يعد الحفاظ على صحة الطلاب الجسدية، والنفسية أمراً شديد الأهمية، وكذلك أيضاً لتحسين قدرتهم الاستيعابية، لذلك سنتناول في هذا المقال البيئة المدرسية وتأثيرها على صحة الطلاب.
تبين أن البيئة المدرسية تؤثر إيجابياً أو سلبياً على إنجازات الطلاب الدراسية، لذلك يتوجب علينا الحرص التام لتفقد أماكن حفظ الطعام باستمرار، وترشيد استهلاك المياه، وتوفير إضاءة مناسبة، وأماكن للعب آمنة على سلامة وصحة الطلاب.
من هنا يجب أن تحرص المدرسة على تقديم برامج تربوية وتعليمية متنوعة، من أجل إكساب المتعلمين الخبرات والمعلومات لمسايرة التطورات التي تحدث في البيئة ولأجل التعايش مع الآخرين، وذلك من خلال التركيز على المهارات الأساسية والمهارات العصرية الحديثة التي تؤدي للوصول إلى بعض المهارات العقلية وتمارين العقل، مثل التفكير وجمع المعلومات والقيام بحل المشكلات. كل ذلك يجب أن يكون في جو يسوده المتعة، والنشاط، والحيوية، والصحة النفسية، والبدنية لتحفيز الطلاب على التعليم وتحمل الصعاب للحصول على المعلومات القيمة التي تفيدهم في حياتهم.
البيئة المدرسية وتأثيرها على صحة الطلاب
لاشك أن الطالب الذي يجري امتحان في غرفة هادئة يحصل على درجات عالية، أما الطالب الذي يجري نفس الامتحان في غرفة صاخبة لم يتحصل على شيء؛ يرجع ذلك إلى تأثير البيئة المدرسية على درجة تركيز واستيعاب الطالب، وهذا ما ينعكس بشكل إيجابي على أدائه الأكاديمي وكذلك مستوى نموه ونضجه العاطفي والنفسي.
تشجع البيئه المدرسية المتطورة المعلمين على أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه، وأن يكونوا بارعين في ما يفعلونه بدلاً من معاملتهم السلبية للطلاب؛ ولكي تساعد البيئة المدرسية الطلاب على النمو والإنجاز لابد من توافر عدة عوامل، تشمل ما يلي:
- هيكل الفصل الدراسي:
يتضح أن الفصول الدراسية القائمة على الهدوء والرقي والأفعال الإيجابية أفضل بكثير من الفصول الدراسية القائمة على الصخب والتشتيت، وهناك ارتباط قوي ما بين التغييرات البيئية التي تحدث في الفصل الدراسي والنجاح الأكاديمي. يرتبط ذلك أيضاً بجودة البيئة والأنشطة التي يتم ممارستها داخل الفصل، كما يرجع ذلك إلى طرق التدريس الحديثة والتفاعلية التي تعتمد على أساليب التقنية الحديثة.
كذلك الألعاب في البيئة الهادئة تكون حافزاً كبيرًا للأداء الأكاديمي، كمل تساهم الأنشطة التي تحدث داخل بيئة الدراسة الأطفال على امتلاك مهارات اجتماعية وقيادية مع زيادة الثقة في شخصية الأطفال.
- ألوان البيئة المدرسية:
تلعب ألوان البيئة المدرسية دورًا مهمًا في تشجيع وتفاعل الأطفال داخل حجرة الدراسة، تؤثر الألوان على الحالة المزاجية والعاطفية للطلاب، ويستخدمونها لتحسين عملية التعليم ولها تأثير قوي على الحالة المزاجية.
لذلك يختار الطلاب دائماً اللون الأصفر لأن به تفاعل إيجابي أكثر من اللون الأحمر، ينجذب الطلاب عادة إلى اللون الأحمر لكنه يعمل على ارتفاع ضغط الدم، والقلق والتوتر لدى الأطفال، لذلك تختار بعض المدارس اللون الأصفر الإيجابي لأنه يساعد على إبقاء الطلاب متفاعلين ومشاركين خلال حجرة الدراسة.
- جودة البنية التحتية:
تتمثل جودة البيئة التحتية في المباني المكيفة، والعيادات المجهزة للعناية بالطلاب، ووجود لوحات تفاعلية، ووسائط متعددة تساعد الطلاب على التعلم بطرق مبتكرة وحديثة للوصول إلى أداء أكاديمي أفضل، كما توفر جودة البنية التحتية أحدث الأدوات والعناصر في مختبرات العلوم، والحاسب الآلي، ويجب تحديثها بشكل مستمر لزيادة مهارات الطلاب.
- إضاءة مساحات الدراسة:
اكتشف العلماء أن الطلاب الذين يتعلمون في بيئة مضاءة يُحققون درجات أعلى بنسبة 20% من الموجودين في بيئة دراسية خافتة، والضوء الطبيعي يحسن المزاج ويقلل من مشاعر التوتر والقلق. يجب أيضاً محاولة الاستفادة من ضوء الشمس بوضع المكاتب بالقرب من النوافذ واختيار غرف دراسية تتعرض يوميًا للشمس، وتجنب مصابيح الفلورسنت لأنها تسبب الوهج وتجعل الطالب يشعر بالتعب والإرهاق.
- عدم وجود ضوضاء:
ثبت علميًا أن الدراسة في بيئة هادئة تكون أكثر تركيزًا منها في وجود ضوضاء ولكن لا بأس من انخفاض مستوى الضوضاء للتشجيع والتحفيز لأن الكثير من الضوضاء قد يكون مصدر إزعاج وتشتيت مثل الهواتف المحمولة والأجهزة التي يكون لها تأثير سلبي، لذلك يجب العمل على تطوير بيئة هادئة لتمكن الطلاب من التعلم بشكل أكثر فاعلية.
- الأجواء النفسية:
لا تقتصر الدراسة على الجوانب المادية فقط بل تشمل الأجواء النفسية إذ تضمن البيئة المدرسية للطفل الشعور بالأمان والرغبة في التطور والإنجاز، ومن الضروري أن تتسم بالايجابية وتكون خالية من التنمر والتحيزات العنصرية ، حتى لا يشعر الطفل بالتوتر والقلق وعدم الراحة، ولا تتأثر تخيلات الطلاب بالنسبة لمستقبلهم بالسلب،
ويستطيع الطلاب القدرة على التحصيل الأكاديمي بشكل أفضل من خلال تعزيز دوافعهم الإيجابية بداخلهم وتحفيز نفسيتهم حول التعلم. هذا مايجعلهم يطمحون للإلتحاق بالجامعة، ويقلل من ممارسة السلوكيات الخطرة فتنخفض احتمالية إصابتهم بالاكتئاب ويزداد الشعور بالتفاؤل والتفكير الإبداعي والقدرة على حل المشكلات مما ينمي قدراتهم الإبداعية الفريدة.
الأمراض التي تنتقل بين الأطفال نتيجة عدم التهوية
توجد عدة أمراض يمكن أن تنتقل بين الأطفال نتيجة عدم التهوية وبسبب جفاف الهواء في موسم الشتاء، كذلك بسبب الاحتكاك في التعامل فيما بينهم. تشمل هذه الأمراض:
أمراض الحمى والسعال، ويؤكد بعضهم أن أكثر أنواع العدوى انتشارا بين الأطفال هي البرد، والتهاب الحلق، والتهاب الجلد، والتهاب الملتحمة، وانتشار القُمَّل بينهم .
ومن طُرق انتقال العدوى بين الأطفال بعد عودتهم إلى المدارس التلامس المباشر، أو من خلال الأسطح المختلفة التي علقت بها الفيروسات أو البكتريا مثل الأدراج ومقابض الأبواب. يُنصح في حالة وجود أعراض مرضية ضرورة استشارة الطبيب المختص لتحديد السبل وتقديم الرعاية الصحية المناسبة.
نصائح لتقليل خطر انتشار الأمراض بين الأطفال مع العودة إلى المدارس
لتقليل خطر الإصابة بالالتهابات الفيروسية أو البكتيرية للحفاظ على صحة الطلاب ينصح الأطباء بما يلى:
- على كل الأطفال ارتداء الكمامة والحصول على التطعيمات اللازمة ضد العدوى.
- الحرص على نوم الطفل يومياً مع أخذ قسط من الراحة لأن النوم يساعد على الاسترخاء ويكافح العدوى.
- يجب أن يتناول الأطفال وجبة متكاملة وحرص الأهل على اتباع نظام غذائي سليم لأطفالهم.
- عدم مشاركة الطعام مع أحد لتقليل خطر انتقال مسببات الأمراض.
- يجب على الأطفال الحفاظ على التباعد الإجتماعي قدر المستطاع
- توجيه الأطفال على أن يغسلوا أيديهم بانتظام.
- يجب إعطاء الأطفال مصل انفلونزا عند اقتراب موسم الانفلونزا بعد استشارة الطبيب.
أهمية الهواء النقي والماء النظيف في الفصول الدراسية
للهواء النقي والماء النظيف في الفصول الدراسية أهمية كبيرة لذلك لابد أن يكون الهواء داخل المدارس نقياً. لا يدرك الكثير من الناس مدى سوء جودة الهواء داخل المدارس بسبب المساحات المغلقة غير جيدة التهوية مما يؤدي إلى الإعياء، والصداع، والسعال، والدوخة، وتحسس العيون، والأنف، والحنجرة بسبب تلك الأماكن المغلقة .
توجد حقيقة علمية أن الأجواء الداخلية للبيئة المدرسية التي تتسم بجودة هواء سيئة يعاني طلابها من حساسية وربو، وهذا يدعو إلى قلق الآباء والأمهات لأن الأماكن المغلقة غير جيدة التهوية تؤثر تأثيراً سلبياً على صحة الطلاب وعلى أدائهم الأكاديمي.
تساعد تحسين جودة الهواء على تقليل حالات التغيب نظراً لتقليل إحتمالية التعرض للمرض، وتحسين نوعية الهواء. لا يقتصر هذا على البيئة التعليمية الصحية فحسب، بل تترك أثرًا ايجابياً على تركيز الطلاب وأدائهم الأكاديمي، وعندما يعود الطلاب الى المدارس فمن الأفضل الحرص على تحسين جودة الهواء وخاصة في المساحات المغلقة لتقليل غياب الطلاب الناتج عن المرض، الأمر الذي من الممكن أن يساهم في تحسين الأداء الإجمالي للطالب ويمثل نجاحاً باهراً في المستقبل. وعلى الأباء وأولياء الأمور للطلاب المتابعة مع مسؤولي المدرسة للتأكد من تحسين جودة الهواء والحرص على كونها أولوية أساسية، وهناك بعض التطبيقات التي تساعد على تحسين جودة الهواء في المدارس وهي:
١_ التهوية الكافية وضبط مصادر التهوية
يجب على المسؤولين في المدارس التأكد من التهوية الكافية وضبط مصادر الهواء، وعمل نُظُم للتهوية بشكل صحيح، بجانب خضوعها للفحص المستمر والصيانة لها مع تغيير الفلاتر بشكل دائم.
٢_ رصد نوعية الهواء وجودته
يجب على إدارة المدرسة التعاون مع خبير مختص بجودة الهواء في الأماكن الداخلية ولا يمكن معرفة جودته ونوعيته إلا بقياس جودته.
٣_ برنامج شامل للتنظيف
لابد من إعداد برنامج شامل للتنظيف في المدرسة، إذ أن ذلك الأمر هاماً لكل فرد في المجتمع المدرسي التنظيف لتحسين جودة البيئة الداخلية فيه. يتوجب الحرص الشديد على تنظيف الممرات وأرضيات الصفوف بالماء، وإزاله الغبار على الأسطح باستمرار بواسطة مواد التنظيف غير السامة والطلاء الصحي وتحديد مصادر الرطوبة والقضاء عليها لما تسببه من عفن وهذا يمكن تقليل انتشار الأمراض المعدية مسببات الربو والحساسية.
٤_ المدارس الخالية من المعطرات
ان العطور والروائح يمكن أن تساهم في انخفاض جودة الهواء في المناطق الداخلية وأن تسبب انزاعاجاً وتحسس للطلاب والمعلمين، وهناك الكثير من الناس قد يصاب بتأثيرات جسدية عند التعرض للمنتجات العطرية ويعاني عدد كبير من أعراض حادة وخاصة لتلك المنتجات والمواد الكيميائية. يقول مرضى التحسس إن الروائح يمكن أن تسبب لهم الإصابة بنوبة تحسس حتى وإن كانت بأصغر الكميات.
يجب على الآباء والأمهات تشجيع مدارس أطفالهم على التقليل من استخدام منتجات معطرة في المدارس لأنها قد تسبب لهم نوبات التحسس وعليهم بذل الجهد لتوفير السعادة والصحة لأطفالهم لضمان مستقبل مشرق. كذلك تحسين نوعية الهواء الذي يتنفسه الأطفال في المدارس. هذا كله يساهم في إعداد الطفل للنجاح على مدى العام الدراسي ويوفر لهم بيئة صحية وهذا هو مايسمى الاستثمار في مستقبل الطفل.
تحسين جودة المياه في المدارس
الماء له أهمية كبيرة في حياة الكائنات الحية ولذلك يجب الاهتمام بتحسين جودته في المدارس ومن خلال تحسين جودة المياه في المدارس يجب اتباع الآتي:
◾يجب التأكد من إغلاق صنابير المياه بعد الانتهاء من استخدامها وتوفير مصادر بديلة للاستخدامات السهلة.
◾يجب الاستفادة من الماء الزائد واستخدامه بطرق ذكية مثل سقاية العشب والنباتات في حديقة المدارس.
◾طلب مقترحات وأفكار إبداعية من الطلبة وجميع كادر المدرسة لتوفير استهلاك المياه.
◾يجب تنظيف خزانات المياه والمواسير للتخلص من التراكمات والرواسب التي تتعلق في الخزانات وتؤثر على جودة المياه.
◾ يجب أن تُعد المدرسة تدريب دوري للطلاب والمعلمين على النظافة الشخصية وكيفية الحفاظ على نظافة البيئة المدرسية بما في ذلك تحسين جودة المياه.
◾استخدام معدات تنقية المياه لإزالة الرواسب والشوائب والأوساخ العالقة بخزانات المياه.
◾التحقق من جودة المياه الواردة إلى المدارس وتعقب أي مشكلات أو تلوث في النظام
بقلم الكاتبة /شامة إسماعيل
https://www.cfcrights.org/the-effects-of-a-positive-school-environment/
تابعونا لقراءة المزيد من المقالات الطبية والنصائح الصحية في أكبر مدونة طبية موثوقة