الرضاعة الطبيعية والصيام: نصائح للأمهات المرضعات خلال فترة الصيام.. تحرص الكثير من الأمهات المرضعات على صيام شهر رمضان الفضيل، ولكن كثيرًا ما يتساءلن عن مدى تأثير الرضاعة الطبيعية والصيام على أطفالهن الرضع، وهل يمكن الصيام مع الرضاعة؟ كما يبحثن عن أفضل الطرق الممكنة لتجنب حدوث أية أضرار لأطفالهن أثناء الصيام، وفيما يلي سوف نتحدث عن الرضاعة الطبيعية والصيام: نصائح للأمهات المرضعات خلال فترة الصيام.
الرضاعة الطبيعية والصيام: نصائح للأمهات المرضعات خلال فترة الصيام
يجب على الأم المرضعة أن تنتظم في تطبيق النصائح التالية طوال شهر رمضان للتمكن من ممارسة الرضاعة الطبيعية والصيام معًا دون التأثير على أطفالهن الرضع:
- شرب الماء بكميات وافرة لاستمرار ترطيب الجسم، ومنع الإصابة بالجفاف.
- عدم التعرض لدرجات حرارة عالية.
- الحصول على القدر الكافي من الراحة خلال الصيام.
- تناول الأغذية التي تضمن للأم المرضعة حصولها على العناصر الغذائية الضرورية للجسم مثل الفيتامينات والمعادن.
- الابتعاد عن أسباب التوتر والقلق.
- تجنب ممارسة التمرينات الرياضية الشديدة، أو الأعمال الثقيلة.
- تناول المكملات الغذائية لتعويض العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، بعد استشارة الطبيب المختص.
- في حال الشعور بالتعب والخمول، على الأم المرضعة كسر الصيام وتناول الطعام، بالاتفاق مع الطبيب المختص.
- يجب على الأم المرضعة الإكثار من عملية الرضاعة الطبيعية، للمساهمة في استعادة وظيفة نظام إمداد الحليب إلى وضعه السابق.
هل الصيام يقلل من إدرار اللبن؟
لا تتأثر كمية اللبن التي يتم إدرارها لدى الأم المرضعة بالصيام، إذا حرصت على شرب كميات وفيرة من السوائل والماء، إلى جانب التزامها بنظام غذائي يوفر لها ما تحتاجه من عناصر غذائية، وبالتالي لن يحدث تأثير سلبي بين الرضاعة الطبيعية والصيام خلال شهر رمضان المبارك، وفيما يلي سوف نتعرف على مزيد من الإرشادات التي من شأنها تعزيز إدرار اللبن لدى الأم المرضعة أثناء الصيام:
- وجبتي الإفطار والسحور: الحصول على وجبات تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، إلى جانب شرب كميات كبيرة من السوائل.
- الماء: شرب الماء بكميات كافية أثناء الفترة بين الإفطار والسحور، إلى جانب الإكثار من شرب العصائر والسوائل المغذية.
- الرضاعة المتكررة: تعمل الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر على تحفيز إدرار اللبن لدى الأم المرضعة.
- استشارة الطبيب: للتأكد من عدم حدوث اضطرابات صحية لدى الأم المرضعة، في حال ملاحظة نقص إدرار اللبن.
- الأغذية المحفزة لإنتاج اللبن: الحرص على تناول الكثير من الأغذية التي تحفز إدرار اللبن ومنها (الشوفان، اليانسون، الحلبة).
- تجنب الكافيين: حيث تتسبب الكميات العالية من الكافيين في نقص إدرار اللبن.
أثر الصيام على الرضيع
لم يتم نشر أية أبحاث طبية تشير إلى تأثير الصيام بشكل سلبي على الرضيع، أو وجود علاقة عكسية بين الرضاعة الطبيعية والصيام، ويشمل ذلك الأبحاث الطبية التي تم إجراؤها على الحيوانات، ورغم ذلك ينصح الأطباء بضخ كمية من اللبن في ( زجاجة أو فنجان أو ملعقة) قبل بدء الصيام لاستخدامه عند الحاجة في نهاية الصيام في حال شعور الأم بنقص كمية اللبن.
ومن الجدير بالذكر أن اللبن دائمًا ما يتغير لدى الأم المرضعة بنسب بسيطة، ويتوقف هذا التغير على طبيعة الغذاء الذي تحصل عليه الأم المرضعة، والاحتياجات الغذائية للرضيع، وقد يحدث نقص في مكونات الدهون في اللبن أثناء الصيام، والذي سوف تظهر أعراضه على الرضيع خاصةً أثناء الشهور الأولى من عمره كالتالي:
- البكاء بصورة مستمرة.
- تحول لون البراز إلى اللون الأخضر، بينما يتحول لون البول ليصبح داكنًا.
- نقصان الوزن.
- نقص عدد مرات التبرز.
- شدة نعاس الرضيع بشكلٍ مفرط.
- زيادة أو نقص الوقت الطبيعي للرضاعة.
- عدم مناسبة وزن الرضيع لعمره، وفقًا لمنحنى الوزن.
تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية
قد يقل إدرار اللبن لدى الأم المرضعة أثناء الصيام نتيجةً لنقص العناصر الغذائية والسوائل التي تحصل عليها الأم، وبالتالي ستقل العناصر الغذائية الضرورية لنمو الرضيع مثل (البوتاسيوم، الماغنيسيوم، الزنك)، وفي هذه الحالة سيكون هناك تأثير سلبي بين الرضاعة الطبيعية والصيام في آن واحد، وفيما يلي سوف نتعرف على بعض الأعراض المصاحبة لنقص العناصر الغذائية التي تتناولها الأم المرضعة:
- الإحساس الشديد بالعطش.
- نقص عدد مرات التبول، إلى جانب تحول اللون ليصبح داكنًا، مصحوبًا برائحة قوية.
- الشعور بالدوار أو الإغماء، والضعف.
- الشعور بالصداع أو الإصابة بالحمى.
- نقص الوزن بغير سبب واضح.
- الغثيان والقيء.
ماذا يجب أن أتناول لتلبية حاجات طفلي الغذائية؟
تحتاج الأم المرضعة إلى سعرات حرارية تتراوح بين 2300 : 2400 كيلو كالوري بشكلٍ يومي، لذا يجب على الأم المرضعة الحرص على تناول هذه الكمية من السعرات الحرارية في الفترة بين وقت الإفطار إلى وقت السحور، لكي تحقق التوازن بين الرضاعة الطبيعية والصيام، ومن العناصر الغذائية التي يمكن للأم المرضعة تناولها ما يلي:
- الخضراوات والفاكهة: يجب أن تتناول الأم المرضعة أنواع مختلفة من الخضراوات والفاكهة بنسبة قد تصل إلى 50% من غذائها، كما يجب الإكثار من الخضراوات الغنية بفيتامين أ والبوتاسيوم مثل (الجزر، الطماطم، السبانخ)، أو الفواكه مثل (البرتقال، المانجو، المشمش).
- البروتينات: تعمل البروتينات على تشكيل الجزيئات الرئيسية للجسم حيث تُعتبر مصدرًا أساسيًا للأحماض الأمينية، ويمكن للأم المرضعة الحصول على البروتينات من عدة مصادر مختلفة مثل (اللحوم الحمراء والبيضاء، الحبوب، البيض، المكسرات، منتجات الصويا، البقوليات)، ويمكن للأم المرضعة أن تتناول البقوليات للحصول أيضًا على الحديد والبوتاسيوم،
- الكالسيوم: تحتاج الأم المرضعة إلى 1000 ملليغرام من الكالسيوم بشكلٍ يومي حيث يلعب دورًا رئيسيًا في نمو العظام، وهو ما يتوفر في 3 حصص من اللبن قليل الدسم، كما يمكنها الحصول على الكالسيوم من منتجات الألبان المختلفة مثل (اللبن، الجبن، حليب الصويا المدعم بالكالسيوم).
- المكملات الغذائية: يُمكن للأم المرضعة أن تحصل على المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب المختص، للحصول على الفيتامينات والعناصر الضرورية للأم والرضيع مثل (فيتامين د، فيتامين E فيتامين ب، فيتامين سي، اليود، الماغنيسيوم، البوتاسيوم)، حيث يجب أن يحصل الرضيع على 400 وحدة عالمية من فيتامين د بشكل يومي خلال الأيام الأولى من عمره.
- تجنب السكريات والأملاح: على الأم المرضعة أن تحد من تناول الأطعمة ذات النسب العالية من الأملاح والسكريات، بالإضافة إلى تجنب مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، والقهوة.
كيف أخصص نظامي الغذائي حسب حاجة طفلي؟
تعتمد بعض الأمهات بشكلٍ كامل على الرضاعة الطبيعية، بينما تقوم أخريات بالاعتماد على كلاً من الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية، لذا يجب على الأم المرضعة أن تحصل على القدر الكافي والمتوازن في كلتا الحالتين أثناء الصيام، كما يلي:
- الرضاعة الطبيعية: تحتاج الأم المرضعة في هذه الحالة إلى قدر كبير من الغذاء، لكي توازن بين الرضاعة الطبيعية والصيام، والذي يُمكن تقديره بثلاثة أكواب من الخضراوات بشكل يومي، والحبوب بمقدار كوب، والبروتينات بقدر 6.5 من الأونصات، بالإضافة إلى تناول
- الرضاعة الصناعية: يمكن أن تحصل الأم المرضعة على قدر أقل من العناصر الغذائية عند اللجوء إلى الرضاعة الصناعية بجانب الرضاعة الطبيعية، والتي يُمكن تقديرها بكوبين ونصف من الخضراوات، بالإضافة إلى الحصول على ثلاثة أرباع كوب من الحبوب، وخفض كمية البروتينات إلى 5.5، بالإضافة إلى تناول كوبين من الفاكهة، و3 أكواب من منتجات الألبان في كلا الحالتين على حدٍ سواء.
متى يكون الصيام ممنوعًا على الأم المرضعة؟
تُوجد عدة أسباب قد تؤدي إلى عدم توازن وملائمة الرضاعة الطبيعية والصيام، وبالتالي عدم قدرة الأم المرضعة على الصيام، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- في حال كان عمر الرضيع أقل من 6 أشهر، مع نقص إدرار اللبن من الأم.
- إصابة الأم المرضعة بمرض مزمن مثل ( داء السكري، ارتفاع ضغط الدم)، حيث قد يُؤدي عدم تناول الأدوية في مواعيدها إلى أضرار أخرى مثل ( نقص مستوى السكر في الدم، الصداع، قلة التركيز، قلة الطاقة، زغللة العيون).
هكذا نكون قد تعرفنا على أفضل النصائح والإرشادات التي قد تساعد الأم المرضعة على القيام باستمرار الرضاعة الطبيعية والصيام في نفس الوقت، دون التأثير على صحة الأم والرضيع.
كتابة المقال:
دز نسرين زكريا
المصادر:
https://www.breastfeeding.asn.au/resources/religious-fasting-and-breastfeeding
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/37615571/
تابعونا لقراءة المزيد من المقالات االطبية والنصائح الصحية في أكبر مدونة طبية موثوقة