هناك ترابط قوي بين الصحة النفسية، والجسدية، حيث يُعد التعب النفسي أحد أهم مسببات الأمراض الجسدية حيث أنه تشير الأبحاث إلى أن العديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، والقلق قد تكون سببًا في الإصابة ببعض الأمراض الجسدية، مثل أمراض الجهاز الهضمي، وأمراض القلب، وهذا التأثير المتبادل يعكس أهمية التوازن بين الجوانب النفسية، والجسدية لضمان صحة متكاملة.
كيف تؤثر الصحة النفسية على الصحة الجسدية؟
الصحة النفسية تؤثر على الصحة الجسدية من خلال ثلاث طرق رئيسية، وهي:
- الجهاز المناعي: عندما تتأثر الصحة النفسية بالسلب، مثلما يحدث مع التوتر المزمن، أو القلق ينخفض أداء جهاز المناعة فيؤدي ذلك إلى زيادة عرضة الجسم للإصابة بالأمراض، والعدوى حيث ان التوتر النفسي المزمن يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون مسؤول عن الاستجابة للضغوط، لكن زيادته تؤدي إلى تثبيط عمل جهاز المناعة، وتقليل فعاليته
- الجهاز العصبي، والهرمونات: التوتر، والقلق يؤثران بشكل مباشر على الجهاز العصبي، فعندما يواجه الجسم ضغوطًا نفسية، يتم إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، والكورتيزول، هذه الهرمونات ترفع ضغط الدم، وتزيد من سرعة ضربات القلب، وتجهد الأوعية الدموية، مع استمرار هذه الحالة، قد يتعرض الشخص لمشاكل صحية مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم المزمن
- النوم: المشاكل النفسية غالبًا ما تؤدي إلى اضطرابات في النوم مثل الأرق، أو عدم القدرة على النوم العميق، فالنوم هو الوقت الذي يقوم فيه الجسم بترميم نفسه، وتجديد طاقته، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يضعف قدرة الجسم على الشفاء، ومواجهة الأمراض، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية
التأثيرات الجسدية المرتبطة بالصحة النفسية
- أمراض الجهاز الهضمي: يعاني الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن، أو القلق من مشاكل هضمية مثل متلازمة القولون العصبي، وعسر الهضم، وأحيانًا القرحة المعدية، هذه المشاكل ناتجة عن تأثير التوتر على حركة الجهاز الهضمي، وإفرازاته
- مشاكل القلب، والأوعية الدموية: الضغط النفسي المزمن يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية
- الآلام المزمنة: الاكتئاب، والتوتر يمكن أن يزيدا من الإحساس بالألم المزمن، مثل آلام الظهر، والصداع النصفي، بسبب تأثيرهما على الجهاز العصبي المركزي
- اضطرابات الوزن: الحالة النفسية تؤثر على الشهية حيث أن بعض الأشخاص يفقدون شهيتهم أثناء التوتر، أو الاكتئاب، بينما يلجأ آخرون إلى الأكل العاطفي، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
كيف يمكن أن تعزز من صحتك النفسية والجسدية؟
لتحقيق التوازن بين الصحة النفسية، والجسدية، يمكن اتباع بعض الخطوات الفعالة، ومنها:
- ممارسة الرياضة: النشاط البدني المنتظم يُحفز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، والتي تعمل على تحسين المزاج، وتقليل التوتر، وأيضا تعزز الرياضة من اللياقة البدنية، وتدعم صحة القلب، والأوعية الدموية
- تقنيات الاسترخاء: تمارين التنفس العميق، التأمل، واليوغا من الطرق الفعالة لتهدئة الجهاز العصبي، وتقليل مستويات التوتر، هذه التقنيات تُعيد التوازن للجسم، والعقل، وتزيد من قدرة الشخص على التعامل مع الضغوط اليومية
- تناول الطعام الصحي: التغذية السليمة تلعب دورًا هامًا في تعزيز الصحة النفسية، والجسدية، حيث أن تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه، والخضروات، والأطعمة الغنية بأوميغا 3، يُساعد على تحسين وظائف الدماغ، والحفاظ على استقرار المزاج
- النوم الجيد: يُعد النوم جزءًا أساسيًا من الصحة الجسدية، والنفسية، حيث أنه يُوصى بالنوم لمدة تتراوح بين 7-9 ساعات يوميًا، ولضمان نوم جيد يجب الالتزام بجدول نوم منتظم وتهيئة بيئة نوم مريحة وهادئة
- الدعم الاجتماعي: التواصل مع الأصدقاء، والعائلة يمكن أن يكون مصدرًا قويًا للدعم النفسي حيث أن الحديث مع الآخرين يقلل من الشعور بالوحدة، ويُساعد على تخفيف التوتر.
- إدارة الضغوط: من المهم تعلم كيفية إدارة الضغوط بطريقة صحية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد الأولويات، وتجنب التفكير الزائد، وممارسة الأنشطة التي تُشعرك بالسعادة والراحة.
لذلك الصحة النفسية، والجسدية مرتبطتان بشكل وثيق، وكل منهما يؤثر بشكل مباشر على الآخر، حيث أن الحفاظ على الصحة النفسية يساعد في الوقاية من العديد من الأمراض الجسدية، والعكس صحيح، لذا من المهم أن نولي اهتمامًا متساويًا بالجوانب النفسية، والجسدية في حياتنا من خلال تبني أسلوب حياة صحي يشمل الرياضة، والتغذية المتوازنة، والنوم الجيد، وتقنيات الاسترخاء، يمكننا تحقيق التوازن المطلوب والتمتع بصحة متكاملة، وتذكر دائمًا أن الاعتناء بنفسك نفسيًا، وجسديًا هو استثمار في جودة حياتك المستقبلية.
كتابة المقال:
وداد محروس
المصادر:
اترك ردّاً