تُعتبر جلطات الأوردة العميقة واحدة من أمراض الدم والأوعية الدموية غير المعروفة بين معظم الناس، فأول ما يتبادر إلي الذهن عند سماع كلمة جلطات هي ما تحدث في القلب أو المخ، وهي مختلفة تماماً عن جلطات الأوردة العميقة. لذا في ذلك المقال (جلطات الأوردة العميقة: الأسباب، والأعراض، والعلاج) سنحاول أن نلقي الضوء على ذلك الموضوع لتوضيح أسبابه، وأعراضه، وكيفية العلاج، تابعونا.
نبدأ أولاً :بتعريف الأوعية الدموية
الأعية الدموية هي شبكة من الأنابيب المنتشرة في كامل جسم الإنسان، وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهما كالآتي:
- الشرايين:
توجد الشرايين عميقاً داخل جسم الإنسان، فهي تكون مدفونة بداخل العضلات أو أعضاء جسم الإنسان المختلفة، تحتوي على ثلاثة طبقات، لذا فهي تكون سميكة ولكنها مرنة لتسمح للشريان بالتمدد والانقباض لضخ الدم بكفاءة، والمحافظة على ضغط الدم كذلك.
- الأوردة:
علي العكس من الشرايين، فهي تكون سطحية تحت سطح الجلد مباشرة. تكمن وظيفتها الأساسية في نقل الدم غير المحمل بالأكسجين من أنسجة الجسم المختلفة إلي القلب.
- الشعيرات الدموية:
هي أوعية دموية شديدة الدقة وصغيرة الحجم. تكمن وظيفتها في الربط بين الشرايين والأوردة، وتبادل الدم فيما بينهما.
ما هي جلطة الأوردة العميقة؟
هي حالة من زيادة لزوجة الدم وتخثره، مما يؤدي إلى عدم سريانه بسهولة في الأوعية الدموية، وبالتالي حدوث انسداد في أحد الأوعية الدموية مكونة الجلطة ، وغالباً ما تحدث جلطات الأوردة العميقة في الساق خصوصاً في شرايين الفخذ أو القدم أو الحوض. هي حالة بالغة في الخطورة لما تتسبب به من مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة في حالة عدم توافر عناية طبية مكثفة.
أعراض جلطة الأوردة العميقة في الساق
- ألم شديد في مكان الأصابة.
- تورم مكان الإصابة بشكل كبير.
- أحمرار مكان الإصابة.
- عدم قدرة المصاب علي الضغط على قدمه.
- ارتفاع درجة حرارة المنطقة المصابة.
تلك الأعراض السابقة وبالرغم من كونها مزعجة ومؤلمة إلي حد كبير، ولكنها قد تكون سبيل للنجاة لأنها تدفع الشخص إلى طلب الرعاية الطبية، ومن ثم يبدأ الطبيب التشخيص والعلاج.
ولكن تكمن المشكلة الأساسية إذا حدثت جلطة الأوردة العميقة في الساق بدون أي أعراض تماماً، فمع سريان الدم قد يتحرر جزء من الجلطة ويستقر في الشريان الرئوي فيما يُعرف باسم القذائف الرئوية أو الأنسداد الرئوي وهي حالة طبية خطيرة فهي تعتبر من أسباب الموت المفاجئ.
تشمل أعراض الجلطة الرئوية ما يلي:
- ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
- زيادة في عدد ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- صعوبة شديدة في التنفس.
- سعال شديد مصحوب بمخاط دموي.
- فقدان الوعي.
جلطات الأوردة العميقة هي حالة طبية قد تصيب الكثيرين، بدون سبب واضح في بعض الأحيان.
ولكن لابد من ذكر أن هناك بعض الأسباب التي قد تكون سببآ في حدوث جلطات الأوردة العميقة نذكر منها :-
- ركود الدم في منطقة القدمين:
وذلك قد يكون بسبب عدم الحركة لفترة طويلة نتيجة السفر الطويل، أو بعد العمليات الجراحية، أو حتي بسبب وجود دوالي الساقين، مما يؤدي إلى زيادة تخثر الدم ومن ثم حدوث الجلطة.
- حالات هبوط القلب الاحتقاني:
وهي تعني عدم قدرة عضلة القلب علي ضخ الدم بصورة جيدة، مما يسبب حدوث جلطات الأوردة العميقة.
- وجود تضخم في الأوعية الدموية:
هناك بعض الأمراض التي قد تسبب تضخم الأوعية الدموية، مثل مرض كاواساكي فهو يؤثر على جدران الشرايين مسبباً إلتهاب بها مما يؤدي إلى حدوث الجلطة الدموية.
- الحمل عند النساء:
من المعروف أن ارتفاع نسب الهرمونات في فترة الحمل يؤثر على مراكز تكوين الجلطات بالجسم مما يؤدي إلى حدوث جلطات الأوردة العميقة.
- تناول الأدوية الهرمونية للنساء:
تناول هرمون الأستروجين في بعض أدوية الهرمونات، أو حبوب منع الحمل يؤدي إلى زيادة قدرة الدم علي التخثر ومن ثم حدوث الجلطات.
- وجود بعض الأسباب الوراثية:
مثل وجود خلل في العامل الخامس، أو ما يُعرف بعامل لايدن فهو يزيد من عوامل التخثر في الدم فتحدث الجلطة.
- الإصابة ببعض الأمراض المناعية:
مثل الذئبة الحمراء الجهازية وهي تؤثر على الصفائح الدموية مما يؤدي إلى زيادة تخثر الدم، أو بعض الأجسام المضادة التي تنتجها الذئبة الحمراء تلعب دور كبير في عملية تخثر الدم.
وكذلك قد تسبب الذئبة الحمراء حدوث إلتهاب في الأوعية الدموية مما يؤثر على نسبة سيولة الدم في الأوعية الدموية وأرتفاع نسبة التخثر.
- الإصابة بالسرطان:
يزيد الإصابة ببعض الأورام الخبيثة قدرة الدم علي التجلط، وكذلك يزيد تلقي علاج السرطان (العلاج الكيميائي) من قدرة الدم علي التخثر.
- الإصابة بمرض السكري مع وجود ارتفاع في ضغط الدم:
يؤثر ذلك على مركز الجلطات بداخل الجسم مسبباً حدوث الجلطة.
- زيادة نسبة الكالسيوم في الدم:
أو ما يُعرف باسم الهايبر كالسيميا قد يؤدي إلى حدوث مشاكل القلب والأوعية الدموية، وبالتالي ارتفاع نسبة التجلط.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول:
قد يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار وكذلك ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم إلى حدوث تصلب في الشرايين، فتفقد الشرايين قدرتها على التمدد والانقباض مما يؤدي إلى زيادة تخثر الدم ومن ثم حدوث الجلطة.
علاج تخثر الدم في الساق
يعتمد العلاج بشكل أساسي علي شدة الحالة ومدي خطورتها وحجم الجلطة كذلك.
فإذا كانت الجلطة كبيرة في الحجم وتسببت في إنسداد كامل بالشريان، فهنا لابد من دخول المستشفى لمدة تتراوح من ٥إلي ٧ أيام. يبدأ الأطباء في إعطاء أدوية مذيبة للجلطة لعدة أيام، بعدها يبدأ المريض بتناول حقن الهيبارين منخفض الوزن الجزييئ لعدة أيام أيضآ لتحسين نسبة سيولة الدم.
أما إن كانت الجلطة غير كبيرة في الحجم، فلا يحتاج المريض الدخول إلى المستشفى ويتم علاجه في المنزل.
وذلك عن طريق إعطاء حقن الهيبارين لمنع تكوين جلطة جديدة، والمساعدة على تصغير حجم الجلطة الموجودة وذلك لفترة من الوقت، ثم تبدأ بعدها المرحلة الثانية من العلاج وهي قائمة على إعطاء أدوية تضعف من عوامل التجلط الموجودة بشكل طبيعي في الدم، وغالباً ماتكون تلك الأدوية بشكل دائم كنوع من الوقاية من تكرار الجلطة مرة أخرى.
ومن الجدير بالذكر أن عند وجود جلطة في الساق يًُنصح المريض بالراحة التامة وعدم الضغط على القدم.
قد يلجأ الطبيب في حالات نادرة إلي الجراحة لإزالة الجلطات الكبيرة أو لتثبيت عدة أوردة.
هناك بعض النصائح التي يجب علي مريض جلطات الأوردة العميقة اتباعها نذكر منها:-
- تجنب الوقوف لفترة طويلة، أو الجلوس لفترات طويلة بدون حركة لأن الحركة هي المسؤلة عن تحسين تدفق الدم.
- يمكن استخدام العلاج الطبيعي لتقوية العضلات وبالتالي تحسين تدفق الدم.
- ممارسة الرياضة تساعد في تحسين الدورة الدموية وخاصة للأطراف.
- استخدام الجوارب الضاغطة لتحسين تدفق الدم والحد من الألم والتورم.
وفي نهاية مقال جلطات الأوردة العميقة: الأسباب، والأعراض، والعلاج. قد تكون فهمت الأعراض التي تترافق مع تلك الحالة، مما يمكّنك من اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من مخاطر تلك الحالة علي الصحة العامة.
الأسئلة الشائعة حول جلطات الأوردة العميقة
ماهي أعراض تجلط الأوردة العميقة؟
تشمل أعراض تجلط الأوردة العميقة تورم واحمرار المنطقة المصابة، مع ارتفاع درجة حرارة المنطقة، ووجود ألم شديد مكان الأصابة بالجلطة.
كيف يمكنني معرفة إصابتي بجلطة في رجلي؟
الطبيب هو من يستطيع تأكيد ذلك أو نفيه عن طريق بعض الفحوصات التي سيقوم بطلبها بناء علي الأعراض الموجودة.
هل يفيد المشي أصحاب الجلطة في الساق؟
نعم، ممارسة الرياضة حتي لو كانت رياضة المشي فقط مفيدة في تحسين تدفق الدم، وبالتالي الوقاية من الجلطات.
كيف يمكن الشفاء من جلطة الساق؟
نعم، عن طريق اتباع تعليمات الطبيب، وتناول الأدوية الموصوفة بدقة، واتباع طرق الوقاية سالفة الذكر.
كتابة المقال : دينا سعيد.
المصادر:-