التحديات النفسية للأطفال في مرحلة الروضة والمدرسة.. انتشرت في الفترة الأخيرة اضطرابات القلق بين الأطفال كما هي منتشرة بين البالغين، ولكن الكثير منا لا يعلم أن الاضطرابات النفسية تصيب الأطفال كما البالغين تماماً، وخطورتها كبيرة بالنسبة للأطفال وذلك لأنها: –
- تؤثر على الطفل في مراحل النمو المختلفة.
- صعوبة تعبير الطفل عن شعوره وما يواجهه من تحديات.
لذا في هذه المقالة عن التحديات النفسية للأطفال في مرحلة الروضة والمدرسة سنلقي الضوء علي بعض المشكلات التي تواجه الأطفال في مرحلتي الروضة والمدرسة، تابعونا.
نبدأ أولاً :- الفرق بين الخوف والقلق
من التحديات النفسية للأطفال الخوف والقلق هما نوعان من المشاعر الطبيعية تماماً يواجهها البشر كافة ولكن هناك بعض الاختلافات بينهم.
- تعريف الخوف: هو رد فعل فوري يواجهه الطفل عند خوفه من شئ محدد مثل الخوف من الظلام أو من حيوان معين وتتميز مشاعر الخوف بأنها مؤقتة تزول بمجرد انتهاء الموقف المحفز لها.
- تعريف القلق: نوع من أنواع التوتر طويل الأمد ومستمر كلما وقع الطفل تحت تأثير الموقف المسبب للتوتر، يمكن أن يكون القلق بسبب محدد ومعروف ومن الممكن أن يكون عام بدون التعرض لموقف واحد ومعين وفي الغالب ينتج عنه أعراض جسدية مثل الشد العضلي، زيادة ضربات القلب، ألم البطن وغيرها من الأعراض.
متى يصبح القلق اضطراب؟
عندما يكون شديد لا يتناسب مع السبب الاساسى في ظهوره، وكذلك يكون مستمر لأكثر من ستة أشهر، يعيق الطفل عن القيام بما هو مطلوب منه والأهم من ذلك كله لا يتناسب مع مرحلة نمو الطفل.
وبالرغم من شيوع حالات القلق بين الأطفال إلا أنها نادر ما يتم ملاحظتها وبالتالي لا يتم علاجها.
التحديات النفسية للأطفال التي تؤثر على الصحة النفسية
هناك أنواع من اضطرابات القلق تحدث بين الأطفال في تلك المرحلة تؤثر على الصحة النفسية نذكر منهم ما يلي:-
أولاً :اضطراب قلق الانفصال
هو من أصعب التحديات النفسية للأطفال وهو من أنواع اضطرابات القلق يصيب كل الأطفال كجزء من مرحلة النمو، ويكون طبيعي لدى الأطفال الرضع الأكبر في العمر ويستمر إلي مرحلة الطفولة المبكرة، ولكن عند وصول الطفل لسن 6 سنوات ولازال لديه قلق من الانفصال يصبح لدى الطفل ما يعرف باسم اضطراب قلق الانفصال.
أسباب الإصابة باضطراب قلق الانفصال
- التعلق الغير الآمن من قبل الطفل بولي الأمر(الأب أو الأم).
- الإفراط في الحماية من قبل الأب والأم وإحكام السيطرة على الطفل.
- الميل إلي القلق بسبب العوامل الوراثية والبيئية التي تعجل بظهور العامل الوراثي كأن يكون أحد الوالدين لديه اضطراب القلق فينقله للطفل من خلال التربية.
- الأحداث المؤلمة مثل طلاق الوالدين أو وفاة أحدهم.
ما الذي يظهر علي الطفل عند الإصابة باضطراب قلق الانفصال؟
يظهر علي الطفل عدد من العلامات التي تعتبر من معايير التشخيص لدي الاخصائي النفسي وهي:-
- خوف مفرط وقلق شديد غير متناسب مع مرحلة نمو الطفل عند الانفصال عن ولي الأمر.
- بكاء شديد ومستمر عند رحيل ولي الأمر وترك الطفل في المدرسة أو الروضة.
- القلق وتجنب الخروج وترك المنزل.
- تتبع ولي الأمر من مكان إلى آخر داخل المنزل والنفور من البقاء بمفرده.
- الخوف المفرط من وقوع أي أذى، مرض، أو أي شئ قد يؤدي إلى الانفصال.
بالرغم من أن الطفل عند بلوغه 6 سنوات يجب أن يكون يكون مدرك أن غياب ولي الأمر عند وجوده في الروضة او المدرسة يكون لفترة مؤقتة فقط، ولكن عند الأطفال المصابين بذلك الاضطراب لا يستطيع الطفل استيعاب ذلك ويظن أنه لن يرى الأم أو الأب مرة أخري، ويبدأ في الذعر والخوف المفرط.
ثانيًا : اضطراب الرهاب النوعي
من أشهر التحديات النفسية للأطفال, يبدأ هذا الاضطراب في سن 7 سنوات وفي الغالب ما يكون بسبب التعرض للخوف الشديد من الظلام مثلا، أو من حيوان ما، أو مشاهده شئ مخيف، أو ملاحظة آخرون ينتابهم الشعور بالخوف من شئ ما.
معايير التشخيص
- قلق وخوف شديد عند التعرض لموقف محدد يثير رعب وخوف الطفل.
- البعد وتجنب أي شئ قد يثير الخوف والقلق لدى الطفل.
- التشبث في ولي الأمر وبكاء الطفل الشديد.
- الإصابة ببعض الأعراض الجسدية مثل ضيق التنفس، فقد القدرة على الحركة، وفي بعض الحالات الشديدة قد يصل إلى فقدان الوعي.
ثالثا: الرهاب الاجتماعي
وبالرغم من أن هذا النوع من اضطرابات القلق ينتشر أكثر شئ بين المراهقين إلا أن هناك نوع منه يصيب الأطفال في مرحلتي الروضة والمدرسة، وهو الصمت الانتقائي بمعنى أن يكون الطفل متحدث جيد واجتماعي ولكن في محيط الأسرة أو العائلة، ويكون صامتاً بشكل تام في المدرسة أو الروضة ولا ينخرط مع زملائه وأقرانه من نفس المرحلة السنية.
الاكتئاب عند الأطفال
لا يصيب الاكتئاب البالغين فقط ولكنه يصيب الأطفال ويعتبر من أصعب التحديات النفسية للأطفال وتكون أعراضه مختلفة عن البالغين.
فما هي أعراض إصابة الطفل بالاكتئاب؟
- تغيرات المزاج مثل الحزن المستمر أو الغضب.
- الأرق وتغيرات النوم بسبب تكرار الكوابيس والأحلام المزعجة.
- تغيرات الشهية مثل كثرة تناول الطعام أو عدم الرغبة في تناول الطعام.
- الشعور بالذنب :في الغالب يميل الطفل إلى تحميل نفسه للذنب في أي موقف قد يحدث مثل مرض أحد الوالدين أو غيره من المواقف دون أن يكون له دخل بذلك الموقف.
- فقدانه للاهتمام للكثير من الأنشطة المفضلة له في السابق.
- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية وتفضيله للعزلة.
- الصمت وعدم الرغبة في التحدث والتفاعل مع الأهل أو الأصدقاء.
- ظهور بعض المشاكل السلوكية على الطفل مثل العناد أو ميل الطفل إلي أن يكون عدواني رغبة منه في لفت نظر الوالدين والحصول على أهتمامهم.
عند ملاحظة أي من العلامات والأعراض السابقة على الطفل لابد من التوجه إلى المختص النفسي لتقييم حالة الطفل ووضع الخطة المناسبة لعلاجه.
ومن الجدير بالذكر أن الاكتئاب عند الأطفال قد يكون بسبب التعرض لبعض الأحداث نذكر منها:-
- التنمر يؤثر بشكل كبير على صحة الطفل النفسية.
- التغيرات في البيئة المحيطة بالطفل مثل الانتقال من مدرسة إلى أخرى، أو البعد عن الوالدين.
- الصدمات النفسية مثل وفاة شخص مقرب من الطفل.
- المشاكل الأسرية والنزاعات بين الوالدين، أو حدوث الانفصال.
التحديات الأكاديمية والتعليمية
١- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
من التحديات النفسية للأطفال هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب عصبي نمائي منتشر بكثرة بين الطلاب في سن المدرسة وهو يؤثر بشكل كبير على علاقات الطفل الاجتماعية وعلى أدائه الدراسى بشكل كبير.
٢-صعوبات التعلم.
وهي تعتبر مجموعة من الاضطرابات الناتجة عن إصابة الطفل بفرط الحركة وتشتت الانتباه أو حتى الإصابة باضطراب طيف التوحد، وهي تعني عدم قدرة الطفل على استيعاب المعلومات وكذلك عدم القدرة على استخدامها أو استرجاع المعلومات بكفاءة
وهي تشمل العديد من الأنواع منها:-
- صعوبات تعلم القراءة.
- صعوبات تعلم الحساب.
- صعوبات تعلم الكتابة.
في ختام مقال التحديات النفسية للأطفال في مرحلة الروضة والمدرسة يجب أن ندرك أن تلك التحديات ليست بسيطة ولابد لنا من الأهتمام بها مثلما نهتم بالصعوبات والمشاكل التعليمية، تلك التحديات سالفة الذكر تؤثر على الطفل في مراحل تطوره ونموه وعدم علاجها يؤدي إلى حدوث اضطرابات في شخصية الطفل في سن البلوغ، لذا يجب علينا الاهتمام وإعطاء الطفل حاجته من الدعم النفسى والعاطفى وكذلك إشباع حاجاته من الأمان والانتماء ليستطيع تجاوز تلك المرحلة شديدة الحساسية من حياته بسلام.
كتابة المقال: دينا سعيد
المصادر:
تابعونا لقراءة المزيد من المقالات الطبية والنصائح الصحية قي أكبر مدونة طبية موثوقة