شرح مبسط لفهم جراحات السمنة المختلفة

شارك عبر

جراحات السمنة هي مصطلح يُطلق على جراحات فقدان الوزن والتي تشمل تكميم المعدة، وتحويل مسار المعدة وغيرها من الجراحات التي تساعد على إنقاص الوزن عندما لا تنجح ممارسة الرياضة والنظام الغذائي. كما أنها مفيدة لبعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة بسبب زيادة الوزن. تعمل بعض أنواع جراحة السمنة على إنقاص الوزن عن طريق الحد من كمية الطعام التي يتم تناولها والبعض الآخر عن طريق تقليل قدرة الجسم على امتصاص السعرات الحرارية والدهون أو التأثير على هرمونات الشهية والجوع.

يمكن أن تقدم جراحة السمنة فوائد عديدة، ولكنها يمكن أن تُسبب أيضًا مخاطر وآثاراً جانبية، لذا فهي ليست متاحة لجميع الأشخاص.

سوف نوضح في هذا المقال أنواع جراحات السمنة، مميزاتها وعيوبها، وأيضًا من هم الأشخاص المؤهلون لإجراء هذه الجراحات.

من هو المرشح الجيد لجراحة السمنة؟

جراحات السمنة أو كما يطلق عليها جراحات التمثيل الغذائي، تعد خياراً متاحاً لبعض الأشخاص الذين لديهم: 

قد يلجأ الطبيب إلى جراحة السمنة في حالة الفشل في إنقاص الوزن عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي. 

أنواع جراحات السمنة

جراحات السمنة 2

تكميم المعدة

تعد عملية تكميم المعدة أو كما تسمى عملية تكميم المعدة العمودية (VSG) أكثر العمليات شيوعًا في جراحة السمنة وذلك لأنها تعتبر إجراءاً بسيطاً وآمناً لمعظم الأشخاص مع مضاعفات قليلة. تهدف عملية تكميم المعدة إلى تقليل حجم المعدة حيث يتم إزالة جزء من المعدة حوالي 80% وبالتالي تقليل كمية الطعام التي يتم تناولها في المرة الواحدة والشعور بالشبع بشكل أسرع. وتقلل أيضًا من الهرمونات المعوية التي تنتج بشكل طبيعي في المعدة وتؤثر على الجوع والتمثيل الغذائي. وهذا يقلل من شهيتك للطعام وينظم نسبة السكر في الدم. 

تحويل مسار المعدة

تتضمن عملية تحويل مسار المعدة والتي تعرف أيضًا باسم Roux-en-Y، إنشاء كيس صغير في الجزء العلوي من المعدة، وفصله عن الجزء السفلي باستخدام دبابيس جراحية، ثم تقسيم الأمعاء الدقيقة وإحضار الجزء العلوي منها وربطها بالحقيبة التي تم إنشاؤها حديثًا. بهذا يعبر الطعام خلال المعدة الجديدة الأصغر حجمًا مباشرة إلى الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة، وبالتالي يقل مقدار الطعام الذي يمكن أن تحتويه المعدة وأيضًا يقل مقدار التغذية التي يمكن أن تمتصها الأمعاء الدقيقة.

تُعد عملية تحويل مسار المعدة الأكثر تعقيدًا بين أنواع الإجراءات الجراحية المستخدمة في علاج السمنة، ولكنها قد تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير إذا ما قورنت بالإجراءات الجراحية الأخرى.

تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية مع تبديل الاثني عشر  (BPD-DS) 

يشمل تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية باستخدام مفتاح الاثني عشر (BPD/DS) خطوتين رئيسيتين:

الخطوة الأولى هي إجراء تكميم المعدة عن طريق إزالة 80% من المعدة، ويبقى جزء منها أصغر على شكل أنبوب مع بقاء الصمام الذي يطلق الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، بجانب جزء محدود من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر).

الخطوة الثانية هي تحويل مسار الأمعاء عن طريق توصيل الجزء الأخير من الأمعاء بالاثني عشر بالقرب من المعدة.

عادة ما يتم تنفيذ  (BPD-DS) كإجراء واحد، لكن في بعض الأحيان ينفذ هذا الإجراء عمليتين منفصلتين.

يهدف هذا الإجراء إلى الحد من الكمية التي يمكن تناولها مع تقليل امتصاص العناصر الغذائية مثل الدهون والبروتين وبالتالي فقدان الوزن بشكل أسرع.

يعتبر هذا الإجراء الأكثر فاعلية، ولكنه يعتبر أيضًا الأكثر خطورة،  أحد مخاطر هذا الإجراء هو سوء التغذية ونقص الفيتامينات، لذا يوصى بهذا الإجراء للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكبر من 50.

حزام المعدة

تسمى ربط المعدة، أو ربط المعدة القابلة للتعديل (AGB). يتم فيها وضع شريط جراحي حول الجزء العلوي من المعدة، مما يؤدي إلى إنشاء جيب في الجزء العلوي من المعدة يحتوي على كمية أقل من الطعام، وبالتالي يقل إجمالي عدد السعرات الحرارية والمواد الغذائية التي يتم تناولها.

الجراحة قابلة للتعديل تعني أنه يمكن للطبيب أن يغير حجم فتحة الشريط الجراحي للتحكم في إنشاء جيب صغير أو كبير.

يعتبر حزام المعدة هو الإجراء الجراحي الأقل تدخلًا بين أنواع جراحات السمنة. أيضًا لا يؤدي عادًة إلى خسارة كبيرة في الوزن مقارنًة بأنواع جراحات السمنة الأخرى.

على الرغم من سهولة هذا الإجراء، إلا أن له مضاعفات أيضًا مثل حدوث التهاب نتيجة عدم قدرة الجسم على تحمل وجود الشريط، في هذه الحالة يتم إزالة شريط المعدة. لذا تُفضل عادًة عملية تحويل المسار أو تكميم المعدة عن ربط المعدة.

ما هي مميزات عملية جراحة السمنة؟

  • تحسين عملية التمثيل الغذائي وخفض هرمونات الجوع. تعتبر جراحة السمنة هي العلاج الوحيد الذي يقوم بتحسين عملية التمثيل الغذائي بعد السمنة وبذلك يمنع استعادة الوزن مرة أخرى.
  • فقدان ملحوظ في الوزن وبشكل مستمر. جراحة السمنة هي الأكثر فاعلية على المدى الطويل للسمنة من الدرجة الثالثة.
  • التحكم في مستوى السكر والكوليسترول في الدم. تؤدي جراحة السمنة إلى تراجع أعراض مرض السكري النوع الثاني وأيضًا التحكم في مستوى الكوليسترول في الدم مما يترتب عليه الحد من مضاعفات مرض ارتفاع ضغط الدم.  
  • تقلل من خطر الإصابة بالحالات المرضية المرتبطة بالسمنة. مثل مرض الكبد الدهني، والسكتة الدماغية، وآلام الركبة والعظام، وتوقف التنفس أثناء النوم، وأمراض القلب.
  • صحة أفضل وحياة أطول. أظهرت الدراسات أن جراحة السمنة تقلل من مخاطر الوفاة بنسبة 40% لدى الأشخاص المصابين بالأمراض الناتجة عن السمنة.  

ما هي مخاطر جراحات السمنة؟

جراحات السمنة لها فوائد عديدة كما ذكرنا من قبل، ولكن في حالة اللجوء إليها كعلاج لمرض السمنة، يجب الأخذ في الاعتبار أيضًا ما قد يترتب عليها من مضاعفات ومشاكل صحية قصيرة أو طويلة المدى.

تشمل المضاعفات قصيرة المدى ما يلي: 

  • جلطات الدم.
  • النزيف.
  • الالتهابات .
  • الإسهال.
  • العدوى.
  • حدوث تسريب من المعدة أو من أجزاء من الأمعاء الدقيقة.

المخاطر طويلة المدى تظهر نتيجة التغييرات التي تطرأ على المعدة وتختلف اعتمادًا على نوع الجراحة، وتشمل:

  • متلازمة الإغراق، وهي مجموعة من الأعراض تشمل القيء والغثيان والإسهال وانخفاض نسبة السكر في الدم.
  • الفتق.
  • حصوات المرارة.
  • قرحة المعدة. 
  • سوء التغذية وسوء الامتصاص.
  • هشاشة العظام.
  • الاعتلال العصبي المحيطي الذي يمكن أن يسبب تلف الأعصاب في اليدين والقدمين والساقين.
  • الارتجاع المراري.    

تعد جراحة السمنة الحل الأمثل لبعض الأشخاص عند فشل العلاجات الأخرى في إنقاص الوزن. لذا يجب التحدث مع الطبيب لمعرفة ما إذا كانت جراحة السمنة مناسبة لك. وأيضًا لتحديد نوع الجراحة المناسبة لك للوصول إلى الوزن الصحي لحياة وصحة أفضل. 

كتابة المقال:

د/ نانسي فؤاد

المصادر 

 

         

 

 

   

         

شارك عبر
Optimized with PageSpeed Ninja