يقع كثير من الناس تحت تأثير ظاهرة الأكل العاطفي، لأسباب عديدة ليس من ضمنها الجوع الجسدي(الفسيولوجي)، إذ يلجأ كثير منهم إلى الإفراط في تناول الطعام طلبا للإشباع العاطفي فقط، فما مفهوم هذه الظاهرة، وماعلاماتها، وما أسبابها، وما أثرها على الصحة، وكيف يمكن تفاديها؟هذا ما ستعرفه في هذا المقال.
مفهوم الأكل العاطفي
هو لجوء الإنسان لأكل الطعام دون الشعور بالجوع الحقيقي، نتيجة لعدة أسباب على رأسها تعرضه مثلا للضغوط النفسية التي تُفْضِي به إلى القلق، والحزن المستمر، والشعور بالوحدة؛ فيحاول الهروب من تلك المشاعرالسلبية بتناول كميات كثيرة من الأكل غير الصحي غالبا.
علامات تؤكد وقوعك تحت تأثير الأكل العاطفي
- أن تشعر برغبة شديدة، ومفاجئة لتناول الطعام بكثرة، ودون الإحساس بالجوع فعلا.
- أن تُفَضِل أكل السكريات، والمقرمشات، والمعجنات، والمثلجات، والنشويات، بكميات مبالغ فيها .
- أن تشعر بالندم، وتأنيب الضمير، بعد تناولك للطعام بشكل مفرط.
أسباب الأكل العاطفي
يلجأ المرء إلى تناول الطعام تحت تأثير العاطفة نتيجة لعدة أسباب، نذكر منها الآتي:
1- عدم القدرة على التعامل مع الضغوط النفسية، والشعور بالوحدة أوالملل، يجعل المرء ضعيفا، فيحاول أن يتغلب على هذه المشاعر السلبية بالتوجه للأكل المفرط
2- عدم القدرة على التمييز بين الجوع العاطفي والجوع الفسيولوجي، إذا يلجأ المرء فورا إلى تناول الطعام، دون وعي منه بأن الجوع الذي يشعر به، ماهو إلا عرض لما يتعرض له من هموم ومشاكل مختلفة
3- عدم ملء الفراغ بأنشطة متنوعة تبدد المشاعر السلبية، فالفراغ يفتح الباب على مصراعية للتفكير الزائد، وسيطرة الملل والمشاعر السلبية، بينما الانشغال المستمر بالأعمال المفيدة، والأنشطة المسلية لا يترك مجالا للملل، والتفكير السلبي
4- غياب الدعم النفسي اللازم لتجاوز المشاعر السلبية، فمن المسلم به أن اجتماع الوحدة والفراغ، يؤدي إلى ضعف الإنسان، في حين ان وجود علاقات إيجابية قوية توفر الدعم اللازم وقت الضعف والأزمات
تأثير الأكل العاطفي على الصحة
إن اللجوء إلى الأكل دون حاجة جسدية إليه، يؤثر على الصحة النفسية والجسدية؛ فيسبب عدة مشاكل منها:
- حدوث زيادة في الوزن (السمنة المفرطة)، وهذا يجرّ العديد من الأمراض المزمنة المختلفة كالسكري والسكتة الدماغية، وآلام الظهر والركبتين، وتكيسات المبايض، وغيرها
- التركيز على الأكل غير الصحي وإهمال الأكل الصحي يجعل الإنسان يعاني من نقص الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الطبيعية المهمة، وهذا يتسبب في ظهور مشاكل صحية عديدة كتسHeاقط الشعر، وتكسر الأظافر، وفقر الدم، وآلام الأعصاب والعضلات، والشعور بالتعب والخمول المزمن، وغيرها
- الاستسلام للأكل غير الصحي لمدة طويلة، يورث الاكتئاب والشعور بتأنيب الضمير باستمرار، مما يجعل الإنسان يعيش في سلسلة متواصلة من التوتر، والمشاعر السلبية
كيف يمكنك تفادي الأكل العاطفي؟
توجد العديد من الحلول والإجراءات التي يمكنها أن تمنع شعور المرء بالحاجة إلى تناول الطعام دون الإحساس بالجوع الفسيولوجي، من أهم تلك الحلول نذكر الآتي:
1- الوعي ومعرفة الأسباب التي تدفعك للأكل دون إحساس بجوع حقيقي، وإدراك خطر الاستسلام لشراهة الأكل باستمرار، هذا الوعي، والإدراك سيجعلك تحاول السيطرة على الأسباب، والتغلب على الأكل العاطفي
2- الانشغال بالأنشطة التي تهدّئ النفسية وتطرد المشاعر السلبية كالمشي وغيره من التمارين الرياضية، والقراءة، والكتابة، والرسم، والتأمل
3- عند الشعور فجأة برغبة الأكل، الجأ أولا لتناول السلطات والخضار، والفواكه، والبروتينات، والدهون الصحية؛ لأنها تمدك بالفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية التي لها دور مهم في الحد من شراهة الأكل، ثم تناول ما تشتهيه نفسك من الطعام غير الصحي، ستلاحظ أنك لن تفرط فيه
4- عند تعرضك لضغوط نفسية حاول أن تطلب الدعم من الأصدقاء، والمقربين إليك، أو حتى من المعالج النفسي إن احتجت إليه، بدلا من التوجه إلى الأكل مباشرة.
أخيرا، وبعد أن أخذناك في جولة معرفية سريعة عن الأكل العاطفي، تذكر أن هذه الحالة قد تمر بأي إنسان، فلا أحد يسلم من الضغوطات والمشاكل بمختلف أنواعها، وقد نعاني نسبيا من الفراغ، والوحدة؛ فنقع فريسة سهلة للأكل العاطفي، لكن المهم هو أن تكون واعيا لحالتك النفسية، وتحاول أن تتفادى الاستسلام للأكل بشراهة من خلال ما تم ذكره من حلول فيما قرأته في هذا المقال.
كاتبة المقال:
نجوى غالب.
المصادر:
اترك ردّاً