تأثير التوتر على صحة المرأة وكيفية التعامل معه

شارك عبر

تأثير التوتر على صحة المرأة وكيفية التعامل معه.. تُمثل المرأة نصف المجتمع، فهي تلعب دورًا هامًا في الأسرة والحياة المهنية، إلا أن ضغوطات الحياة اليومية تُلقي بظلالها على صحتها، خاصةً مع تفاقم مشكلة التوتر. لذلك سنناقش في هذا المقال تأثير التوتر على صحة المرأة وكيفية التعامل معه.

تأثير التوتر على صحة المرأة وكيفية التعامل معه

يُعد التوتر استجابة طبيعية للضغوطات، لكنه يُصبح قاتلًا خفيًا عند ازدياده وتحوله إلى حالة مزمنة، حيث تسبب هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والأدرينالين اضطرابات في مختلف وظائف الجسم، مما يُهدد صحة المرأة على مختلف المستويات.

أسباب التوتر

توجد أسباب عديدة لا يمكن حصرها يمكن أن تؤدي بالمرأة إلى إصابتها بالقلق والتوتر، يختلف تأثير تلك الأسباب على النساء وفقاً لدرجة تحملهن وقدرتهن على تجاوز المشكلات. نذكر في النقاط التالية أبرز أسباب التوتر التي يمكن أن تصيب الكثيرين: 

الأسباب الداخلية للتوتر:

تعد الأسباب الداخلية للتوتر هي الأسباب التي تنبع من داخل الإنسان، وفكرته عن نفسه، ونظرته التشاؤمية للواقع من حوله.

الأسباب الخارجية للتوتر:

تتعدد الأسباب الخارجية التي تؤدي إلى التوتر بصورة مرضية، على سبيل المثال:

  •  التعرض لتغيرات حياتية.
  •  صعوبات في الحياة العلمية.
  • فقدان العمل.
  • المرور بأزمات مادية. 
  • كثرة حدوث مشكلات عائلية.
  • التعرض لحادث صادم.
  • التعرض سابقاً للسرقة.
  • الاغتصاب.
  • العنف.

كما توجد بعض أنواع التوتر المرتبطة بحدوث تغيرات في حياة المرأة في مختلف مراحل حياتها العمرية، تتمثل أنواع التوتر هذه في الآتي:

توتر مرحلة المراهقة: 

يحدث توتر مرحلة المراهقة خاصة عند الفتيات نتيجة للتغيرات الجسمانية التي تحدث لهن في هذه المرحلة، أو نتيجة لانفصال الوالدين في هذه المرحلة أو قبلها.

توتر مرحلة الشيخوخة:

يحدث هذا النوع من التوتر لدى كبار السن في مرحلة التقاعد عادة حيث تصاب الكثير من النساء بالقلق والتوتر نتيجة تقدم العمر بهن، أو نتيجة الإصابة بالأمراض المزمنة، أو وفاة شريك الحياة.

أهمية صحة المرأة النفسية

  • الصحة الجسدية: تُؤثّر الصحة النفسية بشكل مباشر على الصحة الجسدية للمرأة، فالتوتر والقلق يُسببان اضطرابات في وظائف الجسم، مما يُعرضها للإصابة بالعديد من الأمراض.
  • العلاقات: يؤثر التوتر على قدرة المرأة على بناء علاقات صحية مع عائلتها وأصدقائها وشريك حياتها.
  • العمل: يؤثر التوتر على قدرة المرأة على التركيز، و قدرتها الإنتاجية في العمل.
  • السعادة: يسبب التوتر فقدان المرأة الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة.

التحديات التي تواجهها المرأة

تأثير التوتر على صحة المرأة وكيفية التعامل معه 2
  • الضغوطات الاجتماعية: تواجه المرأة العديد من الضغوطات الاجتماعية، مثل مسؤولية رعاية الأسرة والأطفال، والعمل، مما يُؤثّر على صحتها النفسية.
  • التمييز: تتعرض المرأة للتمييز في بعض المجتمعات، مما يُؤثّر على ثقتها بنفسها ويُسبب لها الشعور بالقلق والاكتئاب.
  • العنف: تتعرض بعض النساء للعنف الجسدي أو النفسي، مما يُؤثّر بشكل كبير على صحتها النفسية.

أضرار التوتر على صحة المرأة

يؤثر التوتر سلبياً على صحة المرأة الجسدية إلى جانب صحتها النفسية أيضاً، يتمثل تأثير التوتر على المرأة فيما يلي:

أولاً: تأثير التوتر على الصحة الجسدية:

  • مشكلات الجهاز الهضمي: يسبب التوتر اضطرابات المعدة، وآلام البطن، واضطرابات القولون العصبي(إمساك أو إسهال)، والتهاب القولون التقرحي.
  • مشكلات القلب والأوعية الدموية: مثل: ارتفاع ضغط الدم، وتسارع ضربات القلب، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
  • مشكلات الجهاز المناعي: يسبب التوتر المفرط ضعف المناعة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية.
  • مشكلات الجهاز العضلي الهيكلي: تتمثل في آلام الظهر، والصداع، وآلام العضلات.
  • مشكلات النوم: يسبب التوتر الأرق، واضطرابات النوم، وقلة عدد ساعات النوم.
  • مشكلات الوزن: يمكن أن يسبب التوتر عند البعض  شراهة في تناول الطعام مما يؤدي إلى السمنة المفرطة، أو ربما يسبب عدم قدرة البعض على تناول الطعام مما يسبب فقدان الوزن بشكل مفاجئ والنحافة المفرطة.
  • مشكلات البشرة: ربما يؤدي التوتر إلى ظهور التجاعيد، أو حب الشباب، أو تساقط الشعر.
  • مشكلات الدورة الشهرية: يسبب التوتر خلل الهرمونات مما يؤدي بدوره إلى حدوث اضطرابات الدورة الشهرية.

ثانياً: تأثير التوتر على الصحة النفسية:

  • القلق والاكتئاب: يسبب التوتر شعور دائم بالقلق، وفقدان الأمل، والشعور بالحزن الدائم غير المبرر.
  • اضطرابات التركيز: يؤدي التوتر إلى فقد القدرة على التركيز، وكثرة النسيان، وضعف الذاكرة.
  • اضطرابات المزاج: يتسبب التوتر في حدوث العديد من التقلبات المزاجية في وقت قصير، كما يسبب العصبية الدائمة، والانفعال على أبسط الأشياء، والغضب السريع المتكرر
  • الشعور بالتعب والإرهاق: يؤدي التوتر إلى فقدان الطاقة، والشعور بالتعب الدائم، وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.

تأثير التوتر على صحة المرأة في مختلف المراحل العمرية

يؤثر التوتر سلبياً على صحة المرأة في مختلف مراحلها العمرية، كما يلي:

  • مرحلة المراهقة: يسبب التوتر تغيرات هرمونية، وفقدان القدرة على التحصيل الدراسي، واضطرابات العلاقات الاجتماعية، واضطرابات الأكل.
  • سن الإنجاب: يسبب التوتر اضطرابات الدورة الشهرية مما يؤدي إلى صعوبة الحمل، كما يمكن أن يؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات مثل ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم مما يسبب الإصابة بسكري الحمل، ويمتد أيضاً إلى مرحلة الولادة مسبباً اكتئاب ما بعد الولادة.
  • سن اليأس: تعتبر النساء اللاتي عانين من التعرض للقلق والتوتر، واكتئاب ما بعد الولادة في الماضي أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الهلع أثناء مرحلة سن اليأس. 

طرق للتعامل مع التوتر:كيفية التحكم في التوتر

توجد عدة طرق يجب اتباعها للتقليل من حدة التوتر، نعرضها عليك في الآتي:

1- تحديد مسببات التوتر: يلزم تحديد مسببات التوتر حتى تعمل على تجنبها، أو إيجاد حلول مناسبة للتعامل معها.

2- ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل، واليوغا، والتنفس العميق، حيث تساعد هذه التمارين في تهدئة الجسم والعقل، والحد من التوتر.

3- الدعم الاجتماعي: التواصل مع العائلة والأصدقاء والحرص على تخصيص وقت للقضاء معهم، حيث أثبتت الدراسات أن قضاء الوقت مع الأطفال، أو الأشخاص المقربين يعمل على زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يطلق عليه (هرمون الحب) مما يعزز مشاعر الرضا والأمان، ويساهم بشدة في تقليل حدة التوتر.

4- ممارسة الرياضة: تعمل الرياضة على تحسين المزاج، وتخفيف التوتر، وتعزيز الصحة الجسدية.

5- النوم الكافي: يعد النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا أمراً ضرورياً لصحة الجسم والعقل، وتقليل التوتر.

6- تناول طعام صحي: تناول طعام صحي متوازن يحتوي على الخضروات والفواكه.

7- كثرة تناول الأطعمة المحتوية على الأوميغا 3: مثل السمك حيث أثبتت الدراسات أن الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على الأوميغا 3 تساهم في تقليل أعراض التوتر إلى حد كبير.

8-  تجنب الكافيين والسكريات: حيث يؤدي كثرة تناول الكافيين الموجود في الشاي والقهوة والشيكولاتة إلى زيادة القلق لدى البعض.

9- العلاج النفسي: في الحالات الشديدة، يلزم طلب الدعم واللجوء إلى اختصاصي، حيث يساعد العلاج على تعلم تقنيات للتعامل مع التوتر والقلق.

10- الضحك: يساعد الضحك على زيادة تدفق الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم مما يعمل على تحسين المزاج، واسترخاء العضلات، وتخفيف حدة التوتر.

كيف تُحافظ المرأة على صحتها النفسية؟

  • طلب المساعدة: يجب على المرأة عدم التردد في طلب المساعدة من الطبيب أو المعالج النفسي عند شعورها بأعراض القلق أو الاكتئاب.
  • اتباع نمط حياة صحي: ممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي صحي، الحصول على قسط كافٍ من النوم، كلها أمور تُساعد على تحسين الصحة النفسية.
  • تطوير مهارات التواصل: تعلم كيفية التواصل بشكل فعّال مع الآخرين يُساعد على حلّ المشكلات وتجنب التوتر.
  • تعلم مهارات إدارة الوقت: حتى تتمكن من تنظيم وقتها بشكل فعّال.
  • تخصيص وقت لنفسها: يجب على المرأة تخصيص وقت لنفسها لممارسة هواياتها المفضلة والاسترخاء.
  • البحث عن الدعم: التواصل مع العائلة والأصدقاء يُساعد على الشعور بالراحة والدعم.

أسئلة شائعة حول تأثير التوتر على صحة المرأة وكيفية التعامل معه

هل التوتر يؤثر على الخصوبة؟

يؤثر التوتر بجميع مستوياته على الخصوبة، مما يتسبب في تأخر الحمل. لذلك ينصح الأطباء دائماً النساء المقبلات على الحمل بضرورة الابتعاد عن التوتر والقلق.

هل يسبب التوتر ألماً في الثدي؟

نعم، يسبب التوتر ألماً في الثدي يشبه ألم النوبة القلبية، ويمكن أن يصاحبه سرعة ضربات القلب، وضيق في التنفس، والشعور بالدوار.

ختاماً، تناولنا في هذا المقال تأثير التوتر على صحة المرأة وكيفية التعامل معه، فالتوتر قاتل خفي يُهدد صحة المرأة، لكن يمكنها التغلب عليه من خلال اتباع خطوات صحية وتغيير نمط حياتها. تذكري دائماً صحتك الجسدية والنفسية مسؤوليتك حتى تتمكني من أداء دورك بفعالية في المجتمع.

كتابة المقال:

د. ميرا نادي

المراجع:

https://my.clevelandclinic.org/health/articles/5545-women-and-stress

شارك عبر
Optimized with PageSpeed Ninja