الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي عبارة عن التهاب جلدي مزمن، يتميز بجفاف الجلد، واحمراره، والشعور بالحكة. يمكن أن تظهر في أي عمر، لكنها أكثر شيوعًا عند الأطفال. لذلك سوف نلقي الضوء في هذا المقال على الإكزيما: تحليل أسبابها وإدارة الأعراض بشكل فعّال.
أعراض الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي
نبدأ أولاً بذكر الأعراض كالتالي:
يصاحب الإصابة بالإكزيما ظهور بعض الأعراض، تتمثل هذه الأعراض في الآتي:
1- جفاف الجلد: تصبح البشرة جافة وخشنة.
2- تغير لون الجلد: تتحول بعض مناطق الجلد إلى اللون الأحمر، أو اللون البني الرمادي.
3- حكة: قد تكون الحكة شديدة خاصة في الليل، مما قد يؤدي إلى خدش الجلد، وبالتالي تفاقم الأعراض.
4- التهابات: قد تصبح المنطقة المصابة بالإكزيما ملتهبة ومتورمة.
5- بثور: يمكن أن تظهر بثور صغيرة على الجلد.
6- نتوءات: تظهر أحياناً نتوءات تحتوي على سائل.
7- قشور: أحياناً يحدث تشقق في البشرة، وتصبح قشرية.
تختلف أعراض الإكزيما من شخص لآخر وفقاً لدرجة الإصابة، وعمر الشخص المصاب، كما تختلف شدتها أيضاً بمرور الوقت.
أنواع الإكزيما
توجد عدة أنواع للإكزيما، تتمثل في الآتي:
- التهاب الجلد التأتبي (Atopic dermatitis):
تعد الإكزيما التأتبية هي أكثر أنواع الإكزيما شيوعاً خاصة عند الأطفال، لكنه يحدث أيضاً في جميع الفئات العمرية. يعد من الأمراض المزمنة التي تهاجم الجلد على فترات مختلفة.
- التهاب الجلد المثي(Seborrheic dermatitis):
يصيب هذا النوع فروة الرأس بشكل أساسي خاصة عند الأطفال الرضع. كما يصيب مناطق متفرقة عند البالغين مثل منطقة خلف الأذنين، والحاجبين، وجوانب الأنف. يظهر التهاب الجلد المثي بسبب فرط نشاط خلايا الجلد، مما يؤدي إلى تساقط الجلد على شكل رقائق.
- إكزيما خلل التعرق(Dyshidrotic eczema):
يصيب هذا النوع من الإكزيما عادة البالغين دون سن الأربعين. تتميز إكزيما خلل التعرق بظهور بثور صغيرة يمكن أن تتحول إلى كبيرة ومائية مع مرور الوقت. يعد من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بإكزيما خلل التعرق وجود التهابات جلدية فطرية، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بها، أو بقاء الأيدي فترات طويلة في الماء.
- التهاب الجلد التماسي( Contact dermatitis):
تحدث إكزيما التلامس بسبب التعرض لمواد مهيجة، أو مسببة للحساسية. تظهر عادة في الوجه أو اليدين، وتختفي عند تجنب التعرض لهذه المواد المهيجة.
- التهاب الجلد الركودي(Stasis dermatitis):
تصيب إكزيما الركود الساقين بشكل أساسي. يكون الجلد ملتهباً أحمر اللون، ومتقشراً.
أسباب الإكزيما
لا يُعرف السبب الدقيق للإكزيما، ولكن يُعتقد أن سبب الإصابة بالإكزيما ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية المتمثلة في الآتي:
أولاً العوامل الوراثية:
- خلل في جين فلاجرين: يُنتج هذا الجين بروتينًا يساعد على تكوين طبقة واقية على سطح الجلد، كما يعمل على الحفاظ على الجلد رطباً. يُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من خلل في هذا الجين أكثر عرضة للإصابة.
- تاريخ عائلي: وجود تاريخ عائلي من الإكزيما أو الحساسية يزيد من خطر الإصابة.
ثانياً العوامل البيئية:
تتمثل العوامل البيئية المسببة للإكزيما ما يلي:
التعرض إلى المواد المهيجة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض مثل:
- الصابون والمنظفات القاسية.
- العطور والمواد الكيميائية.
- جفاف الجلد.
- الصوف والأقمشة الاصطناعية.
- دخان السجائر.
- الحرارة والتعرق.
- التغيرات الطقسية.
- العدوى.
- التوتر.
هناك أيضاً بعض العوامل الاخري، مثل:
- نقص فيتامين د: قد يُساهم نقص فيتامين د في الإصابة.
- التغيرات الهرمونية: تؤدي أحياناً التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث خلال فترة البلوغ أو الحمل، إلى تفاقم الأعراض .
هل يمكن اعتبار الإكزيما مرض مناعي؟
في حين أنه يمكن أن تسبب رد فعل مبالغ فيه لجهاز المناعة لديك، إلا أنها لا تصنف على أنها حالة من أمراض المناعة الذاتية. لا تزال الأبحاث مستمرة لمعرفة المزيد حول كيفية تفاعل الإكزيما مع جهازك المناعي.
تشخيص الإكزيما
عادة ما يتم تشخيص الإكزيما بناءً على الفحص الجسدي ووصف الأعراض. قد يطلب الطبيب اختبارات الدم أو اختبارات الحساسية لتحديد أي عوامل قد تؤدي إلى تفاقم أعراض الإكزيما.
خطوات تشخيص الإكزيما
أولاً الفحص الجسدي:
يقوم الطبيب بفحص بشرتك لتحديد ما إذا كانت هناك علامات تدل على الإكزيما، مثل جفاف الجلد، أو احمرار، أو حكة، أو بثور، أو قشور.
ثانياً وصف الأعراض:
سوف يطلب الطبيب منك وصف ما تعانيه من أعراض، طارحاً عليك بعض الأسئلة، مثل:
هل لديك تاريخ عائلي من الإكزيما أو الحساسية؟
متى بدأت الأعراض؟
ما هي درجة شدة الأعراض؟
هل تتفاقم الأعراض عند التعرض لشئ محدد؟
ما الذي يجعل الأعراض أفضل؟
ثالثاً اختبارات الدم:
قد يطلب الطبيب اختبارات الدم للتحقق من الإصابة بأي أمراض أخرى يمكن أن تؤدي إلى أعراض مشابهة للإكزيما أم لا.
رابعاً اختبارات الحساسية:
يمكن أن يطلب الطبيب اختبارات الحساسية لتحديد ما إذا كانت الحساسية تلعب دورًا في الإصابة بالإكزيما أم لا.
قد يطلب الطبيب أحياناً أخذ خزعة من الجلد لإجراء المزيد من الفحوصات.
علاج الإكزيما
لا يوجد علاج شافٍ من الإكزيما، ولكن يمكن علاج الأعراض وفقاً لشدتها. يشمل علاج الإكزيما ما يلي:
العلاجات الموضعية:
تشمل العلاجات الموضعية ما يلي:
- استخدام المرطبات والكريمات المضادة للالتهاب لترطيب البشرة، وتقليل الالتهابات والحكة.
- الكمادات الباردة: لتقليل شعور الحكة.
- استخدام الكريمات المضادة للبكتيريا والفطريات لعلاج العدوى إن وُجدت.
العلاجات الفموية:
- مضادات الهيستامين: تساعد على تقليل الحكة.
- المضادات الحيوية: لعلاج العدوى البكتيرية.
- مضادات الفطريات: لعلاج العدوى الفطرية.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: تساعد على تقليل الالتهاب.
- الكورتيكوستيرويدات الفموية: تُستخدم في علاج الحالات الشديدة.
العلاجات الأخرى:
- العلاج بالضوء: مثل تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية. يمكن أن يكون العلاج بالضوء مفيدًا في بعض الحالات.
- العلاجات النفسية: تساعد العلاجات النفسية في إدارة التوتر، الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الإكزيما.
نصائح للوقاية من تفاقم الإكزيما
أولاً العناية بالبشرة:
- استخدم مرطبًا بانتظام: حافظ على ترطيب بشرتك باستخدام مرطب خالٍ من العطور مرتين يوميًا على الأقل.
- استحم بماء بارد: استخدم الماء البارد أو الفاتر عند الاستحمام، وتجنب الماء الساخن.
- استخدم صابونًا لطيفًا: استخدم صابونًا خالٍ من العطور، ومخصص للبشرة الحساسة.
- ارتداء ملابس قطنية ناعمة: تجنب الملابس المصنوعة من مواد اصطناعية، مثل الصوف أو البوليستر.
- جفف بشرتك باستخدام منشفة ناعمة بعد الاستحمام.
- تجنب فرك بشرتك، خاصةً إذا كانت حكة.
تجنب المهيجات:
- حدد المواد التي تثير أعراضك وتجنبها: قد تشمل المهيجات المواد الكيميائية القاسية، والعطور، والصابون، والمواد الاصطناعية، والغبار، والحيوانات الأليفة، وحبوب اللقاح.
- تجنب التغيرات المفاجئة في الطقس: يمكن أن تؤدي التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة أو الرطوبة إلى تفاقم أعراض الإكزيما.
- تجنب التوتر: قد يؤدي التوتر إلى تفاقم أعراض الإكزيما.
العلاج الطبي:
- اتبع تعليمات الطبيب: اتبع تعليمات الطبيب بدقة عند استخدام العلاجات الموضعية أو الفموية.
- أخبر طبيبك عن أي تغييرات في الأعراض سواء إلى الأسوأ أو الأفضل.
نصائح أخرى:
- حافظ على أظافرك قصيرة تجنباً لخدش بشرتك.
- استخدم واقي الشمس بانتظام لحماية بشرتك من أشعة الشمس الضارة.
- تناول نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- احصل على قسط كافٍ من النوم: قلة النوم يمكن أن تزيد من حدة أعراض الإكزيما.
ختاماً، تناولنا في هذا المقال الإكزيما: تحليل أسبابها وإدارة الأعراض بشكل فعّال. فالإكزيما وإن كانت حالة جلدية مزمنة لا يمكن علاجها، لكن يمكن علاج أعراضها باتباع خطة علاجية مناسبة، يمكن للأشخاص الذين يعانون من الإكزيما أن يعيشوا حياة طبيعية ومريحة.
كتابة المقال:
د. ميرا نادي
المراجع:
https://www.aad.org/public/diseases/eczema/types