حبوب منع الحمل: أنواعها، وآلية عملها
ما هي حبوب منع الحمل: أنواعها، وآلية عملها، واستخداماتها الأخرى؟
هناك عدة أنواع من حبوب منع الحمل للمرأة نذكرها في الآتي:
1- حبوب منع الحمل الشهرية المركبة
يتم تناول هذه الحبوب بانتظام في نفس الموعد يوميًا لمدة 21 يومًا، ثم توقف لمدة 7 أيام قبل بدء الشريط الجديد. تُعد حبوب منع الحمل المشتركة أكثر أنواع الحبوب الشائعة. حيث تحتوي هذه الحبوب على هرمونين، وهما الإستروجين والبروجستين. يقوم الإستروجين بتثبيت الغشاء المخاطي في الرحم ومنع دخول الحيوانات المنوية، بينما يقوم البروجستين بتغيير بيئة الرحم لتصبح غير مناسبة لاستقبال البويضة المُلقحة. مثال على هذه الحبوب أقراص مشتركة (Combination Pills) وحبوب منع الحمل ثنائية الطور (Biphasic Pills) و ثلاثية الطور (Triphasic Pills).
2- حبوب منع الحمل بالبروجستين فقط
كما ذكرنا سابقاً وجود فئة من النساء لا يمكنهن استخدام الاستروجين نظراً لحالتهن الصحية. لذلك تُعد حبوب منع الحمل بالبروجستيرون فقط هي الخيار الأمثل لهن. حيث تحتوي هذه الحبوب على جرعة مخفضة من البروجستين فقط، وتعمل عن طريق تغيير بيئة الرحم وتخفيف تكوين الغشاء المخاطي. من أمثلة هذه الحبوب حبوب البروجستين فقط (Progestin-Only Pills) وحبوب النسيج (Mini Pills).
3- حبوب منع الحمل للمرأة طويلة المفعول
تُعد حبوب منع الحمل طويلة المفعول مميزة نظراً لتناولها بشكل أقل تكراراً حيث تحتوي هذه الحبوب على جرعة متواصلة من الهرمونات لفترة أطول، مما يعني أنه لا يتم تناولها يومياً.خو من أمثلة هذه الحبوب طويلة المفعول بالإستروجين والبروجستين (Extended Cycle Pills) وحلقات الإيلاستين (NuvaRing)
3- حبوب منع الحمل المستمرة
تعمل هذه الحبوب كبديل للحبوب الشهرية المركبة، يتم تناول هذه الحبوب يوميًا دون فترة راحة. تقلل من فرص الحمل بفعالية تماثل حبوب منع الحمل الشهرية المركبة. إلا أنها على عكس ااحبوب التقليدية التي تتطلب فترة راحة للدورة الشهرية 7 أيام شهرياً، تحتوي هذه الحبوب على جرعة مستمرة من الهرمونات الأنثوية والبروجستين، مما يمنع حدوث الدورة الشهرية بانتظام.
4- حبوب منع الحمل الطارئة
تُعرف أيضاً باسم \”حبوب الصباح التالي\”. تُستخدم حبوب منع الحمل الطارئة في حالات الحماية المؤقتة من الحمل بعد ممارسة الجنس دون استخدام وسيلة منع حمل منتظمة أو في حالات فشل وسيلة منع الحمل المُستخدمة. تحتوي هذه الحبوب على جرعة عالية من الهرمونات ويجب تناولها في خلال فترة زمنية محددة بعد ممارسة الجنس. من أمثلة هذه الحبوب حبوب بعد الجماع (Postcoital Pills) وحبوب اليوم التالي (Emergency Contraceptive Pills).
هل يُسمح تناول حبوب منع الحمل الطارئة بصورة دائمة؟
تحتوي حبوب منع الحمل الطارئة على جرعة عالية من الهرمونات الأنثوية وتُستخدم للحماية المؤقتة فقط، مثل حالات الحماية بعد ممارسة الجنس دون استخدام وسيلة منع حمل مُسبقة أو في حالات فشل وسيلة منع الحمل المُستخدمة. لذلك يجب استشارة الطبيب لاختيار وسيلة منع حمل مناسبة وفقًا للحالة الصحية للمرأة واحتياجتها الفردية.
ما هي آلية عمل حبوب منع الحمل؟
تعتمد على طرق وآليات متعددة في عملها، نتناولها في الآتي:
-
منع التبويض
يٌعد منع التبويض أحد الآليات الرئيسية لعمل حبوب منع الحمل للمرأة. تحتوي الحبوب المركبة على جرعة من الاستروجين والبروجستين، وتعمل هذه الهرمونات على تثبيط إفراز هرمون التبويض (هرمون المبيض)، مما يؤدي إلى منع نمو البويضة، وبالتالي لا يوجد بويضة متاحة للتخصيب من قبل الحيوانات المنوية، وبالتالي لا يحدث حمل.
-
تغيير الطبيعة المهاجرة للحيوان المنوي
تعمل حبوب منع الحمل الشهرية المركبة أيضًا على تغيير الطبيعة المهاجرة للحيوان المنوي في القناة المهاجرة للحيوان المنوي (الرحم وأنابيب فالوب). كما تعمل الهرمونات الأنثوية على زيادة لزوجة السائل المهاجر للحيوان المنوي، مما يجعله غير قادر على الوصول إلى البويضة وتخصيبها.
-
تغيير بيئة الرحم
تغير حبوب منع الحمل للمرأة بيئة الرحم لتجعلها غير ملائمة للحمل. حيث تقوم الهرمونات الأنثوية بتغيير سمك وقوام بطانة الرحم (النسيج الذي يستقبل البويضة المُخصبة)، ليجعلها أقل قدرة على استقبال البويضة المُخصبة.
-
زيادة الافرازات المهاجرة للحيوان المنوي
تغير حبوب منع الحمل للمرأة أيضًا من خصائص الافرازات المهاجرة للحيوان المنوي. حيث تعمل الهرمونات الأنثوية على زيادة لزوجة الافرازات وبالتالي لا تستطيع الوصول إلى البويضة لتخصيبها، كما ذكرنا من قبل.
ومن الجدير بالذكر وجود العديد من الأنواع المختلفة من حبوب منع الحمل للمرأة في السوق، ولكن لا تتناسب كل الأنواع المتاحة مع كل النساء، حيث توجد عوامل متعددة يتم من خلالها تحديد النوع المناسب لكِ. سنناقش هذه العوامل في التالي:
هل توجد استخدامات أخرى لحبوب منع الحمل؟
نعم، توجد استخدامات أخرى . على سبيل المثال:
-
تنظيم الدورة الشهرية
يمكن أن تساعد حبوب منع الحمل للمرأة في تنظيم الدورة الشهرية. كما يمكن استخدامها لتقليل تكرار الدورة الشهرية وتخفيف الألم المرتبط بها. كذلك تُستخدم في تخفيف بعض المشكلات الصحية التي تواجه بعض النساء مثل الاضطرابات الهرمونية، وفقر الدم المصاحب للدورة الشهرية.
-
تحسين بعض الحالات المرضية
يمكن أن تساعد حبوب منع الحمل للمرأة في تقليل نمو الكيسات المبيضية وكذلك تخفيف أعراض مرض تكيس المبايض. كما يمكن أن تُستخدم لتحسين حالات اضطرابات الجلد مثل حب الشباب والبثور، وكذلك تُستخدم لتخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
-
السيطرة على النزف الشديد
تُستخدم حبوب منع الحمل في السيطرة على النزف الشديد، وتقليل حدته، وجعله أكثر انتظاماً. لذلك يُعد استخدام حبوب منع الحمل هاماً لمن يعانين من فقر الدم المصاحب للنزف الشديد.
-
الوقاية من بعض الأمراض
يمكن أن تُستخدم حبوب منع الحمل للمرأة في السيطرة على بعض الأمراض السرطانية مثل سرطان الرحم، وسرطان المبايض. لكن لا يجب الاعتماد على حبوب منع الحمل فحسب كوسيلة للوقاية من هذه الأمراض، بل يلزم استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات الروتينية اللازمة.
-
علاج الاضطرابات الهرمونية
تعاني بعض النساء من اضطرابات هرمونية مثل زيادة هرمون الذكورة، أو هرمون الاستروجين. لذلك تُستخدم حبوب منع الحمل في تنظيم هذه الهرمونات والحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم.
بعد أن تناولنا بالتفصيل حبوب منع الحمل: أنواعها، آلية عملها، استخدامتها الأخرى. ندعوكِ لمعرفة أهم العوامل المؤثرة على اختيار النوع المناسب.
ما هي العوامل المؤثرة على اختيار النوع المناسب من حبوب منع الحمل؟
-
حالة الصحة العامة
هناك بعض الحالات الصحية التي تتطلب استشارة الطبيب في نوع حبوب منع الحمل المناسبة مثل الإصابة بامرض مزمن كارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري، أو أمراض القلب، أو الجلطات الدموية، أو الإصابة المُسبقة بسرطان الثدي. ففي هذه الحالات يلزم تجنب استخدام حبوب منع الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين نظراً لتأثيره السلبي على حالتهن الصحية.
-
معرفة الآثار الجانبية
يلزم تقييم الآثار الجانبية المحتمل حدوثها مثل الشعور بالغثيان، أو الصداع، أو تغيرات مزاجية، أو زيادة الوزن، ويأتي ذلك من خلال تجربة عدة أنواع وتقييم آثارها الجانبية قبل تحديد النوع المناسب.
-
التفضيل الشخصي
يُعد التفضيل الشخصي لطريقة تناول حبوب منع الحمل أمراً هاماً يساعد في الالتزام بتناول الحبوب وضمان استمراية تناولها. حيث تفضل بعض النساء الحبوب اليومية، ومنهن من تفضل الحبوب ذات الوقت المحدد من الشهر. لذلك فالتفضيل الشخصي يلعب دوراً هاماً في اختيار نوع الحبوب.
-
تحديد الأولويات الحياتية
يجب تحديد الأولويات الحياتية مثل الرغبة في الحمل في المستقبل القريب، أو الرغبة في تنظيم الدورة الشهرية، أو الحماية من الأمراض المنقولة جنسياً. لذلك يجب اختيار نوع حبوب يتناسب مع هذه الأولويات.
ونظراً لكثرة استخدام حبوب منع الحمل، توجد أنواع مختلفة منها في السوق مختلفة في تركيبتها وطريقة عملها. نعرضها لكِ في التالي:
هل يمكن استخدام حبوب منع الحمل لتحسين أعراض القلق والاكتئاب؟
تعمل حبوب منع الحمل للمرأة على تحسين أعراض القلق والاكتئاب عن طريق ما يلي:
-
التوازن الهرموني
نتيجة لاحتواء حبوب منع الحمل على هرمونات مثل الإستروجين والبروجستين، التي تؤثر بدورها على التوازن الهرموني في الجسم. لذلك تلاحظ بعض النساء تحسنًا في مزاجهن وتقليلًا للأعراض النفسية السلبية مثل القلق والاكتئاب نتيجة لتأثير هذه الهرمونات.
-
تأثيرات جانبية
تشير بعض الدراسات إلى شعور بعض النساء بتحسن في الأعراض النفسية بعد استخدام حبوب منع الحمل. وعلى الرغم من ذلك، يجب مراعاة أنه ربما تتسبب الحبوب في حدوث تأثيرات جانبية مُحتملة على الصحة النفسية، مثل التغيرات في المزاج، والقلق. لذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام حبوب منع الحمل للمرأة لأغراض غير منع الحمل.
-
الاستجابة الفردية
تختلف الاستجابة لحبوب منع الحمل من شخص لآخر. قد تتأثر بعض النساء بطرق مختلفة بالهرمونات الموجودة في الحبوب، لذلك تختلف التأثيرات على القلق والاكتئاب من واحدة إلى الأخرى. لذلك، يجب مراقبة الاستجابة الفردية والتحدث مع الطبيب إذا كانت هناك أي مخاوف أو تغيرات في المزاج.
أهم النصائح حول استخدام حبوب منع الحمل للمرأة
-
استشر طبيبك
من الضروري استشارة طبيبك قبل البدء في استخدام حبوب منع الحمل المناسبة. حيث يقوم الطبيب بتقييم الحالة الصحية العامة لكِ وسيساعدك في اختيار نوع الحبوب المناسب لكِ وفقًا لاحتياجاتك وظروفك الصحية.
-
اتباع التعليمات
تأكدي من قراءة واتباع التعليمات المُرفقة مع الحبوب بعناية. يجب أن تفهمين كيفية استخدامها بشكل صحيح وما هي الجرعة الموصى بها ومواعيد تناولها.
-
الانتظام في تناول الحبوب
يجب تناول حبوب منع الحمل بانتظام وفقًا للجرعة الموصى بها والجدول الزمني المحدد. حيث يجب حاول تناولها في نفس الوقت كل يوم لضمان فعاليتها الأمثل.
-
لا تفوتي الجرعات
تأكدي من عدم نسيان أي جرعة من الحبوب. يجب قراءة التعليمات المرفقة لمعرفة ما يجب عليك فعله عند نسيان جرعة واحدة. في حالة الشك، عليكِ باستشارة طبيبك.
-
استخدام وسيلة منع حمل إضافية
قد تحتاجين استخدام وسيلة منع حمل إضافية مثل الواقي الذكري لضمان الحماية الكاملة. ذلك في الأيام الأولى من استخدام حبوب منع الحمل.
-
متابعة الآثار الجانبية
ربما تظهر بعض الآثار الجانبية المؤقتة أثناء استخدام حبوب منع الحمل للمرأة ، مثل غثيان خفيف، أو تغيرات في الدورة الشهرية، أو صداع إذا كانت هذه الآثار الجانبية مزعجة لكِ بشكل كبير، ينبغي عليك التحدث إلى طبيبك.
-
الاستمرار في الفحص الدوري
تأكدي من إجراء الفحوصات الدورية مع طبيبك لمتابعة تأثير حبوب منع الحمل للمرأة والتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية.
-
التزام الشفافية
اخبري طبيبك بأية أدوية أخرى تتناوليها أو أي حالات صحية أخرى معروفة لديكِ، حيث يؤثر ذلك على اختيار حبوب منع الحمل المناسبة مع جسمك.
-
استشارة الطبيب قبل التوقف
إذا كنتِ تنوي التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل، يجب استشارة الطبيب أولاً. فقد يكون هناك احتياطات خاصة تمنع عن الانقطاع المفاجئ عن تناول الحبوب.
-
المتابعة الذاتية
عليكِ مراقبة جسمك، ومزاجك، و كذلك الأعراض التي ربما تحدث لكِ بعناية أثناء استخدام حبوب منع الحمل. إذا لاحظتِ أي تغييرات غير طبيعية أو مشاكل صحية،يلزم الاتصال بطبيبك فورًا.
-
الحماية من الأمراض المنقولة جنسيًا
حبوب منع الحمل لا توفر حماية من الأمراض المنقولة جنسيًا. لذا يُنصح باستخدام واقي ذكري أو وسيلة منع حمل إضافية للحماية من الأمراض المنقولة جنسيًا.
- الابتعاد عن التدخين
إذا كنتِ مدخنة، فمن الأفضل الابتعاد عن التدخين أثناء استخدام حبوب منع الحمل. حيث يزيد التدخين من خطر الأمراض القلبية والأوعية الدموية ويمكن أن يتفاعل أيضاً مع بعض المكونات الهرمونية في الحبوب.
- الالتزام بالتواصل
إذا كان لديكِ أي أسئلة أو مخاوف أثناء استخدام حبوب منع الحمل للمرأة، فلابد من سرعة التواصل مع طبيبك للحصول على المشورة والإرشاد اللازم.
والآن بعد أن تعرفنا على حبوب منع الحمل للمرأة : أنواعها، آلية عملها استخداماتها الأخرى وأيضاً العوامل المؤثرة في اختيارك لها لكِ الحرية في اختيار ما يناسبك منها، لكن بعد العودة إل الطبيب. فهذه النصائح هي إرشادات عامة تختلف تبعاً للاحتياجات الفردية. لذا ينصح بالتحدث مع الطبيب المختص قبل وأثناء استخدام حبوب منع الحمل لتلقي الإرشاد الطبي المناسب وفقًا لحالتك الصحية واحتياجاتك الفردية.
كتابة المقال:
د/ ميرا نادي
المصادر: