فوائد الأطعمة المخمرة لصحة الأمعاء والجهاز الهضمي

شارك عبر

تُعد الأطعمة المخمرة جزءًا مهمًا من العديد من المأكولات التقليدية حول العالم، وعلى الرغم من أنها كانت تُستهلك عبر العصور لأغراض مختلفة مثل حفظ الطعام، وتحسين الطعم، إلا أن الدراسات الحديثة قد أظهرت العديد من الفوائد الصحية للأطعمة المخمرة، وخاصة لصحة الأمعاء والجهاز الهضمي، وفي هذا المقال، سنتناول أهمية هذه الأطعمة وكيفية تأثيرها على صحة الجهاز الهضمي والأمعاء.

ما هي الأطعمة المخمرة؟

هي تلك التي تم معالجتها باستخدام الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا أو الخميرة أو الفطريات، التي تعمل على تحويل المواد الغذائية إلى مركبات أخرى من خلال عملية التخمير، وتتنوع بشكل كبير حول العالم، ومن أمثلتها ما يلي: الزبادي، الكيمتشي، الميسو، الكفير، والمخللات، تختلف الأنواع في طريقة التحضير والمكونات الأساسية، ولكن يشترك معظمها في احتوائها على كائنات حية مفيدة تعمل على تحسين صحة الأمعاء.

كيف تؤثر الأطعمة المخمرة على صحة الأمعاء؟

تحتوي تلك الأطعمة على بكتيريا نافعة، وتعرف باسم “البروبيوتيك”. البروبيوتيك هي الكائنات الحية الدقيقة التي عند تناولها بكميات كافية، يمكن أن توفر فوائد صحية، وخاصة على مستوى الجهاز الهضمي، حيث أن هذه الكائنات الحية تساعد في الحفاظ على التوازن الصحي للبكتيريا المعوية، مما يُحسّن الهضم ويقلل من المشكلات الهضمية، ومن فوائدها ما يلي:

  •  تحسين الهضم والامتصاص

تعتبر الأطعمة المخمرة بمثابة مصدر غني للبروبيوتيك التي تساهم في تحسين هضم الطعام، فعند إضافة البكتيريا المفيدة إلى الأمعاء، تساعد هذه البكتيريا في تحطيم الأطعمة وتحويلها إلى مواد قابلة للهضم بسهولة أكبر، وهذا يمكن أن يقلل من حدوث مشاكل مثل الغازات، الانتفاخ، والإمساك، وهي مشاكل شائعة في الجهاز الهضمي

  •  تعزيز التوازن البكتيري في الأمعاء

الجهاز الهضمي يحتوي على توازن دقيق من البكتيريا الجيدة والسيئة، فعندما يتعرض الجسم لعوامل مثل تناول أدوية مضادة للبكتيريا، أو التوتر، أو نظام غذائي غير متوازن، قد يحدث خلل في هذا التوازن؛ لذلك تساعد الأطعمة المخمرة في إعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء، مما يقلل من نمو البكتيريا الضارة ويحسن من صحة الأمعاء بشكل عام.

  •  دعم المناعة

الجهاز الهضمي هو أحد الأجزاء الرئيسية في جهاز المناعة، حيث تساهم البروبيوتيك الموجودة في الأطعمة المخمرة في تقوية الجهاز المناعي من خلال تحفيز إنتاج الأجسام المضادة في الأمعاء، كما أنها تحسن من قدرة الجسم على محاربة الميكروبات الضارة والبكتيريا.

فوائد الأطعمة المخمرة للجهاز الهضمي بشكل عام

فوائد الأطعمة المخمرة2

هناك فوائد أُخرى لتلك الأطعمة خاصة بالجهاز الهضمي ومنها ما يلي:

  •  الوقاية من الإسهال

من أبرز فوائد الأطعمة المخمرة قدرتها على تقليل فرص الإصابة بالإسهال، سواء كان بسبب العدوى أو استخدام المضادات الحيوية؛ لأن البروبيوتيك في الأطعمة المخمرة تساعد في استعادة توازن البكتيريا في الأمعاء، مما يسهم في تقليل شدة الإسهال وزيادة سرعة التعافي.

  •  مساعدة في علاج متلازمة القولون العصبي

يعد القولون العصبي أحد الاضطرابات الهضمية الشائعة التي تتسبب في آلام البطن، الانتفاخ، والإسهال أو الإمساك، وأظهرت الدراسات أن تناول الأطعمة المخمرة يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض القولون العصبي، حيث تلعب البروبيوتيك دورًا في تقليل الالتهابات في الأمعاء وتحسين حركة الأمعاء.

  • تحسين الهضم اللاكتوز

الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في هضم اللاكتوز، مثل مرضى عدم تحمل اللاكتوز، قد يستفيدون من تناول الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، والكفير، حيث أن عملية التخمير تساعد على تقليل كمية اللاكتوز في الطعام، مما يجعل من السهل على الجسم هضمه.

 كيف تختار الأطعمة المناسبة لصحة الأمعاء؟

 يجب اختيار الأنواع التي تحتوي على كائنات حية مفيدة وبروبيوتيك فعالة، فمن المهم أن تكون هذه الأطعمة خالية من السكريات المضافة والمواد الحافظة، لأن هذه المكونات قد تقلل من فوائدها الصحية، وإليك بعض النصائح لاختيار الأطعمة المخمرة المثالية:

  • الزبادي الطبيعي: ابحث عن الزبادي الذي يحتوي على “البروبيوتيك” أو “الخمائر الحية”، حيث أن هذه الأنواع تحتوي على بكتيريا مفيدة تعزز صحة الأمعاء.
  • الكيمتشي والمخللات: تعتبر من الأطعمة المخمرة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تحسن الهضم.
  • الكفير: هو مشروب مخمر يحتوي على العديد من البكتيريا والخمائر المفيدة التي تساهم في تحسين صحة الأمعاء.
  • الميسو: هو أحد الأطعمة المخمرة اليابانية التي تحتوي على البروبيوتيك وتساعد في دعم الهضم وصحة الأمعاء.

 المخاطر والاحتياطات عند تناول الأطعمة المخمرة

بينما تعتبر تلك الأطعمة مفيدة لصحة الأمعاء والجهاز الهضمي، يجب مراعاة بعض النقاط عند استهلاكها، فمثلاً:

التحسس أو التفاعل السلبي: قد يعاني البعض من ردود فعل تحسسية تجاه بعض الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي أو الكيمتشي؛ لذا يجب توخي الحذر إذا كنت تعاني من حساسية تجاه منتجات الألبان أو المكونات الأخرى.

الإفراط في الاستهلاك: تناول كميات كبيرة من الأطعمة المخمرة قد يؤدي إلى زيادة الغازات والانتفاخ لدى بعض الأفراد، خصوصًا إذا كانت الأمعاء غير معتادة على البروبيوتيك.

في النهاية، تعتبر الأطعمة المخمرة من الأطعمة التي تقدم العديد من الفوائد لصحة الأمعاء والجهاز الهضمي، مثل تحسين عملية الهضم، تعزيز المناعة، الوقاية من العديد من الاضطرابات الهضمية، حيث تلعب البروبيوتيك الموجودة في هذه الأطعمة دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، ومع ذلك، يجب استهلاك هذه الأطعمة بشكل معتدل، والحرص على اختيار الأنواع التي تحتوي على كائنات حية مفيدة دون إضافات ضارة.

كتابة المقال:

مريم العجمي

المصادر:

Healthline

شارك عبر

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Optimized with PageSpeed Ninja