التطورات الحديثة في علاج مشاكل النوم: مقارنة بين أنواع الأدوية وتأثيراتها.. يعد الأرق من أكثر المشاكل التي تزعج الكثيرين وتؤثر على حياتهم ونشاطهم بصورة ملحوظة. دائماً يبحث من يعانون من الأرق على التطورات الحديثة في علاج مشاكل النوم، كما أنهم يقومون بعقد مقارنة بين أنواع الأدوية وتأثيراتها على صحتهم العامة، وقدرتها على حل مشكلة الأرق لديهم. وحرصاً منا على مساعدتك في هذا الأمر سنلقي الضوء في هذا المقال على التطورات الحديثة في علاج مشاكل النوم، ونعقد لك مقارنة بين أنواع الأدوية وتأثيراتها المختلفة.
التطورات الحديثة في علاج مشاكل النوم: مقارنة بين أنواع الأدوية وتأثيراتها
نبدأ أولاً بتعريف الأرق:
يخلط البعض أحياناً بين قلة النوم، واضطرابات النوم لكنهما في حقيقة الأمر مختلفان. تعرف اضطرابات النوم بأنها حالة الأرق التي تصيب البعض وقت النوم ليلاً مما يؤثر على الفرد تأثيراً سلبياً على نشاطه وعمله خلال فترة النهار، بينما قلة النوم لا تعني الأرق فربما يقل وقت النوم ليلاً نتيجة لظروف العمل أو أي سبب آخر لكن يستطيع الفرد النوم المتواصل دون أن ينتابه الأرق خلال فترة النوم.
تنقسم قلة النوم إلى قسمين:
قلة النوم المزمن: هي قلة عدد ساعات النوم المستمر لفترة زمنية طويلة.
قلة النوم الحاد: هي إبقاء الفرد في حالة يقظة عدد ساعات طويلة ما يقرب من 16 ساعة يومياً دون أخذ قيلولة خلالها.
تتراوح عدد ساعات النوم الكافية للجسم من 6 إلى 8 ساعات ليلاً يومياً. تجدر الإشارة إلى اختلاف دورة النوم تبعاً لاختلاف الجنس والعمر، فكلما تقدم العمر قل احتياج الفرد للنوم ساعات طويلة.
تأثير اضطرابات النوم على الأطفال
لا تؤثر فقط مشاكل النوم على البالغين فقط إنما تؤثر أيضاً على الأطفال بصورة ملحوظة جداً. يتأثر استيعاب وتركيز الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النوم تأثيراً كبيراً، كما يمكن أن يصاب بعض منهم بأمراض مختلفة مثل:
- الاكتئاب.
- القلق.
- طيف التوحد.
- فرط النشاط.
- تشتت الانتباه.
تختلف أسباب اضطرابات النوم من شخص لآخر لكن تعد من أهم أسباب اضطرابات النوم الإصابة بالأمراض المختلفة مثل:
- الحساسية.
- الربو.
- الارتجاع المعدي المريئي.
- الألم المصاحب لمختلف الأمراض.
- انقطاع التنفس الليلي.
- اضطرابات القولون.
- الإصابة بالأمراض المزمنة: مثل ارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري.
- اضطرابات المزاج ثنائي القطب.
- صك الأسنان اللاإرادي وقت النوم.
- الإصابة بنزلات البرد.
- فصام الشخصية.
هذا ما يتعلق باضطرابات النوم المصاحبة لوجود حالة مرضية، لكن توجد أسباب أخرى كثيرة تتسبب في حدوث اضطرابات النوم، نذكر بعضها على سبيل المثال في النقاط التالية:
- بيئة النوم غير المريحة.
- كثرة الكوابيس خلال فترة النوم.
- أخذ فترات قيلولة طويلة أثناء النهار.
- تناول المنبهات مثل الشاي، والقهوة، والشيكولاتة كثيراً خلال اليوم.
- الحمل خاصة في أشهر الحمل الأخيرة، حيث تعاني المرأة من اضطرابات النوم مع كبر حجم الجنين، أو حركته. كما تعاني أحياناً من صعوبة في التنفس وقت النوم، والحموضة، والتقلصات العضلية خلال فترة النوم أيضاً.
الأدوية المستخدمة لعلاج مشاكل النوم
يمكن أن يستدعي الأمر أحياناً إلى الذهاب للطبيب وتناول بعض الأدوية التي تساهم في حل مشكلة اضطرابات النوم، سنذكر لك أهم هذه الأدوية وآلية عمل كل منها في الآتي:
فئة البنزوديازيبينات
تعرف أيضاً باسم ناهضات مستقبلات البنزوديازيبين. يتحدد عمل هذه الفئة من الأدوية في منطقة معينة من المخ، حيث تعمل على زيادة أحد النواقل العصبية في المخ تسمى حمض جاما أمينوبيوتيريك. يعد هذا الحمض هو المسئول عن النوم، حيث يعمل على تقليل الفترات التي تحتاجها حتى تدخل في النوم، أيضاً يعمل على زيادة فترات النوم. تستخدم هذه الأدوية فترات قليلة فقط لا تتعدى الأربعة أسابيع، حيث يسبب استخدامها إدمان الفرد عليها وقلة فاعليتها، كما يتسبب أيضاً في حدوث حوادث السير أو السيارات، كما أنها تسبب حدوث مشاكل في الذاكرة خاصة عند كبار السن. لذلك يلزم تناولها تحت إشراف ومتابعة الطبيب.
فئة اللابنزودديازيبينات
تتشابه آلية عمل فئة اللابنزوديازيبينات مع فئة البنزوديازيبينات تماماً، حيث أنها مسئولة أيضاً على زيادة حمض جاما أمينوبيوتيريك. إلا أنه يعد أقل ضرراً من البنزوديازيبينات.
فئة الإسوبيكلون
تعمل فئة الإسوبيكلون على تحسين وزيادة وقت النوم، يمكن استخدام هذا الدواء فترة أربعة أسابيع أيضاً. يمكن أن يسبب فرط تناوله أيضاً في حدوث بعض المشاكل مثل، الشعور بالنعاس والدوخة خلال طوال اليوم، لذا يجب ضرورة تناول الدواء تحت إشراف طبيب حيث يتم تناوله على جرعات مختلفة وفقاً لدرجة اضطراب النوم.
ناهضات الميلاتونين
يتحدد عمل ناهضات الميلاتونين على تحفيز مستقبلات هرمون الميلاتونين. يعرف هرمون الميلاتونين بأنه الهرمون المسئول عن الدخول في حالة النوم والاسترخاء، لذلك يعد أحد أهم الأدوية المسئولة عن تحسين وزيادة فترات النوم ليلاً. يمكن أن تتسبب ناهضات الميلاتونين أيضاً في حدوث بعض المشكلات مثل، الدوخة والصداع، والشعور بالتعب خلال فترة النهار. إلا أنه يتميز في إمكانية الاستمرار عليه دون حدوث آثار جانبية معقدة، كما أنه لا يسبب الإدمان. لكن يلزم تناوله تحت إشراف ومتابعة الطبيب حتى يصف لك الجرعات المناسبة حسب حالتك.
مضادات مستقبلات الأوركسين
تعمل مضادات مستقبلات الأوركسين على الحد من عمل مادة الأوركسين. يعرف الأوركسين بأنه المسئول عن تنظيم النوم والاستيقاظ عن طريق تعزيز الاستيقاظ. لذلك تستخدم مضادات الأوركسين لتحسين جودة النوم عن طريق تقليل عدد مرات الاستيقاظ خلال النوم. تشمل مضادات مستقبلات الأوركسين ما يلي:
فئة السوفوريكسانت
تستخدم فئة السوفوريكسانت في علاج الأرق وصعوبة الدخول في النوم. يمكن أن يتسبب السوفوريكسانت في الشعور بالتعب والإرهاق، والنعاس في اليوم التالي.
فئة الليمبوريكسانت:
يعمل الليمبوريكسانت على تحسين جودة النوم من خلال الحد من تقطع النوم. تتميز فئة الليمبوريكسانت في أنها لا تسبب النعاس في صباح اليوم التالي.
توجد أيضاً بعض الأدوية الأخرى التي يمكن أن تستخدم في علاج الأرق، من أمثلتها:
الأدوية المضادة للاكتئاب، والذهان، والأرق.
يجب استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي من الأدوية السابقة، حتى يتم تناولها، وسحبها أيضاً بطريقة صحيحة لا تسبب لك حدوث آثار جانبية.
تمارين الاسترخاء قبل النوم
إذا كان الأمر لا يستدعي تناول الأدوية، يمكنك تحسين جودة النوم عن طريق القيام ببعض تمارين الاسترخاء قبل وقت النوم مع إضاءة الغرفة إضاءة خافتة حتى تساعدك على الاسترخاء سريعاً. تتعدد تمارين الاسترخاء وتتضمن الآتي:
ارتخاء العضلات التدريجي
يمكنك القيام بتمارين استرخاء العضلات التدريجي عن طريق:
الاستلقاء على الفراش، وأخذ نفس عميق مع شد مجموعة عضلات واحدة من الجسم( مثل عضلات الفخذ) لمدة 5 دقائق.
قم بالزفير مع إرخاء العضلات المشدودة.
ركز مع شعور الراحة الناجم عن استرخاء العضلات.
كرر هذا الأمر مع باقي عضلات الجسم مثل عضلات البطن وغيرها، وفي كل مرة ركز مع شعور الراحة الناتج عن استرخاء العضلات.
تمرين 4-7-8
يمكنك القيام بهذا التمرين عن طريق الخطوات الآتية:
افتح فمك وابعد شفتيك عن بعضهما البعض.
اضغط شفتيك على بعضهما البعض، ثم قم بالشهيق لمدة 4 ثوان عن طريق الأنف.
احبس نفسك لمدة 7 ثوان.
اخرج الزفير من الفم لمدة 8 ثوان.
كرر الخطوات السابقة عدة مرات حتى تشعر بالاسترخاء التام.
تمرين تقييد النوم
قم بتسجيل الوقت الذي تقضيه في النوم في مذكراتك.
اذهب إلى الفراش قبل ذلك الوقت بثلاثين دقيقة فقط.
ستحصل على قدر أقل من النوم في البداية، لكن مع الاستمرار سوف تجد نفسك منهكاً لدرجة الدخول في النوم العميق. سوف تزيد عدد ساعات نومك تدريجياً باتباع تلك الطريقة.
ختاماً، تناولنا في هذا المقال التطورات الحديثة في علاج مشاكل النوم: مقارنة بين أنواع الأدوية وتأثيراتها، وأحدث تمارين الاسترخاء التي تبين للدارسين مدى فاعليتها في تحسين جودة النوم والحد من شعورك بالأرق طوال فترة النوم.
كتابة المقال:
د. ميرا نادي
المراجع
https://www.webmd.com/sleep-disorders/insomnia-latest-research