تُعد الذئبة الحمراء هي أحد أهم وأشهر أمراض المناعة الذاتية. تتميز بارتفاع درجات الحرارة وألام العضلات والمفاصل والطفح الجلدي. وقد انتشرت إلى حد كبير خلال السنوات القليلة الماضية، ويحدث فيها أن يقوم جهاز المناعة المشوش أو غير الموجه بمهاجمة أنسجة وأعضاء جسم الإنسان، ليس بشرط أن يكون هناك زيادة أو نقصان في المناعة، ولكن تكمن المشكلة في فقدان التوازن بين جهاز المناعة والجسم فيبدأ جهاز المناعة بمهاجمة جسد المريض، مما يسبب أضرار اً عدة على مستوى الجلد، أو المفاصل، أو الكلى،أو الرئتين، أو القلب، أو المخ على حسب طبيعة الالتهاب موجودة على مستوى أي عضو. تعرف على الذئبة الحمراء: أهم الأعراض، وكيفية التشخيص، وطرق العلاج.
أهم أعراض الذئبة الحمراء
تختلف الأعراض من شخص إلى أخر، وكذلك طبيعة المرض وشدته، يتميز مرض الذئبة الحمراء بعدد من الأعراض ولا يُشترط ان تكون الأعراض جميعها موجودة لدى المريض أما عن أهم الأعراض :-
- ارتفاع درجة الحرارة:
يحدث الأرتفاع بدون وجود عدوى فيروسية أو بكتيرية، ويدوم الارتفاع لفترة قد تصل إلى أسبوعين بشكل متواصل.
- الشعور بالتعب والإرهاق:
يشعر المريض بالتعب والإرهاق بشكل مستمر حتى بعد الراحة، واخذ قسط مناسب من النوم.
- الطفح الجلدي:
للذئبة الحمراء شكل مميز من الطفح الجلدي فهو يكون على هيئة الفراشة على الأنف والوجنتين، وهناك بعض البقع الحمراء أحيانا على الجلد.
- آلام العضلات والمفاصل:
يتميز مرض الذئبة الحمراء بوجود ألم في المفاصل وتورم مثل مفصل الركبة، واليد، و الرسغ،وكذلك يحدث نوع من التيبس الصباحي في تلك المفاصل، ومن الجدير بالذكر أنه قد يسبب آلام ولكن ليس تشوه في المفصل.
- عدم تحمل الشمس:
تزيد الشمس من حدة أعراض المرض والمقصود هنا ليس الجلد فقط، ولكن الأعراض الموجودة لدى الشخص تزيد في حدتها، والحل يكمن في استخدام واقي من الشمس عند الاضطرار للخروج في الشمس.
- اضطرابات الدم:
تعمل الذئبة علي زيادة تخثر الدم مما يزيد من خطر حدوث الجلطات بالأوردة العميقة، وكذلك قد تؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، أو الصفائح الدموية.
- آلام الصدر
- اضطرابات الجهاز العصبي المركزي
مثل الصداع، أو الدوخة، تغيرات في السلوك، تشوش الذاكرة.
ومن الجدير بالذكر أن مرض الذئبة الحمراء يتميز بأنه يميل أن يكون على شكل هجمات بمعنى أن تدوم الأعراض لفترة وبعدها تنتهي الأعراض، ويصبح المرض غير نشط لفترة شهور أو حتى سنين ويعتمد ذلك على طبيعة المرض لدى الشخص وحدته.
كيفية تشخيص مرض الذئبة الحمراء
يعتمد التشخيص بشكل أساسي على أعراض المرض، وكذلك الكشف السريري الذي يجريه الطبيب.
أما عن الفحوصات المخبرية : لا يوجد تحليل مخبري يمكنه الجزم بالإصابة بالذئبة الحمراء، حتي تحليل الأجسام المضادة للذئبة قد يكون إيجابي بدون أن يكون المريض مصاب بها.
ولكن عادة ما يطلب الطبيب عدد من الفحوصات للوصول إلى صورة تشخيصية كاملة مثل وظائف الكبد، والكلى، وسرعة الترسيب، صورة دم كاملة، وتحليل البول.
علاج مرض الذئبة الحمراء
يعتمد العلاج على الأعراض وشدتها، ولكنه يكون على مرحلتين أساسيتين وهما:-
أولاً : تغيير نمط الحياة:
يهدف تغيير نمط الحياة إلى تبني نمط حياة صحي من حيث التغذية السليمة، ،وكذلك ممارسة الرياضة، الحصول على قسط من الراحة وعدم الإجهاد، عدم التعرض للشمس إلا للضرورة.
ثانيًا :العلاج الدوائي.
يستخدم العلاج الدوائي لمحاولة للتخفيف من الأعراض وشدتها، وكذلك منع المضاعفات الناتجة عنها، والسيطرة على نشاط الجهاز المناعي.
- الأدوية المضادة للالتهابات :تستخدم تلك الأدوية لتخفيف الألم والحمى، وعلاج تورم المفاصل.
- الأدوية المضادة للملاريا:للتخفيف من الأعراض الجلدية، وكذلك يساعد في منع نوبات الذئبة.
- الكورتيزون:يستخدم في حالات نشاط المرض بجرعات محددة بوصفة من الطبيب المختص للسيطرة على حالة الالتهابات الشديدة في فترة نشاط المرض، وبعد استقرار الحالة يقوم الطبيب بسحبها بطريقة تدريجية.
- الأدوية المثبطة للمناعة.
والمقصود بتثبيط المناعة هنا هو ضعفها بشكل بسيط للتخلص من النشاط المفرط لجهاز المناعة حتى لا يقوم بأضرار أعضاء الجسم وهي عادة ما تستخدم في الحالات الأكثر حدة.
- الأدوية البيولوجية.
هي تعتبر من الأدوية الحديثة في علاج الذئبة وهي تستهدف بروتين محدد في جهاز المناعة يعتقد أن له دور في الذئبة، وعادة لا تستخدم تلك الأدوية إلا بعد فشل العلاجات الأخرى.
ومن الجدير بالذكر أن هناك أدوية أخري يجري استخدامها حسب الأعراض مثل الأدوية المضادة للتجلط، أو أدوية إرتفاع ضغط الدم في حالة وجوده.
في ختام هذا المقال :أسباب أمراض المناعة الذاتية وأشهرها يتضح أن الأمراض المناعية تمثل تحدي كبير في عالم الطب نظرا لصعوبة التشخيص، وتعقيد آلية عمل جهاز المناعة بشكل كبير، ولكن يبقى التشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية لما ينتج عنه من منع الكثير من مضاعفات الأمراض المناعية وتحسين جودة حياة المريض بشكل عام.
كتابة المقال :
دينا سعيد
المصادر:-