تعرف على تأثير السكري على الحمل والولادة

شارك عبر

الحمل رحلة خاصة تحياها المرأة وتكون سعادتها بالغة عندما تشعر بنمو جنينها، فقد خلق الله تعالى بين الأم وجنينها رابطاً قوياً، تشعرالأم بجنينها ويشعر بها هو أيضاً. 

عندما تُشخص الأم بسكري الحمل، يبدأ القلق ينمو بداخلها عن مدى تأثير السكري على جنينها وصحته، لذا في هذا المقال تأثير السكري على الحمل والولادة سنحاول أن نناقش ما يدور بذهن الأم من تساؤلات حول أثر السكري عليها وعلى جنينها وهل إذا ما كان السكري سيزول بعد الولادة أم لا؟ وما إذا كانت ولادتها ستكون طبيعية أم قيصرية؟ 

وغير ذلك من التساؤلات التي تتعلق بصحة الأم و الجنين، تابعونا. 

ما هو مرض السكري؟ 

السكري هو مرض يتميز بارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، بسبب عدم إفراز البنكرياس لكمية مناسبة من الأنسولين قادرة على إدخال الجلوكوز إلى داخل الخلايا للاستفادة بها كمصدر للطاقة، فتظل نسبة سكر الدم في الارتفاع ليؤثر على الجسد، وتبدأ أعراض مرض السكري في الظهور. 

ينقسم مرض السكري إلى نوعين وهما:-

  • سكري النوع الأول

وهو يتميز بأن البنكرياس أصبح غير قادر على إفراز أي كمية من الأنسولين، لذلك يكون العلاج قائم في الأساس علي تناول حقن الأنسولين. 

  • سكري النوع الثاني

وهو يتميز بأن البنكرياس يفرز كميات من الأنسولين لا تكفي لإدخال كمية السكر الموجودة بالدم إلي داخل الخلايا، بالإضافة إلى تشبع الخلايا نفسها بنسبة كبيرة من السكر، ويكون العلاج هنا قائم على إعطاء أقراص عن طريق الفم لخفض نسبة سكر الدم فيستطيع الأنسولين المفرز بواسطة البنكرياس السيطرة عليه. 

أما عن تأثير السكري على الحمل والولادة، فهو يشمل نوعين من السيدات وهما :-

  • من كانت مصابة بمرض السكري من قبل الحمل. 
  • من أُصيبت بمرض السكري أثناء الحمل. 

وفي هذا المقال تأثير السكري على الحمل والولادة سوف نناقش النوع الثاني من السيدات، وهن الذين أصبن بمرض السكري أثناء الحمل.

متى يبدأ سكري الحمل؟

يبدأ الأطباء في فحص نسبة السكر عند الحامل بداية من الأسبوع ٢٤ إلي الأسبوع ٢٨ من الحمل عن طريق تحليل السكري صائم وفاطر، وذلك راجع إلي أن المشيمة تزيد من إفراز كمية كبيرة من الهرمونات التي تعارض عمل هرمون الأنسولين. 

أعراض مرض السكري. 

تشمل الأعراض إصابة الحامل بما يلي:-

  • الجوع الشديد. 
  • كثرة شرب الماء. 
  • زيادة التبول
  • فقدان سريع للطاقة. 

وإذا لاحظنا الأعراض نجد أن الكثير منا يعتبر تلك الأعراض طبيعية مع الحمل فلا نهتم بها كثيراً، ولذا دائماً ما يكتشف الطبيب إصابة الأم بسكري الحمل أثناء القيام بالفحوصات الطبيعية التي يطلبها في بداية الشهر الخامس من الحمل. 

ومن الجدير بالذكر أن نسبة السكر في دم الحامل لايجب أن تتجاوز ٩٠ ملغ بدون تناول الطعام، ولا تزيد أيضاً عن ١٤٠ ملغ بعد تناول الطعام بساعتين. 

أسباب الإصابة بسكري الحمل

  • السمنة.

أن تكون الحامل من المصابات بالسمنة من قبل الحمل. 

  • اضطرابات الهرمونات. 

أثناء فترة الحمل تفقد الخلايا حساسيتها تجاه هرمون الأنسولين المفرز بواسطة البنكرياس فتحدث مقاومة الأنسولين بطريقة طبيعية عند جميع النساء أثناء الحمل، ومع الارتفاعات الكبيرة لهرموني الأستروجين والبروجسترون يحتاج الجسم إلى كمية أكبر من الأنسولين، للتحكم في مستوى سكر الدم في معدله الطبيعي، ولكن تفشل خلايا الجسم لدى بعض النساء في الاستجابة لهرمون الأنسولين، فيزيد نسبة سكر الدم فتحدث الإصابة بسكري الحمل.

كما توجد ايضاً بعض الأسباب الأخرى التي تشمل:

  • النساء المصابات بمقاومة الأنسولين من قبل الحمل.

أو فيما يعرف بمرحلة ما قبل السكري، فعندما تزيد مقاومة الأنسولين بسبب الحمل تصاب الحامل بسكري الحمل. 

  • العوامل الوراثية. 

وجود أحد الأقارب قد أُصيب بسكري الحمل من قبل، أو إصابة السيدة نفسها بسكري الحمل في حمل سابق يعزز من إصابتها به من جديد في أي حمل أخر. 

علاج سكري الحمل

تأثير السكري على الحمل والولادة 2

في البداية يطلب الطبيب من الأم الحامل قياس نسبة السكر عشوائياً بما لايقل عن ٤ مرات يومياً. 

عند الاستيقاظ صباحاً، وبعد تناول الطعام بساعتين  في كل مرة بعد الوجبات، وكذلك قبل النوم. 

اعتمادا على تلك النسب يقرر الطبيب العلاج. 

إذا لم تكن نسب الارتفاع كبيرة يطلب الطبيب من الحامل اتباع نظام غذائي مناسب قليل الكربوهيدرات، ويتم تعويض الأم بتناول الحبوب الكاملة مثل الشوفان، وكذلك زيادة نسبة البروتين. 

تقوم الأم بممارسة رياضة المشي للمساعدة على السيطرة على نسبة سكري الدم. 

وهنا يجب الإشارة أن على الحامل يجب أن تقسم وجباتها بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة، تقوم بتناول ست وجبات صغيرة على مدار اليوم. 

مع الاستمرار على قياس نسبة السكر في الدم عشوائياً، فإذا كانت نسبته في الحدود سالفة الذكر تكمل الحامل على ذلك. 

ماذا إن وجد الطبيب أن نسبة السكري خارج السيطرة؟ 

هنا تبدأ مرحلة العلاج بالأدوية التي غالباً ما يكون العلاج عن طريق حقن الأنسولين، نظراً لأمان على الجنين. 

يحدد الطبيب عدد وحدات الأنسولين عن طريق قياسات السكر العشوائية التي تقوم الحامل بإجرائها من ٤ إلى ٥ مرات يومياً، وذلك يكون في البداية فقط لحين اعتماد عدد الوحدات المناسبة من الأنسولين. 

تأثير السكري على الحمل والولادة

في حالة محافظة الأم على نظامها الغذائي، وأدويتها، وكانت قياسات السكر لديها في الحدود سالفة الذكر هنا يمر الأمر بلا أي تأثير عليها أو الجنين. 

ولكن إذا كانت نسبة السكري خارج السيطرة هنا تكمن عوامل الخطر في الظهور عليها و علي الجنين، ونذكر من هذه التأثيرات ما يلي:-

يعتقد الكثيرون أنه لا يوجد صلة بين ارتفاع السكر في الحمل وارتفاع ضغط الدم، وهذا خطأ شائع حيث أنه يمكن أن يصاحب الإصابة بالسكري ارتفاع في نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، وذلك يؤثر على الأوعية الدموية الخاصة بالمشيمة فتبدأ بالتصلب، وهذا يؤثر بدوره على الإمداد الدموي للجنين، أو ارتفاع ضغط دم الأم. مع ارتفاع الضغط يزيد خطر الإصابة بـ مقدمات تسمم الحمل، وما لها من تأثير سلبي وخطير على الأم والجنين. 

  • الولادة القيصرية أو الولادة المبكرة: 

أرتفاع نسبة السكر في دم الأم الحامل يؤدي إلى زيادة وزن الجنين لإنتقال السكر في دم الأم إلى الجنين عبر المشيمة، مما يؤدي إلى زيادة وزنه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى زيادة السكر في دم الأم قد يؤدي إلى زيادة عدد الخلايا الدهنية لدى الجنين ومن ثم زيادة وزنه أيضاً بمعدل كبير قد يصل إلى   4 كيلو جرام أو حتى أكثر من ذلك مما يؤدي إلى تعذر الولادة الطبيعية، ولجوء الطبيب إلى الولادة القيصرية. كما أنه يمكن أن يؤدي إلى الولادة المبكرة.

  • زيادة السائل الأمنيوسي حول الجنين. 
  • ولادة جنين ميت:

في حالة وجود ارتفاع في نسبة السكر في الدم، يرافقه ارتفاع ضغط الدم.  يؤثر ذلك على الإمداد الدموي للجنين عبر المشيمة، وبالتالي إنخفاض في نسبة الأكسجين مما يؤدي إلى وفاة الجنين. 

  • حدوث حالة من إنخفاض السكر للطفل بعد الولادة. 

في حين إعتياد جسم الطفل على مستوى معين من السكر يتلقاه من الأم، بعد الولادة حين انقطاع الإمداد الدموي من الأم للجنين بقطع الحبل السري قد يحدث انخفاض مفاجئ في سكر الدم لدى الطفل وهي حالة خطيرة يجب التعامل معها سريعاً والانتباه لها. 

ومن الجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من حالات سكري الحمل  قد تصل إلى ٩٩٪ تُشفي بعد الولادة بسبب عدم وجود المشيمة وتعود الأم طبيعية تماماً، ولكن في بعض الحالات وهي نسبة قليلة قد يستمر مرض السكر لدي الأم وذلك يكون بسبب قوة العامل الوراثي لديهم. 

ختاما، تناولنا في ذلك المقال تأثير السكري على الحمل والولادة وقد بينا أهمية التحكم في مستويات سكري الدم لدي الحامل حتي تتجنب الأم مخاطره المحتملة عليها وجنينها، فأختيار نمط حياه صحي يعتبر هو كلمة السر لمرور فترة الحمل بأمان. 

الأسئلة الشائعة حول تأثير السكري على الحمل والولادة

هل سكر الحمل يؤثر على حركة الجنين؟ 

نعم، قد يؤثر سكري الحمل علي حركة الجنين، لذا يطلب الطبيب من الأم متابعة الحركة التي لابد أن تكون عشر حركات علي الأقل خلال ساعتين وإذا حدث غير ذلك لابد للأم من إخبار الطبيب المختص للتأكد من صحة الجنين. 

متي يبدأ سكر ي الحمل في الظهور؟ 

عادة ما يبدأ سكري الحمل في الظهور مابين الأسبوع ٢٤ إلي الأسبوع ٢٨ من الحمل أي مع بداية الشهر الخامس. 

هل يؤثر سكر الحمل علي الجنين بعد الولادة؟ 

نعم، قد يؤثر سكر ي الحمل علي الجنين بعد الولادة إذا كان نسبة السكر أثناء الحمل خارج السيطرة فيُصاب الجنين بعد الولادة بحالة من إنخفاض سكر الدم وهي حالة خطيرة يجب الأنتباه لها. 

هل سكري الحمل يسبب وفاه الجنين؟ 

نعم، سكري الحمل قد يتسبب في وفاه الجنين إذا كانت نسبة السكر دائما خارجة عن السيطرة، ولكن مع المتابعة الجيدة وسماع نصائح الطبيب لا يصل الأمر أبدا إلي وفاه الجنين. 

هل تستطيع مريضة سكري الحمل أن تلد طبيعي؟ 

نعم، تستطيع الأم الولادة الطبيعية إذا كانت نسبة السكري لديها في حدوده المقبولة أثناء الحمل ولم يتسبب في زيادة وزن الجنين. 

كتابة المقال :

دينا سعيد. 

المصادر:-

CDC

تابعونا لقراءة المزيد من المقالات الطبية والنصائح الصحية في أكبر مدونة طبية موثوقة

شارك عبر
Optimized with PageSpeed Ninja