التوعية بمرض السكري: الوقاية والعلاج والأساليب الحديثة

شارك عبر

التوعية بمرض السكري أمر مهم للغاية، حيث يساعد في توجيه الأشخاص لاتخاذ خطوات للوقاية من المرض وإدارته بفعالية. هناك عدة جوانب يجب التركيز عليها في التوعية بمرض السكري وهو اضطراب يحدث نتيجةً عدم إنتاج الجسم القدر الكافي من هرمون الأنسولين في الدم، أو لعدم عمل هرمون الأنسولين بصورة طبيعية، وبالتالي يزداد مستوى الجلوكوز في الدم، ويعد الأنسولين هو المسؤول الأول في الجسم عن ضبط مستوى الجلوكوز في الدم عن طريق نقل الجلوكوز من الدم وتخزينه في صورة دهون أو جليكوجين في الكبد، أو تحويله إلى طاقة داخل خلايا الجسم المختلفة، ويتم إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس، وفيما يلي سوف نتناول التوعية بمرض السكري: الوقاية والعلاج والأساليب الحديثة

التوعية بمرض السكري: الوقاية والعلاج

التوعية بمرض السكري يتطلب معرفة أن مرض السكر يتكون من نوعين هما النوع الأول والذي يحدث نتيجة لتلف الخلايا الليمفاوية وهي أحد أنواع الخلايا البيضاء المسؤولة عن مناعة الجسم، وهو ما يؤدي إلى توقف إنتاج الأنسولين من البنكرياس، وقد يحدث هذا النوع في الأعمار الصغيرة، بينما النوع الثاني يحدث نتيجة للسمنة والسموم الناتجة عنها، والتي تؤدي إلى حدوث ما يُطلق عليه مقاومة الأنسولين، وبالتالي يظل الجلوكوز في الدم.

الوقاية من مرض السكري

توجد الكثير من الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها للوقاية من مخاطر مرض السكر خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر عالية للإصابة به مثل العوامل الوراثية أو أمراض السمنة، وفيما يلي سوف نتعرف على الكثير من النصائح للوقاية من مرض السكر مع التركيز على نصائح لمرضى السكري النوع الثاني:

إنقاص الوزن: في حال وجود مشكلات خاصة بالوزن مثل السمنة، يجب العمل على فقد الوزن بشكل مناسب لتجنب الإصابة بمرض السكر خاصة النوع الثاني منه، حيث يعاني المرضى من تراكم الدهون خاصةً في منطقة البطن مثل الكبد، وهو ما يعمل على زيادة الالتهاب ومقاومة الأنسولين، وبالتالي ستزداد خطورة السكري، ولهذا عند فقدان المزيد من الوزن يعمل هذا على تحسين الوضع الصحي للمرضى.

النظام الغذائي: يساعد النظام الغذائي المتوازن خاصة الذي يحتوى على نسب قليلة من الكربوهيدرات والسكريات على تحسين الوضع الصحي لمرضى السكر، حيث يمنع هذا النظام من زيادة الجلوكوز في الدم وبالتالي يحد من نسب الأنسولين كذلك.

شرب الماء: يساعد شرب الماء بكميات وفيرة على تحسين نسب الجلوكوز في الدم، كما يؤدي شرب الماء بكميات كبيرة إلى تقليل كمية المشروبات الضارة الأخرى التي يتم شربها، وبالتالي التحكم في نسب سكر الدم.

التمارين الرياضية: تساعد الممارسة المنتظمة للرياضة مثل التمارين الهوائية أو تمارين القوة على الحماية من مخاطر مرض السكر، حيث تتحسن حساسية خلايا الجسم للأنسولين، وبالتالي تتوازن نسب الأنسولين والسكر في الدم.

رفع نسب فيتامين د: يساهم فيتامين د في ضبط نسب الجلوكوز في الدم، وبالتالي يساهم في الوقاية من مرض السكر، ويمكن الحصول على فيتامين د من خلال التعرض لأشعة الشمس يوميًا بالقدر الكافي، أو تناول زيت كبد السمك، وتعد كمية فيتامين د المناسبة للجسم هي 30 نانوجرام لكل ملليلتر.

الكافيين: يساهم تناول القهوة والشاي على الوقاية من مرض السكر خاصة النوع الثاني منه، حيث يحتوي الكافيين على الإيبيغلاكتشين أو البوليفينول، وهي مواد مضادة للأكسدة تعمل على الحد من مخاطر الإصابة بالسكر من خلال نقص نسب الجلوكوز ورفع حساسية الخلايا للأنسولين.

وقف التدخين: يتسبب التدخين في الكثير من المشاكل الصحية مثل السرطانات وأمراض القلب ومرض السكر خاصة النوع الثاني منه.

كيفية التعامل مع نفسية مريض السكر

نفسية مريض السكر

تردي الإصابة بمرض السكر بنوعيها الأول والثاني إلى تأثر الحالة النفسية والعصبية للمريض، حيث تؤثر نسب الجلوكوز غير المتوازنة إلى حدوث اضطرابات مزاجية وسلوكية لدى مريض السكر، كما يواجه المريض مشاعر كثيرة مثل الغضب والتوتر والحزم، إلى جانب الشعور بالضغط العصبي الناجم عن الشعور بالحاجة الملحة للالتزام المستمر، وفي النهاية يعاني الكثير من مرضى السكر من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق، ومن أعراض الإصابة بالاكتئاب (الشعور باللامبالاة تجاه كثير من النشاطات اليومية، الشعور بالحزن، اضطرابات جسدية ليس لها تفسير كالصداع وآلام الظهر).

وفي مثل هذه الحالات يمكن الوقاية من الإصابة بالاكتئاب من خلال الخطوات التالية:

  • برامج السيطرة الذاتية على مرض السكر: والتي تعمل على الاهتمام وتعزيز السلوكيات التي تساعد المرضى على تنظيم عملية الأيض وتعزيز اللياقة البدنية، والتحكم في حالات نقص الوزن، بالإضافة إلى تعزيز الشعور بالراحة. 
  • الأدوية: يجب الالتزام بتناول الأدوية بشكل منتظم.
  • العلاج النفسي. الأشخاص الذين يخضعون للعلاج النفسي، وخاصةً العلاج السلوكي الإدراكي، قد تتحسن حالة الاكتئاب لديهم. ويمكن أن يساعدهم ذلك في السيطرة على داء السكري على نحو أفضل.

التوعية بمرض السكري الخاصة بالأطفال 

أصبحت الإصابة بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني من الأمور الشائعة خاصة بين المراهقين والأطفال، لهذا أصبح من الضروري للحفاظ على الصحة العامة في المجتمعات المختلفة توعية الآباء بالأعراض والعلامات التي قد تدل على الإصابة بمرض السكر، ومن الضروري استشارة الطبيب المختص في حال ملاحظة أيًا منها، ومن الأعراض التي قد تظهر على الأطفال ما يلي:

  • تكرار التبول: زيادة عدة مرات التبول عن الحد الطبيعي والمعتاد للطفل، إلى جانب عدم القدرة على التحكم في هذه العملية وحدوث التبول اللاإرادي.
  • فقدان الوزن: يعد فقدان الوزن مع عدم تأثر شهية الطفل المعتادة من علامات الإصابة بداء السكر.
  • سرعة الغضب واللامبالاة.
  • العطش الشديد.
  • التهابات في الأعضاء التناسلية.

وفيما يلي سوف نتعرف على أهم الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها لحماية الأطفال من الإصابة بمرض السكر:

  • وفرة الماء: للحفاظ على الترطيب المستمر لجسم الطفل. 
  • الفواكه والخضروات: يجب الإكثار من الأغذية الصحية كالفواكه والخضراوات في النظام الغذائي.
  • تجنب المشروبات الضارة: مثل المشروبات السكرية والغازية والحلويات.
  •  ممارسة الرياضة.
  • تحليل سكر: حيث يجب إجراء التحليل بشكل منتظم.
  • الحفاظ على الوزن الصحي: في حال حدوث زيادة في وزن الطفل، يجب اللجوء للطبيب المختص للحصول على نظام غذائي مناسب للطفل.

طرق علاج مرض السكري 

يتوقف اختيار الطبيب المختص لنظام العلاج المناسب على نوع مرض السكر، وفيما يلي سوف نتعرف على بعض طرق العلاج المتبعة:  

أولاً: علاج النوع الثاني

يتم تحديد العلاج من خلال إجراء الفحوصات المخبرية ونسب الجلوكوز في الدم والأمراض الأخرى التي قد يعاني منها المريض، ومن طرق علاج هذا النوع ما يلي: 

  • نمط الحياة: حيث يجب اتباع نمط حياة أكثر صحية والتزامًا بالنظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية التي يحددها الطبيب المختص وفقًا لحالة المريض، بالإضافة إلى التوقف عن التدخين، علاج ( ارتفاع شحميات الدم، ارتفاع ضغط الدم)، والعلاج بواسطة الأسبرين.
  • الأدوية الفموية: تعتمد بعض الحالات على تناول الأدوية عن طريق الفم مثل الميتفورمين، مثبّطات أنزيم ألفا – جلوكوز، أدوية الببتيدات الشبيهة بـ الغلوكاغون، السلفونيل يوريا، مثبطات ثنائي الببتيديل ببتيداز- 4، ميغليتينيد، الثيازوليدينيديونز.
  • الحقن: والتي كثيرًا ما تكون عبارة عن حقن أنسولين، البراملينيتيد والذي يتم حقنه بحقن مرافقة للأنسولين.
  • متابعة نسب الجلوكوز في الدم: خاصةً خلال النهار.

 ثانيًا: علاج النوع الأول

يتم علاج النوع الأول من مرض السكر من خلال الخطوات التالية: 

  • حقن الإنسولين
  • متابعة نسب الجلوكوز في الدم: والذي يمكن قياسها بأحد الطرق التالية:

1- أجهزة إلكترونية متطورة تحت الجلد.

fingerstick.

2- علاج السكري الحَملي: للحفاظ على الصحة الجيدة للجنين من خلال توازن نسب الجلوكوز في الدم.

3- علاج مقدمات السكري: وهو ما قد يساعد على عودة النسب الطبيعية الجلوكوز في الدم، أو منع ارتفاع نسب الجلوكوز بصورة كبيرة كما يحدث في حالات النوع الثاني.

وبهذا نكون قد تعرفنا على أفضل الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بمرض السكر والتوعية بمرض السكري، كما تعرفنا على أفضل الطرق التي يمكن من خلالها التعايش مع مثل هذا المرض المزمن.

كتابة المقال:

د. نسرين زكريا

المصادر: 

WHO

تابعونا لقراءة المزيد من المقالات الطبية والنصائح الصحية في أكبر مدونة طبية موثوقة.

شارك عبر
Optimized with PageSpeed Ninja