أمراض القلب الخلقية للأطفال: التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها

شارك عبر

أمراض القلب الخلقية للأطفال: التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها.. يصعب على الوالدين معرفة إصابة طفلهم بعيب خلقي في القلب عند الولادة، لكن على عكس الشائع عن أمراض القلب الخلقية فهي ليست خطيرة عندما يتم تشخيصها، وعلاجها. من ثم يستطيع الطفل ممارسة حياته الطبيعية بعد ذلك. ولتوفير مزيد من شرح وتفسير أمراض القلب الخلقية سوف نتناول في هذا المقال أمراض القلب الخلقية للأطفال: التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها.

أمراض القلب الخلقية للأطفال: التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها

 نبدأ أولا بشرح أجزاء القلب.

أجزاء القلب:

ينقسم القلب إلى 4 أقسام رئيسية تسمى الغرف. وتعرف هذه باسم:

الأذين الأيسر (يجمع الدم العائد من الرئتين).

البطين الأيسر (غرفة الضخ الرئيسية للجسم).

الأذين الأيمن (يجمع الدم العائد من أوردة الجسم).

البطين الأيمن (يضخ الدم إلى الرئتين).

هناك أيضًا 4 صمامات تتحكم في كيفية تدفق الدم عبر القلب وحول الجسم، وتعرف هذه باسم:

الصمام التاجي (الذي يفصل الأذين الأيسر عن البطين الأيسر).

الصمام الأبهري (الذي يفصل البطين الأيسر عن الشريان الرئيسي، الشريان الأبهر).

الصمام ثلاثي الشرفات (الذي يفصل الأذين الأيمن عن البطين الأيمن).

الصمام الرئوي (الذي يفصل البطين الأيمن عن الشريان الرئوي إلى الرئة).

يمكن أن يحدث مرض القلب الخلقي إذا لم تتطور أي من هذه الغرف أو الصمامات بشكل صحيح أثناء وجود الطفل في الرحم.

يكمن وراء إصابة الطفل بأمراض القلب الخلقية بعض الأسباب، نعرضها في النقاط التالية كما يلي:

أسباب الإصابة بأمراض القلب الخلقية

لم يستطع العلم حتى الآن حصر كل الأسباب وراء إصابة الطفل بأمراض القلب الخلقية، إلا أن هناك بعض الأسباب التي تزيد من خطر ولادة الطفل مصاب بأمراض القلب الخلقية، تشمل هذه الأسباب ما يلي:

إصابة الأطفال بمتلازمة داون: 

ترتبط أمراض القلب الخلقية بإصابة الأطفال بمتلازمة داون حيث وُجد إصابة 50% من الأطفال المصابين بمتلازمة داون بأمراض القلب الخلقية أيضًا.

إصابة الأم بعدوى فيروسية:

يمكن أن يسبب إصابة الأم بعدوى فيروسية مثل الحصبة الألمانية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل إلى إصابة الطفل عند ولادته بأمراض خلقية في القلب.

تناول الأم بعض الأدوية خلال فترة الحمل:

هناك بعض الأدوية الممنوع تناولها في الحمل مثل الأيزوتريتينوين وغيره من الأدوية التي يمكن أن تسبب تشوهات للطفل عند ولادته أو إصابته بمرض خلقي في القلب، لذلك يجب على المرأة الحامل ألا تتناول أي أدوية طوال فترة الحمل دون إشراف الطبيب.

إصابة الأم بمرض السكري:

يمكن أن يتسبب إصابة الأم بمرض السكري سواء كان سكري الحمل، أو سكري من النوع الأول، أو الثاني في ولادة طفل مصاب بمرض خلقي في القلب، لذلك يجب الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم في معدلاتها الطبيعية ومتابعة هذه النسب جيداً مع الطبيب المختص.

تناول المرأة الحامل التبغ أو الكحوليات:

يؤدي تناول المرأة الحامل التبغ، أو الكحوليات أثناء فترة الحمل إلى حدوث العديد من التشوهات للطفل من بينها إصابته بأمراض خلقية في القلب عند ولادته.

أنواع أمراض القلب الخلقية عند الأطفال 

تتعدد أمراض القلب الخلقية لدى الأطفال، وتشمل ما يلي:

فشل عضلة القلب:

يعرف فشل عضلة القلب بعدم قدرة القلب على ضخ الدم لمختلف أنحاء الجسم بصورة طبيعية، أو وجود مشكلات في الوصلات بين الأوعية الدموية تؤدي أيضًا إلى خلل في عملية تنظيم ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وكذلك استقباله. يؤدي فشل عضلة القلب، أو مشكلات وصلات الأوعية الدموية إلى فشل الأعضاء تباعاً نتيجة عدم وصول الأكسجين الكافي لأداء مهامها الطبيعية.

عيوب صمامات القلب:

يمكن أن يكون صمام القلب ضيقاً أو مغلقاً مما يجعل مرور الدم إلى القلب صعباً، كما يمكن أن توجد مشكلة في غلق الصمام مما يؤدي إلى عدم سريان الدم بشكل صحيح.

مشكلات جدران القلب:

تؤدى مشكلات جدران القلب إلى عدم تنظيم عملية ضخ الدم من وإلى القلب، كما يمكن أن يتسبب في اختلاط الدم المحمل بالأكسجين الخارج من القلب إلى جميع أنحاء الجسم بالدم المحمل بثاني أكسيد الكربون العائد من الجسم إلى القلب مرة أخرى مما يتسبب في حدوث مشكلة.

أعراض أمراض القلب الخلقية عند الأطفال 

توجد بعض الأعراض التي تكون بمثابة مؤشر لإصابة الطفل بأحد أمراض القلب الخلقية، لذلك عند ظهور هذه الأعراض يجب سرعة الذهاب إلى الطبيب المختص، تشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • تنفس الطفل السريع.
  • تحول لون أظافر وجلد شفتي الطفل إلى اللون الأزرق نتيجة عدم وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى هذه المناطق.
  • عدم زيادة وزن الطفل بصورة طبيعية.
  • عدم قدرة الطفل على تناول الطعام بصورة طبيعية.
  • إصابة الطفل بالالتهاب الرئوي 
  • عدم قدرة الطفل على ممارسة الرياضة والأنشطة الطبيعية بما يناسب سنه.
  • شعور الطفل بالتعب والإرهاق بعد أي مجهود حتى وإن كان صغيراً.

 تشخيص أمراض القلب الخلقية عند الأطفال 

أمراض القلب الخلقية التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها 2

يستطيع الطبيب تشخيص أمراض القلب الخلقية عند الأطفال منذ ولادتهم وربما قبل ولادتهم، يعتمد الطبيب في تشخيص أمراض القلب الخلقية على ما يلي:

يقوم الطبيب بتشخيص وجود أمراض خلقية في القلب في مرحلة ما قبل الولادة عن طريق:

اختبار الجينات.

مخطط صدى القلب للجنين.

كما يمكنه تشخيص وجود هذه الأمراض في مرحلة الطفولة عن طريق:

مخطط كهربية القلب.

مخطط صدى القلب.

تصوير القلب بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.

قسطرة القلب.

قياس نبض القلب.

يستطيع الطبيب بواسطة استخدام هذه الطرق الوصول إلى التشخيص السليم للمشكلة الموجودة في القلب للعمل على علاجها.

علاج أمراض القلب الخلقية عند الأطفال 

يعتمد العلاج على مدى صعوبة الحالة، فهناك بعض الحالات الخفيفة التي يمكن أن تشفى من تلقاء نفسها مع مرور الوقت دون تدخل علاجي، لكن على الجانب الآخر توجد بعض حالات تحتاج إلى تدخل علاجي شديد ومكثف على الفور. تشمل الخطة العلاجية لأمراض القلب الخلقية ما يلي:

العلاج بالأدوية:

يمكن أن تستدعي الحالة تناول أدوية فقط لمنع جلطات الدم، أو لتنظيم ضربات القلب غير المنتظمة حتى يستطيع الطفل ممارسة حياته طبيعياً.

عملية القسطرة:

يتمكن الأطباء من علاج بعض حالات أمراض القلب الخلقية باستخدام القسطرة فقط دون الحاجة إلى فتح الصدر والقلب جراحياً. يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع من الساق ليصل إلى القلب لإصلاح العيوب الخلقية في القلب.

أجهزة تنظيم ضربات القلب:

يمكن منع حدوث المضاعفات الخطيرة المرتبطة بأمراض القلب عن طريق استخدام أجهزة القلب المزروعة، مثل جهاز تنظيم ضربات القلب الذي يعمل على تعديل وتصحيح ضربات القلب غير المنتظمة التي يمكن أن تهدد الحياة.

عملية القلب المفتوح:

يلجأ الطبيب إلى عملية القلب المفتوح عند فشل الحلول السابقة، حيث يقوم الطبيب بعملية القلب المفتوح لإغلاق ثقوب القلب، أو توسيع الأوعية الدموية، أو إصلاح عيوب القلب.

زراعة القلب:

تعتبر عملية زراعة القلب حالة نادرة جداً يلجأ إليها الطبيب في حال وجود عيوب وأمراض معقدة للغاية في القلب لا تستطيع أي من الطرق السابقة علاجها. يقوم الطبيب باستبدال قلب الطفل بقلب آخر سليم معافى من متبرع.

كيفية التعايش مع أمراض القلب الخلقية للأطفال 

يجب ملاحظة أن المرض في حياة الطفل هو جزء من حياته وليس كل حياته، لذلك يجب الاهتمام بجميع مناحي الحياة المهمة للطفل أيضاً عن طريق. ما يلي: 

الاهتمام باللعب وتقديم الأنشطة المناسبة له.

تقديم الدعم له وتشجيعه على التعبير عن مشاعره.

شرح الإجراء بصورة مبسطة.

تشجيعه على تناول الدواء بطرق تناسب سنه.

أسئلة شائعة

متى تظهر أمراض القلب الخلقية عند الطفل الرضيع؟

تظهر أمراض القلب الخلقية عند الطفل الرضيع خلال الأيام الأولى من ولادته أو الأشهر القليلة الأولى، يستدل عليها بزرقان في شفتي، وأظافر، وجلد الطفل الرضيع مع سرعة في التنفس.

متى يكون الجنين في مأمن من التشوهات؟

يمكن تشخيص التشوهات الجينية أو استبعادها في الثلث الثاني من الحمل عن طريق الموجات فوق الصوتية. إلا أنه توجد بعض الحالات التي يصعب تشخيصها بالموجات فوق الصوتية. 

ختاماً، تناولنا في هذا المقال أمراض القلب الخلقية للأطفال: التشخيص، والعلاج، وكيفية العيش معها. فأمراض القلب عند الأطفال يمكن علاجها والسيطرة عليها لكن يجب سرعة التوجه إلى الطبيب المختص عند ملاحظة أعراض الإصابة بها لمنع حدوث مضاعفات خطيرة للطفل حتى يستطيع ممارسة حياته بصورة طبيعية.

كتابة المقال:

د. ميرا نادي

المراجع:

https://www.nhs.uk/conditions/congenital-heart-disease/

https://www.cdc.gov/ncbddd/heartdefects/index.html

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21674-congenital-heart-disease

لمزيد من المقالات زر موقعنا

شارك عبر
Optimized with PageSpeed Ninja