التهابات الجهاز البولي للأطفال: التشخيص، والأعراض، وطرق العلاج …ينمو الطفل ويستطيع بعد بلوغ العام الثالث من عمره أن يتحكم في عملية التبول بدرجة كبيرة، لكن في بعض الأحيان تكون عملية التبول مؤلمة نتيجة إلى حدوث التهابات في الجهاز البولي، سواء في الكليتين أو الحالب وتُسمى عندئذ بالتهابات المسالك البولية العليا، كما يمكن أن تكون بسبب التهابات في المثانة أو مجرى البول، وتُسمى في تلك الحالة التهابات المسالك البولية السفلى. لذلك سنتناول في هذا المقال التهابات الجهاز البولي للأطفال: التشخيص، والأعراض، وطرق العلاج.
التهابات الجهاز البولي للأطفال: التشخيص، والأعراض، وطرق العلاج
بداية نلقي نظرة على كيفية عمل الجهاز البولي.
كيف يعمل الجهاز البولي؟
المسالك البولية” هي أعضاء الجسم التي تصنع البول وتخزنه وتتخلص منه، وهو أحد فضلات الجسم. يتكون البول في الكليتين وينتقل إلى المثانة عبر الحالب (الأنابيب التي تربطهما). تنتج الكلى حوالي 1.5 إلى 2 ليتر من البول يوميًا لدى الشخص البالغ، وأقل عند الأطفال، اعتمادًا على أعمارهم. عند الأطفال، يمكن أن تحتوي المثانة على 1 إلى 1½ أونصة من البول لكل سنة من العمر. على سبيل المثال، يمكن لمثانة الطفل البالغ من العمر 4 سنوات أن تحتوي على 4 إلى 6 أونصات، أي أقل بقليل من الكوب.
تقوم المثانة بتخزين البول حتى يتم إفراغه من خلال مجرى البول، وهو الأنبوب الذي يربط المثانة بالجلد، عند التبول. ينفتح مجرى البول في نهاية القضيب عند الأولاد وأمام المهبل عند الفتيات.
كما تقوم الكلى بموازنة مستويات العديد من المواد الكيميائية في الجسم (الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور وغيرها) وفحص حموضة الدم. يتم أيضًا إنتاج بعض الهرمونات في الكلى. تساعد هذه الهرمونات في التحكم في ضغط الدم، وتعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء، والمساعدة في تكوين عظام قوية.
لا يحتوي البول الطبيعي على بكتيريا، ويساعد التدفق في اتجاه واحد على منع العدوى. ومع ذلك، قد تدخل البكتيريا إلى البول عبر مجرى البول وتنتقل إلى المثانة.
أسباب التهابات الجهاز البولي للأطفال
تحدث الإصابة بالتهابات الجهاز البولي للأطفال نتيجة حدوث عدوى بكتيرية، حيث تغطي الجلد انواع كثيرة ومختلفة من البكتيريا تتواجد بكثرة في منطقة المستقيم والبراز، يمكن أن تنتقل تلك البكتيريا في بعض الأحيان من مجرى البول إلى المثانة وتتكاثر هناك، مما يؤدي إلى إصابة الطفل بالعدوى. تختلف استجابة الأطفال بعضهم عن بعض تبعاً إلى عدة عوامل، تشمل هذه العوامل ما يلي:
النوع: تكون الفتيات أكثر عرضة للإصابة بالتهابات وأمراض الجهاز البولي نتيجة إلى قصر مجرى البول لديهن وقربه من المستقيم.
العمر: يكون الأطفال الذكور أقل من عمر عام، والإناث أقل من عمر أربعة أعوام أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية.
كثرة الإصابة بالإمساك: الأطفال الذين يعانون من كثرة الإصابة بالإمساك، أو فشل عمل المثانة البولية أكثر عرضة عن غيرهم من الأطفال للإصابة بالتهابات الجهاز البولي.
توجد أيضًا عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية، مثل:
التعرض لعدوى في المسالك البولية من قبل.
عدم اكتمال أجزاء المثانة للطفل قبل ولادته.
أعراض التهابات الجهاز البولي للأطفال
تختلف الأعراض ما يلي:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- رائحة بول كريهة.
- بكاء عند التبول.
- قئ أو إسهال.
- ألم في البطن أو الظهر.
- انفعال الطفل دون مبرر.
- ألم عند التبول.
- كثرة التبول.
- سوء التغذية.
- عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية.
- عدم اكتساب الوزن.
تشخيص التهابات الجهاز البولي للأطفال
يقوم الطبيب في البداية بإلقاء بعض الأسئلة على الأم، مثل:
كم كانت تبلغ درجة حرارة الطفل منذ ظهور الشكوى؟
هل يعاني الطفل من ألم أو حرقة وقت التبول؟
هل يعاني الطفل من كثرة الذهاب إلى التبول ليلا؟
هل يعاني الطفل من عدم القدرة على التحكم في البول بالرغم من قدرته على ذلك في الأيام السابقة بصورة طبيعية؟
عندئذ يبدأ الطبيب بطلب بعض التحاليل كالآتي:
تحليل البول: عن طريق أخذ عينة من بول الطفل لمعرفة ما إذا كان مصاباً بعدوى أم لا.
مزرعة البول: يستطيع الطبيب من خلال مزرعة البول التعرف على نوع البكتيريا ومن ثم يستطيع وصف العلاج المناسب للحالة.
علاج التهابات الجهاز البولي للأطفال
تعالج التهابات الجهاز البولي للأطفال باستخدام المضادات الحيوية، يختلف نوع المضاد الحيوي الذي يصفه الطبيب وفقاً إلى عمر الطفل، ونوع البكتيريا المسببة للالتهاب. يُعالج الالتهاب ويختفي تماماً في أغلب الأحيان في غضون سبعة أيام على أكثر تقدير، إذ يشعر الطفل بتحسن بعد تناوله الجرعات الثلاثة الأولى من المضاد الحيوي، إلا أنه يجب على الوالدين إكمال إعطاء الطفل جرعات المضاد الحيوي كاملة حتى بعد شعوره بالتحسن لمنع حدوث الإصابة مرة أخرى بعد مضي وقت قصير. لكن إذا ظلت الأعراض شديدة بعد تناول الجرعات الثلاثة الأولى من المضاد الحيوي يجب التوجه إلى المستشفى فوراً.
يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية المسكنة أو خافض الحرارة إذا كانت الحرارة فوق ٣٨ درجة سيليزيوس.
كيفية الوقاية من التهابات الجهاز البولي للأطفال
توجد عدة نصائح يجب اتباعها لوقاية الطفل من الإصابة بالتهابات المسالك البولية، من أهمها ما يلي:
الرضاعة الطبيعية، حيث تعد الرضاعة الطبيعية الكاملة خاصة أول ستة أشهر من عمر الطفل وسيلة هامة جدا لاكتساب الطفل مناعة ضد العدوى، مما يقلل إصابته بالتهاب المسالك البولية.
تدريب طفلك على عدم ترك تلك المنطقة مبللة، وأن يقوم بتنشيفها جيداً من الأمام إلى الخلف.
الاهتمام بعلاج الإمساك سريعاً.
تشجيع الطفل على عدم حبس البول أو البراز، وسرعة الذهاب إلى المرحاض عند الحاجة.
ارتداء الأطفال ملابس داخلية قطنية.
عدم استخدام الصابون المعطر.
شرب كمية كبيرة من الماء.
أسئلة شائعة حول التهابات الجهاز البولي للأطفال: التشخيص، والأعراض، وطرق العلاج
كيف أعرف أن طفلي مصاب بالتهاب المسالك البولية؟
يمكنك معرفة احتمالية إصابة طفلك بالتهابات في المسالك البولية إذا ارتفعت درجة حرارته ارتفاع طفيف، مع وجود ألم أو بكاء عند التبول، ووجود رائحة كريهة للبول. إذا ظهرت تلك الأعراض يجب عليك سرعة التوجه إلى الطبيب المختص لوصف العلاج المناسب لحالة طفلك.
هل التهابات المسالك البولية للأطفال خطيرة؟
يمكن أن تتحول التهابات المسالك البولية للأطفال من حالة بسيطة إلى خطيرة إذا أُهمل علاجها، لذلك يجب سرعة التوجه إلى الطبيب لعلاج التهابات المسالك البولية قبل تفاقمها.
هل يمكن علاج التهاب المسالك البولية للأطفال دون تناول المضاد الحيوي؟
يمكن شرب الكثير من الماء من ستة إلى ثمانية أكواب من الماء يومياً، إذ يساعد كثرة التبول على طرد البكتيريا العالقة في مجرى التبول، لكن يُنصح أولاُ باستشارة الطبيب لمعرفة هل تستدعي حالة الطفل إلى تناول المضاد الحيوي أم لا.
ختاما، تناولنا في هذا المقال التهابات المسالك البولية للأطفال، التشخيص، والأعراض، وطرق العلاج. لا داعي للقلق من إصابة طفلك بالتهابات المسالك البولية، فهي ليست أمراً خطيراً إذا عولجت سريعاً، كما يمكن الوقاية منها باتباع بعض العادات اليومية البسيطة.
كتابة المقال:
د. ميرا نادي
المراجع: