تُعرف حساسية الأنف بأنها عبارة عن تفاعل يحدث في جهازك المناعي عندما تتعرض لمواد معينة، مثل حبوب اللقاح أو بعض أنواع الأطعمة أو الفطريات، التي لا تؤثر على معظم الأشخاص. لكن بالنسبة لك، يتفاعل جسمك معها بشكل مختلف، حيث يعتبرها جهازك المناعي تهديداً ويقوم بإطلاق استجابة مناعية غير طبيعية. هذا التفاعل هو ما يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية التي قد تواجهها، رغم أن هذه المواد تعتبر غير ضارة للأشخاص غير المصابين بالحساسية.
حساسية الأنف:
هي التهاب يصيب الاغشية المبطنه لأنفك عندما تستنشق أو تتعرض لإحدى المواد التي تسبب لك الحساسية، وتبدأ الاعراض بالظهور عليك خلال عدة دقائق من التعرض لتلك المواد وقد تؤثر على نومك وقد تقلل من قدرتك على التركيز وقدرتك على العمل بشكل طبيعي.
أسباب حساسية الانف:
- العفن.
- فراء الحيوانات.
- الروائح والعطور.
- حبوب اللقاح.
- الدخان.
- الملوثات البيئية.
- الظروف الجوية .
- بعض الأطعمة والروائح القوية.
- الريش.
- التيارات الهوائية الملوثة.
- لسعات الحشرات.
يمكن أن تتسبب لسعات بعض الحشرات في ردود فعل تحسسية عليك، وغالباً ما تكون هذه الحشرات إما لاذعة أو قارضة. تشمل الحشرات اللاذعة الدبابير، النحل، والنمل، حيث تقوم بحقن السم في الجسم. أما الحشرات القارضة مثل البعوض والقراد، فتقوم بحقن مواد مضادة للتخثر.
- الوراثة:
تظهر بعض أمراض الحساسية ارتباطاً وراثياً قوياً. فمن المحتمل أن يشترك التوأم في الإصابة بنفس نوع الحساسية بنسبة تصل إلى 70٪، في حين تكون هذه النسبة حوالي 40٪ بين التوائم غير المتماثلة. كما أن الآباء المصابين بالحساسية يكونون أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من الحساسية، وغالبا ما تكون حساسية هؤلاء الأطفال أكثر حدة مقارنة بأطفال الاباء غير المصابين. ورغم ذلك، فإن أنواع الحساسية قد تختلف بين الأجيال؛ فقد يكون لدى الوالدين حساسية تجاه الفول السوداني بينما يعاني أطفالهم من حساسية تجاه عشبة الرجيد. يعود ذلك إلى أن احتمالية الإصابة بالحساسية مرتبطة بعوامل وراثية تتعلق بخلل في الجهاز المناعي.
تتغير مخاطر الإصابة بالحساسية وشدتها مع التقدم في العمر، حيث تعتبر الأطفال الصغار الأكثر عرضة لهذه الأمراض. وقد أظهرت دراسات عديدة أن مستويات الأجسام المضادة IgE تكون أعلى في مرحلة الطفولة، ثم تبدأ في الانخفاض بسرعة بين سن 10 و30 عاماً. تزداد حالات الإصابة بحمى القش بين الأطفال والشباب، بينما يظهر الربو بشكل أكثر شيوعاً لدى الأطفال دون سن العاشرة. قد يكون للعرق دور في بعض أنواع الحساسية، ولكن من الصعب فصل تأثير العوامل الوراثية عن البيئية. فمن المعتقد أن العوامل الجينية المختلفة تساهم في تطور مرض الربو لدى الأفراد من أصول أوروبية، وإسبانية، واسيوية وأفريقية.
وهناك بعض العوامل الأخرى التي تسبب الحساسية:
تنتشر أمراض الحساسية بشكل أكبر في البلدان الصناعية مقارنة بالمناطق الريفية أو الزراعية، حيث يظهر سكان المدن معدلات أعلى من الحساسية مقارنة بسكان الريف. ومع ذلك، بدأت هذه الفجوة تنخفض في السنوات الأخيرة.
تتواجد الديدان المعوية والطفيليات المماثلة عادة في مياه الشرب غير المعالجة. أظهرت الأبحاث الحديثة أن بعض الطفيليات الشائعة، مثل الديدان الخطافية، تفرز مواد كيميائية داخل جدار الأمعاء والتي تصل إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تثبيط الجهاز المناعي ومنع الجسم من مهاجمة الطفيليات. هذا النوع من التكيف يدعم نظرية التطور المشترك بين البشر والطفيليات، حيث يفترض أن الجهاز المناعي يعمل بشكل صحيح فقط في وجود الطفيليات. في غيابها، يصبح الجهاز المناعي غير متوازن ويصبح أكثر عرضة للاستجابات التحسسية.
تشير الأبحاث أيضاً إلى أن تأخر تطور النبيت الجرثومي المعوي لدى الرضع قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالحساسية. ومع ذلك، فإن الأبحاث حول هذه النظرية متضاربة؛ حيث أظهرت بعض الدراسات التي أجريت في الصين وإثيوبيا أن الأشخاص المصابين بالديدان المعوية قد يعانون من معدلات أعلى من الحساسية. بدأت تجارب سريرية لاختبار فعالية بعض أنواع الديدان في علاج بعض أنواع الحساسية.
ولكي تشخص اعراض حساسية الانف يجب اتباع عدة خطوات لتحديد السبب الدقيق للأعراض وتشمل :
- التاريخ الطبي للمريض.
- والقيام بالفحص السريري.
- والقيام بعمل اختبارات الجلد، واختبارات الدم.
- وفحص التنفس، والأنف، وبعض الاختبارات الاضافية.
أعراض حساسية الأنف
، والمعروفة أيضا بالتهاب الأنف(التحسسي) وتشمل:
- العطس المتكرر.
- واحتقان الانف.
- وسيلان الأنف.
- حكة في الانف أو الحلق.
- السعال.
- احمرار وتورم.
- دموع بالعينين.
- صداع الرأس.
- انسداد الأنف نتيجة للاحتقان.
- تعب عام.
مضاعفات حساسية الأنف
اذا لم يتم معالجة حساسية الأنف بشكل مناسب،فقد تؤدي إلى مضاعفات مثل:
- التهاب الجيوب الأنفية.
- سوء حالة الربو.
- الصداع.
- مشاكل النوم.
- التهاب الأذن الوسطى.
- تضخيم اللحمية.
- تأثيرات نفسية مثل : الأعراض المزمنة قد تسبب توتراً وقلقاً وبعض حالات الاكتئاب وكل ذلك يؤثر على الصحة النفسية بشكل عام.
وعلى الرغم من كل هذه المضاعفات يجب عليك اولا استشارة الطبيب قبل أخذ اي أدوية.
كم هي مدة علاج حساسية الانف؟
تختلف مده علاج حساسية الأنف حسب نوع مسببات الحساسية واستجابة المريض للعلاج ،والعلاج الدوائي، والتقليل من التعرض للمسببات، والتعديلات البيئية، والعلاج المناعي، والتشخيص الدقيق.
علاج حساسية الأنف:
يوجد نوعان من الطرق العلاجية لحساسية الانف:
- العلاج الدوائي.
- العلاج الوقائي.
العلاج الدوائي لحساسية الأنف:
يعتمد العلاج الدوائي على الأعراض وشدتها ويوجد العديد من الادوية التي يمكن استخدامها لتخفيف الأعراض .ويجب قبل أخذ أي دواء او مضادات ان تطلب الأستشارة من الطبيب.
العلاج الوقائي لحساسية الأنف:
هي الابتعاد عن العناصر المسببة للحساسية واليك بعض الاسباب التي يجب تجنبها:
- يجب عليك غسل الوجه والملابس والاستحمام بعد العودة الى المنزل لتجنب نقل حبوب اللقاح الى الداخل.
- تجنب خروجك في اوقات الذروه في حبوب اللقاح و( احيانا في الصباح).
- عث الغبار: استخدام اغطية ورقية مضادة للحساسية على الفراش والوسائد.
- غسل الفراش والستائر بانتظام في ماء ساخن.
- تنظيف المنزل بانتظام باستخدام مكنسة كهربائية مزودة بفلتر HEPA.
- العفن: تنظيف الاسطح الرطبة بانتظام لمنع نمو العفن والتأكد من تهوية المناطق الرطبة مثل الحمامات والمطابخ جيداً.
- فراء الحيوانات: ترك الحيوانات الأليفة خارج غرف النوم وتنظيف المنزل بانتظام.
- استخدام مرشحات الهواء: الحفاظ على جوده الهواء في الاماكن المغلقة وتقليل التلوث الداخلي.
- الحفاظ على نمط حياه صحي: تقوية الجهاز المناعي من خلال تناول الطعام الصحي وممارسه الرياضة بانتظام والنوم بشكل جيد.
- الملابس والنظافة الشخصية: تغيير الملابس وغسل اليدين والوجه عند العودة الى المنزل للتخلص من المسببات الخارجية.
ختاماً، يجب علينا أن نكون أكثر حرصاً تجاه حساسية الأنف، نظراً لأن التعامل معها يتطلب الوعي بالأعراض والمحفزات المؤدية لها. من الضروري البحث عن العلاجات المناسبة سواء الدوائية أو الوقائية، بالإضافة إلى تجنب المهيجات كالغبار وحبوب اللقاح. الاستشارة الطبية ضرورية لتحديد أفضل خطة علاجية، مما يساعد في تحسين جودة الحياة وتخفيف المعاناة اليومية الناتجة عن هذه الحالة.
كتابة المقال:
مروة محمد حسين
المصادر: