تأثير الأدوية على الجهاز المناعي: كيف يمكن تحسين الصحة المناعية

شارك عبر

تأثير الأدوية على الجهاز المناعي: كيف يمكن تحسين الصحة المناعية.. يعرف الجهاز المناعي بأنه خط الدفاع الأول للجسم ضد الميكروبات، لكن توجد بعض الأدوية تعمل كمثبطات للمناعة. لذلك سوف نلقي الضوء في هذا المقال على تأثير الأدوية على الجهاز المناعي: كيف يمكن تحسين الصحة المناعية.

تأثير الأدوية على الجهاز المناعية

نبدأ أولاً بتعريف المناعة

 يعرف الجهاز المناعي بأنه نظام الدفاع الأول للجسم البشري، فهو شبكة مكونة من الأنسجة، والخلايا، والأعضاء تعمل على تحقيق التوازن بين العناصر الدفاعية لمكافحة البكتيريا، والفيروسات، والخلايا السرطانية، وأي أجسام غريبة أخرى قد تهاجم الجسم وتسبب له العدوى، والأمراض، والالتهابات، وأيضاً أمراض المناعة الذاتية حيث يملك الجهاز المناعي القدرة على التمييز بين البروتينات الذاتية وغير الذاتية. 

أين يوجد الجهاز المناعي في الجسم؟ 

يتواجد الجهاز المناعي من خلال الجلد، وبطانة المخاط في الفم والرئتين، والأنسجة في المعدة، والقرنية في العين

ما هي أهم مكونات الجهاز المناعي؟

يعد من أهم مكونات الجهاز المناعي التي تقوم بالدور الأساسي في حماية الجسم ما يلي:

نخاع العظام

يعد النخاع العظمي هو مصنع خلايا الدم الحمراء والبيضاء، إذ يعرف بأنه نسيج لين يتواجد داخل العظام يحتوي على خلايا جذعية تعمل على تكوين كرات الدم الحمراء والبيضاء. لذلك تتجلى أهمية نخاع العظام في تكوين مناعة الجسم.

الخلايا الليمفاوية

تعد الخلايا الليمفاوية من أكثر مكونات الجهاز المناعي أهمية، حيث أنها تتكون من مجموعة كبيرة من الأنابيب الرفيعة المنتشرة في جميع أ نحاء الجسم، وتحتوي على سائل داخل هذه الأنابيب. تتمثل أهمية الخلايا الليمفاوية في التقاط الأجسام الغريبة والجراثيم ومحاربتها. يحدث ذلك عن طريق ترشيح السائل المتواجد داخلها للقضاء على هذه الجراثيم أو أي أجسام أو خلايا غريبة أخرى.

الأجسام المناعية المضادة

تتكون الأجسام المناعية المضادة من بروتينات مسؤوليتها الأساسية هي مقاومة الجراثيم والميكروبات التي تسبب حدوث العدوى للجسم. ترسل هذه الخلايا والأجسام المناعية إشارات تعمل على تنبيه الخلايا الليمفاوية للقيام بدورها في التغلب على هذه الأجسام الغريبة، وترشيح السائل الليمفاوي الموجود داخلها للقضاء على هذه الجراثيم.

الطحال

يعد الطحال هو مخزن كرات الدم البيضاء المسئولة عن حماية الجسم من الإصابة بالعدوى، كما يعمل على تنقية الدم باستمرار من خلال إزالة خلايا الدم البيضاء والحمراء التالفة. 

اللوزتين واللحمية

تعمل اللوزتين واللحمية على التقاط الأجسام الغريبة التي تغزو الجسم عن طريق الجهاز التنفسي، إذ أنهما يتواجدان في الحلق والممر الأنفي. تعمل اللوزتين واللحمية على إنتاج أجسام مضادة للقضاء على الجراثيم التي تسبب التهابات في الحلق والرئة. 

الخلايا البالغة

تقوم الخلايا البالغة بالتهام الخلايا الغريبة التي تسقط جراء المعركة الحادثة بين خلايا الجهاز المناعي والأجسام الغريبة. لذلك عرفت أيضاً باسم الخلايا الأكولة.

كيف يميز الجهاز المناعي بين خلايا الجسم الصديقة والخلايا الغريبة؟

يقوم الجهاز المناعي بدوره في حماية الجسم من الإصابة بالالتهابات، والحساسية، أو أي عدوى أخرى من خلال قدرته على التمييز بين خلايا الجسم الصديقة وخلايا الأجسام الغريبة. لذلك في حالة حدوث خلل في  قدرة الجهاز المناعي على التمييز بين خلايا الجسم والخلايا الغريبة يمكن أن يحارب الجهاز المناعي خلايا الجسم الصديقة، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. 

يكون الجهاز المناعي ضعيفاً وغير مكتمل لدى الأطفال حديثي الولادة، لذلك يعد إعطاء الأطفال التطعيمات واللقاحات في التوقيت المحدد لها أمر شديد الأهمية لتنشيط الجهاز المناعي ليبدأ في القيام بدوره وهو حماية الجسم. وعندما يبدأ الطفل في النمو ويكتمل جهازه المناعي ويُصاب بالعدوى، تقوم الخلايا الليمفاوية بالاحتفاظ بجزء من البروتينات الصديقة للجسم  لتصبح قادرة على تذكرها عند الإصابة بها مرة أخرى مما يقلل من حدة الإصابة، أو يمكن للجهاز المناعي القضاء على هذه الأجسام الغريبة عند حدوث العدوى حتى قبل ظهور الأعراض.

العوامل التي تضعف المناعة

توجد عدة عوامل يجب تجنبها لتأثيرها السلبي على الجهاز المناعي وقدرته على القيام بدوره، من أهم هذه العوامل ما يلي:

السمنة والوزن الزائد.

كثرة تناول الملح.

الإجهاد والتوتر.

قلة النوم.

تناول السكريات والمشروبات المحلاة بكثرة.

تناول بعض الأدوية بكثرة وبغير داعٍ مثل كثرة تناول المضادات الحيوية، والكورتيكوستيرويدات.

الأدوية التي تؤثر على المناعة

توجد فئة من الأدوية تسمى مثبطات المناعة تقلل من فرط نشاط الجهاز المناعي، وتمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الخلايا التي يعتبرها ضارة. تؤثر مثبطات المناعة على الجهاز المناعي بطرق مختلفة، بما في ذلك:

1- تقليل عدد الخلايا المناعية: يمكن أن تقتل مثبطات المناعة الخلايا المناعية أو تمنع إنتاجها.

2- تقليل نشاط الخلايا المناعية: يمكن أن تمنع مثبطات المناعة الخلايا المناعية من إطلاق المواد التي تشارك في الاستجابة المناعية.

  3- تغيير سلوك الخلايا المناعية: تغير الأدوية المثبطة للمناعة طريقة تفاعل الخلايا المناعية مع الخلايا الضارة، مما يؤثر على الاستجابة المناعية للجسم.

تعطى هذه الأدوية في حالات خاصة معينة نتناولها في الآتي:

دواعي استخدام الأدوية المثبطة للمناعة

 1- حدوث خلل لدى الجهاز المناعي

يحدث هذا الخلل عندما يقوم الجسم بمحاربة الخلايا السليمة بدلاً من محارب خلايا الأجسام الغريبة، مثل:

التهاب المفاصل الروماتويدي.

الذئبة الحمراء.

داء كرون.

مرض بهجت.

مرض الساركوسيد.

2- حالات زراعة الأعضاء

تعطى مثبطات المناعة في حالات زراعة الأعضاء مثل الكبد، والنخاع العظمي، والقلب، والكلى. تعطى هذه الأدوية حتى لا يرفض الجسم الأعضاء والأنسجة المزروعة ويعاملها مثل الأجسام الغريبة محاولاً التخلص منها.

3- علاج الكثير أنواع السرطان

تستخدم مثبطات المناعة في إيقاف نمو الخلايا السرطانية، أو القضاء عليها تماماً.

أنواع الأدوية المثبطة للمناعة

تنقسم الأدوية المثبطة للمناعة مجموعتين رئيسيتين:

1- مثبطات المناعة الخلوية: تعمل هذه الأدوية على تقليل عدد، ونشاط الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا الليمفاوية التائية.

2- مثبطات المناعة الخلطية: تعمل هذه الأدوية على تقليل عدد، ونشاط الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا الليمفاوية البائية.

من أمثلة الأدوية المثبطة للمناعة ما يلي:

أولاً: مثبطات المناعة الخلوية

  • الكلوروكين.
  • الهيدروكسيكلوروكين.
  • الميثوتريكسات.
  • السيكلوسبورين.
  • تاكروليموس.
  • سيكلوفوسفاميد.
  • أزيترومايسين.

ثانياً: مثبطات المناعة الخلطية

  • ريتوكسيماب.
  • إينفليماتسيب.
  • توسيليزوماب.
  • دابسون.
  • بنزيل بنسلين.
  • سفالين.

الآثار الجانبية للأدوية المثبطة للمناعة

تسبب مثبطات المناعة مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك:

  • زيادة خطر الإصابة بالعدوى: يمكن أن تزيد مثبطات المناعة من خطر الإصابة بالعدوى، بما في ذلك العدوى الخطيرة.
  • الالتهابات: يمكن أن تسبب مثبطات المناعة التهاب في أجزاء مختلفة من الجسم.
  • رد فعل تحسسي: يمكن أن تسبب مثبطات المناعة ردود فعل تحسسية، والتي يمكن أن تكون خطيرة في بعض الأحيان.
  • المشاكل العصبية: يمكن أن تسبب مثبطات المناعة مشاكل عصبية، مثل التعب والصداع والضعف.
  • مشاكل الكبد: يمكن أن تسبب مثبطات المناعة مشاكل في الكبد، مثل ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد.
  • مشاكل الكلى: يمكن أن تسبب مثبطات المناعة مشاكل في الكلى، مثل ارتفاع ضغط الدم.

يجب الحرص على مناقشة الطبيب بشأن المخاطر، والفوائد المحتملة للأدوية المختلفة ومساعدة المريض على اختيار العلاج المناسب.

فيما يلي نقدم بعض النصائح لمساعدة المريض على تقليل مخاطر الآثار الجانبية للأدوية المثبطة للمناعة:

  • يلزم اتباع تعليمات الطبيب بعناية.
  • عدم التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب.
  • ضرورة إبلاغ الطبيب عند ظهور أي أعراض جانبية. 

كيف يمكن تحسين الصحة المناعية؟

تأثير الأدوية على الجهاز المناعي كيف يمكن تحسين الصحة المناعية 2

يمكنك تعزيز صحة الجهاز المناعي لديك مع اتباع بعض النصائح والإرشادات الهامة دون الحاجة إلى تناول الأدوية، تشمل هذه النصائح ما يلي:

1- تناول نظام غذائي صحي: يجب الحرص على تناول نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على الفيتامينات الهامة، على سبيل المثال:

فيتامين ج: يمتلك فيتامين ج خصائص مضادة للأكسدة، ويتواجد في الليمون، والبرتقال، والبروكلي، والسبانخ.

فيتامين هـ: يعد فيتامين هـ من مضادات الأكسدة التي تذوب في الدهون، والتي توجد بتركيز عالي في الخلايا المناعية. يتواجد فيتامين هـ في السبانخ، وزبدة الفول السوداني، واللوز، وبذور عباد الشمس.

فيتامين ب6: يمثل فيتامين ب6 أهمية خاصة في إتمام العديد من التفاعلات الكيميائية الخاصة بالجهاز المناعي. يتواجد فيتامين ب6 في الدجاج، وسمك السلمون، والتونة، والموز، والبطاطا.

البروتين: يعد البروتين هاماً جداً لبناء الخلايا، وتكوين الأجسام المضادة التي تعمل على القضاء على الأجسام الغريبة. يتواجد البروتين في العديد من المصادر الحيوانية مثل اللحوم والدجاج، والعديد من المصادر النباتية مثل العدس.

2- الابتعاد عن التوتر والقلق وممارسة تمارين الاسترخاء.

3- الإكثار من شرب الماء.

4- الحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية.

5- الحصول على اللقاحات اللازمة لتقوية الجهاز المناعي ضد الأمراض المعدية، مثل لقاح الأنفلونزا الموسمي.

ختاماً، تناولنا في هذا المقال تأثير الأدوية على الجهاز المناعي: كيف يمكن تحسين الصحة المناعية. عليك أن تحرص دائماً كل الحرص على الحفاظ على صحة جهازك المناعي لحمايتك من الإصابة بالأمراض باتباع النصائح المذكورة أعلاه.

كتابة المقال:

د. ميرا نادي

المراجع:

https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/10418-immunosuppressants

لمزيد من المقالات زر موقعنا

شارك عبر
Optimized with PageSpeed Ninja