطعمة الحارة أو الحمضية مثل عصير البرتقال.
يجب دائمًا استشارة الطبيب عند الشك في الإصابة بالحمى القرمزية لضمان التشخيص والعلاج المناسبين.
الخاتمة
تعد الحمى القرمزية مرضًا يجب التعامل معه بجدية، خاصة عند الأطفال. علاج الحمى القرمزية للأطفال يتطلب الالتزام بالإرشادات الطبية وتوفير الرعاية المناسبة في المنزل، لضمان التعافي السريع والعودة إلى الحياة اليومية بنشاط وصحة.
ولأن الصحة الجيدة تبدأ بالوعي والرعاية الفعّالة، فقد أوضحنا في هذا المقال كل ما يجب معرفته عن أعراض الحمى القرمزية وأسبابها، وأيضًا طرق الوقاية منها، كما أجبنا على سؤال هام عن مدى خطورته.
كتابة المقال:
د/ نانسي فؤاد