هل شعرت يوماً بحزام من النار حول منطقة ما في جسدك؟ هل تساءلت كيف حدث هذا لك وما سببه؟ وما مدى خطورة ذلك الأمر؟ إذا لنتعرف معا على مرض الحزام الناري، وأعراضه وأسبابه وطرق الوقاية منه والعلاج.
الحزام الناري أو الهربس النطاقي (Shingles Or Herpes Zoster) هو مرض فيروسي معدي ومؤلم، يصيب الجلد بالحكة، ويظهر كطفح جلدي على جانب واحد من الجسم، وقد يؤثر على الأعصاب.
أسباب ظهور الحزام الناري
يظهر الحزام الناري بسبب إعادة تنشيط فيروس القوباء المنطقية (varicella-zoster virus) وهو ذات الفيروس المسبب لجدري الماء. عندما يصاب أحد الأطفال بجدري الماء، ثم يقاومه الجهاز المناعي بالجسم ويتم شفاؤه، فإن أعراض المرض فقط هي ما تختفي، أما الفيروس الأساسي المسبب للمرض فإنه يبقى بصورة غير نشطة في الجهاز العصبي قرب الحبل الشوكي، منتظراً الفرصة للطفو على السطح من جديد.
لذلك عندما يستعيد الفيروس نشاطه بعد سنوات، نتيجة ضعف الجهاز المناعي وفشله في التحكم في تكاثر الفيروس وإيقافه، فإن الشخص لا يصاب بالجدري المائي مرة أخرى، ولكن تظهر أعراض استعادة نشاط الفيروس على هيئة طفح جلدي مؤلم مشكلا حزام على ملتف الرأس أو العين أو الجزع الأيمن أو الأيسر، وهو ما يسمى الحزام الناري.
محفزات وعوامل ظهور الحزام الناري
هناك عدة عوامل تسبب تحفيز ظهور الحزام الناري وزيادة فرص الإصابة به، ومنها:
١- الأشخاص الذين سبق لهم الإصابة بجدري الماء في صغرهم، هم الأكثر عرضة لأن يصيبهم فيما بعد الحزام الناري.
٢- أن يتعدى عمر الشخص الخمسون عاماً
٣- أن يعاني الشخص من ضعف المناعة أو يكون مصاب بأحد الأمراض المناعية مثل: فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز HIV)، أو الأورام والسرطانات (Cancers).
٤- تناول الأدوية المثبطة للمناعة، مثل: العلاج الكيماوي لمرضى السرطان، والأدوية التي يتناولها مرضى زراعة الأعضاء، هذه الأدوية تقلل المناعة وتقلل مقاومة العدوى.
٥- التعرض لصدمة أو ضغط عصبي أو عاطفي أو قلق مستمر.
أعراض الحزام الناري
عادة ما تبدأ الأعراض بالظهور خلال ٣- ٥ أيام من العدوى. حيث يبدأ ظهور طفح جلدي وبثور حمراء مليئة بالسوائل، والتي سريعا ما تجف وتتشكل فوقها طبقة قشرية تغطيها خلال عشرة أيام من تاريخ الإصابة، وتستمر الأعراض من ٢- ٥ أسابيع، وتنتهي بتقشر تلك القشرة حول البثور وتمام زوالها. وتختلف الأعراض من شخص لآخر حسب مكان وجود الفيروس، وفي أي منطقة من الجسم يوجد النسيج العصبي حيث تم تنشيط الفيروس، وتتمثل هذه الأعراض في:
- الشعور بألم مستمر وتعب وإرهاق وضعف عام.
- حرقة وألم بالمعدة.
- صداع وحمى وقشعريرة ووخز بالجسم.
- حساسية شديدة تجاه لمس المنطقة المصابة.
- حساسية تجاه الضوء.
- شعور بالحكة والحرقة واحمرار الجلد المصاب.
قد يصاب الشخص بالحزام الناري أكثر من مرة، ولكن ليس بالضرورة أن يصاب بنفس المكان، فقد تكون الإصابة بالجذع وبالمرة التالية في الرأس.
هل الحزام الناري معدي؟
الشخص الذي يجمل الفيروس الذي يسبب الحزام الناري لايمكنه نقل العدوى عن طريق الاستنشاق، فهو فيروس لا ينتقل بالطريقة التي تنتشر بها الفيروسات المحمولة بالهواء. ولكن بجب عليه تغطية الجلد المصاب؛ لأن العدوى تنتقل عن طريق لمس السائل الذي بداخل البثور. والعدوى لا تكون على شكل حزام ناري وإنما تسبب جدري الماء لشخص لم يصب به من قبل أو لم يتم تطعيمه ضد جدري الماء.
كيف يتم تشخيص الحزام الناري؟
يتم التوجه للطبيب المختص بالأمراض الجلدية والذي يستمع لشكوى المريض وتاريخه المرضي، ومعرفة إذا كان سبق له الإصابة بجدري الماء. يقوم الطبيب بفحص المنطقة المصابة، ورؤية الطفح الجلدي على شكل شريط أو حزام ملتف حول المنطقة المصابة، وأخذ عينة من السائل الموجود بالبثور وإرساله لمعمل التحاليل لفحصه وتأكيد وجود الفيروس الذى سبب الحزام الناري.
هل توجد مضاعفات لمرض الحزام الناري؟
قد يتطور المرض مسبباً مضاعفات خطيرة، منها:
١- ألم عصبي تالي للهربس: بعض الحالات لا يتم شفاؤها كليا فقد تختفي الأعراض لبعض الوقت ويتم الشفاء ولكن يتكرر الألم على فترات متفاوتة، وقد يستمر الألم لثلاثة أشهر حتى بعد زوال البثور، ويتراوح الألم من متوسط إلى شديد.
٢- فقدان السمع أو البصر او شلل: قد يسبب الحزام الناري في الرأس أو الوجه أو قرب العين إلى تلف الأعصاب الموجودة بتلك المنطقة مسببا إلتهابات خطيرة بالعين أو الدماغ؛ مما يؤدي الي صعوبات أو فقد السمع او البصر او شلل بالوجه أو الدماغ.
٣- إلتهابات بالبشرة وعدوى بكتيرية إذا لم يتم العلاج بشكل صحيح؛ مما يؤدي إلى تغير لون البشرة بعد فترة.
علاج الحزام الناري
لا يوجد علاج نهائي، ولكن من الأفضل التدخل الطبي السريع خلال ٧٢ ساعة من الإصابة، للحد من المضاعفات وتخفيف حدة الألم والأعراض. ومن الإجراءات العلاجية التي يتم تدبيرها:
- تناول مضادات الفيروسات مثل: زوفيراكس وفالتركس.
- تناول المسكنات لتخفيف الألم الحاد.
- استخدام كريمات موضعية مهدئة للألم، ومضادة للإلتهاب.
- يمكن استخدام التقنيات الحديثة، مثل: التردد الحراري، حقن جذور الأعصاب ، وذلك لإيقاف الألم، وتتم تحت تأثير المخدر الموضعي و إرشاد الأشعة.
الوقاية من الحزام الناري
تتم الوقاية بأخذ اللقاح المبكر الوقائي من الحزام الناري، مثل:
١- لقاح زوستافاكس.
٢- لقاح شينغريكس.
وذلك لفئات معينة، هي:
- البالغون خمسون عاما فما أكثر، حتى لو كانت صحتهم بخير ومناعتهم قوية.
- التشديد على تلقي من هم أكبر من سبعون عاما للقاح، فمناعتهم أقل ما يكون.
- من سبق لهم الاصابة بجدري الماء
- المصابون بأحد الأمراض المناعية.
- الذين يتلقون علاجا مثبطا للمناعة، مثل: العلاج الكيماوي للأورام، أو أدوية مستقبلي زراعة الأعضاء، حتى وإن كانوا دون الخمسين عاما.
لا ينصح بأخذ المصل او اللقاح للفئات التالية:
١- الحوامل والمرضعات.
٢- المصاب بالحزام الناري حالياً.
٣- من يعاني من حساسية تجاه أحد مكونات اللقاح.
يجب معرفة أن تناول اللقاح لا تمنع الإصابة بالحزام الناري، ولكن تقلل حدة الأعراض وتُحِد من تطور المضاعفات.
إرشادات للتعامل مع الحزام الناري والعلاج منزليا
- تناول غذاء صحي يقوي المناعة.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل.
- الإبتعاد عن الأطعمة الغنية بالسكر والحلوى، والكربوهيدرات المعالجة، والدهون المشبعة.
- إرتداء ملابس قطنية فضفاضة؛ حتى نمنع ملامسة المنطقة المصابة.
- تغطية الجلد المصاب والحفاظ عليه جافا.
- الاستحمام بماء بارد وعمل كمادات ماء بارد، باستخدام قطن وشاش معقم أو قماش نظيف.
- الابتعاد عن الأطفال وعدم ملامسة الآخرين.
إن الحزام الناري هو أحد الحالات الطبية المزعجة والمنتشرة، ولكن لا يعرف عنها الكثير، لذلك يجب فهم أسبابه وإدراك أعراضه؛ حتى يتم التشخيص المبكر وأخذ العلاج فورا، لكي نتلافى الآلام الحادة والمضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن الإهمال أو التأخر في العلاج.
كتابة المقال:
شيماء محمد
المصادر: