هل أنتَ ممن يخافون من تطعيم الأطفال؟ يخاف كثير من الآباء، والأمهات من جرعات اللقاح المنصوح بها لأطفالهم، بل إن بعضهم يفضل عدم تلقي أبناءه جرعات اللقاح؛ فهل يعد هذا قرارًا صائبًا؟ لاتخاذ القرار الصائب تجاه تلقي طفلك للتطعيم، نقدم لك في هذا المقال إجابة هل يشكل تطعيم الأطفال كابوساً أم حلاً؟
لماذا يخاف الأهالي من تطعيم الأطفال؟
إن شعور الآباء والأمهات بالخوف من تطعيم الأطفال ليس بالأمر الجديد، فمنذ وصول التطعيمات إلى أوروبا (حوالي سنة 1721)، وحتى قبل ذلك في الشرق الأقصى (فقد بدؤوا هناك باستخدام التطعيمات منذ القرن الحادي عشر) أثار هذا الموضوع الرأي العام، وظهر العديد من المعارضين للتطعيمات الأساسية، وقد استندوا في ذلك إلى دراسة أجريت سنة 1998، تربط بين تطعيم الMMR (الحصبة، النكاف والحصبة الألمانية) وبين احتمالية الإصابة بالتوحد، كما اعتمدوا أيضًا على نسبة الضرر الذي قد يسببها التطعيم.
ماهو التطعيم، وما طريقة عمله؟
التطعيم: هو العملية التي يتم بواسطتها تكوين مناعة أو مقاومة ضد الأمراض المعدية، وعادةً ما يتم ذلك عن طريق إعطاء اللقاح، حيث تعمل اللقاحات على تحفيز الجهاز المناعي للجسم؛ لحماية الشخص من الإصابة، أو المرض، كما يعتبر التطعيم من الآليات التي أثبتت فعاليتها في مكافحة الأمراض المعدية التي تهدد الحياة.
تكمن طريقة عمل تطعيم الأطفال في أن اللقاحات تحتوي على جراثيم تم قتلها، أوإضعافها، والتي إذا ما أعطيت لشخص سليم أثارت جهاز المناعة لتكوين حصانة ضد تلك الجراثيم؛ و بذلك تقوم بتحفيز الجسم على إنتاج أجساد مضادة، وتساعد الخلايا المناعية على تذكر المرض لمواجهته في المستقبل.
هل طفلك بحاجة للتطعيم، ومامدى فعاليته؟
لجأت عديد من الدول إلى تطعيم الأطفال لأسباب عدة، منها:
- الحماية من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى الوفاة.
- الحد من انتشار الأمراض المعدية.
فقد ثبتت فعالية التطعيم الموصى بها في مرحلة الطفولة بنسبة قد تصل من 100:90% في بعض الحالات، ومع أن فعاليته لا تدوم مدى الحياة، لكنها تجعل من الأعراض أكثر أعتدالًا إذا ما أصيب بها الطفل.
هل اللقاح آمن، وما آثاره الجانبية؟
يعد التطعيم من الإجراءات الطبية الآمنة، لكنه قد يسبب آثارًا جانبية خفيفة، كالآتي:
1- ألم في موضع الحقن.
2- احمرار في موضع الحقن.
3- حمى منخفضة.
4- حمي شديدة في حالات نادرة.
5- رد فعل تحسسي لدى بعض الأطفال.
هل هناك آثار ضارة؟
توصلت العديد من الدراسات إلى أن كل تطعيم متبع يعود بفائدة أكبر من الضرر الذي قد يسببه، أي أن نسبة الأشخاص الذين قد يصابون عقب تلقيهم التطعيم أقل بكثير من نسبة المرض الطبيعية دون تلقي التطعيم؛ لأن المعروف أن تلقي التطعيم يؤدي إلى إحداث ضرر بشكل فعلي، بينما يصاب الناس بالمرض بشكل تلقائي.
المشكلة الأساسية في ذلك متعلقة بالسن بشكل جوهري، فنجاح التطعيم نفسه يؤثر بشكل عكسي، ضد التطعيم نفسه، إذ إن الآباء، والأمهات، وأحيانًا أفراد الطاقم الطبي لا يكونون مطلعين على تأثيرات المرض (لأن التطعيم يمنع حدوثها)، وإنما يرون التأثيرات الجانبية للتطعيم فقط ( والتي تكون نادرة في كل التطعيمات المعروفة ب 100,0000مرة).
من البديهي أن يكون لكل تطعيم قائمة طويلة جدًا من التأثيرات الجانبية (غالبيتهم العظمى أكثر ندرة من 1 لكل مليون شخص يتلقى التطعيم)، وأكثرها خطرًا الإصابة بالمرض ( في التطعيمات الموهنة فقط) وردات الفعل الأرجية، ومع ذلك من الجدير بالذكر أن المرض الذي أتت التطعيمات لمنعه، كالتهاب الكبد، الخناق، الكزاز هو أكثر فتكًا بكثير من التطعيم.
ما أهم اللقاحات والاحترازات أثناء التطعيم؟
يعد الوقت المحدد لأخذ اللقاح والسن من أهم الاحترازات التي يجب الالتزام بها، وذلك عن طريق الجدول الخاص بالطفل من مزود الرعاية الصحية، أو من طبيب الطفل، التي تشمل اللقاحات اللازمة للأطفال حتى عمر الست سنوات، إليكم بعض التطعيمات التي تختلف بحسب الدولة والمنطقة:
- تطعيم ضد التهاب الدماغ المنقول بواسطة القراد
Tick Borne Encephalitis vaccine
- تطعيم خامل ضد الكزاز (التيتانوس)
Tetanus
- لقاح المكورات الرئوية
Pneumococcal conjugate vaccine
- لقاح الروتا
Rotavirus vaccine
Varicella virus vaccine
- تطعيم ضد السعال الديكي (الشاهوق)
Pertussis vaccine
- تطعيم ضد التهاب السحايا (التهاب الرئة)
Pneumococcal vaccine
- تطعيم ضد الخُناق (الدفتيريا)
Diphtheria vaccine
- التطعيم ضد شلل الأطفال
Polio vaccine
- تطعيم خامل ضد جدري الماء (الحُماق)
Chickenpox inactivated Vaccine
- التطعيم ضد الحصبة، والنُّكاف، والحصبة الألمانية (المطعوم الثلاثي)
Measles Mumps and Rubella (MMR) vaccine
ماذا عن مبدأ “مناعة القطيع” ؟
تكون احتمالات الإصابة بالمرض ضئيلة، إذا لم يتلقَّ الطفل التطعيم وهو يعيش في مجموعة سكانية مستوى التطعيم فيها مرتفع جدًا ( يفوق ال 70% : 80% على الأقل)، يطلق على هذه الظاهرة اسم “مناعة القطيع”، حيث يصعب على المرض أن يتفشى، وينتقل بين الناس؛ ولذلك فإن من لا يتلقى التطعيم يكون محميًّا منه، وهذا بدوره يشجع الكثير من الآباء والأمهات معارضة فكرة التطعيم، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو إذا اتبع الجميع هذا المبدأ، فهل سيظل لدينا شيءٌ اسمه “مناعة القطيع”، وما نسبة تعرض الأطفال للأمراض القاتلة بعد ذلك؟!
أخيرًا تذكروا جيدًا أنكم أنتم أصحاب القرار في اتخاذ خطوة التطعيم لأطفالكم نيابةً عنهم، التزموا الاحترازات ولا تصروا على ما تندمون عليه غدًا أنتم وأطفالكم.
كتابة المقال:
إيمان فايز اللقية
المصادر:
اترك ردّاً