فقدان الشهية العصبي أو الأنوركسيا نرفوزا، هو اضطراب نفسي خطير يتطلب اهتمامًا شاملاً ومعرفة دقيقة بالأعراض والأسباب وطرق العلاج الفعّالة. يعتبر فهم هذا الاضطراب خطوة أساسية نحو التعافي للمصابين ولعائلاتهم. سنستعرض في هذا المقال الأعراض الجسدية والنفسية لفقدان الشهية العصبي، بالإضافة إلى أساليب العلاج المختلفة والوقاية الممكنة.
أعراض فقدان الشهية العصبي
الأنوركسيا نرفوزا، أو فقدان الشهية العصبي، هو اضطراب نفسي يتميز بالخوف المفرط من زيادة الوزن والسلوكيات الغذائية غير الصحية. يتجلى هذا الاضطراب من خلال مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة المريض. فيما يلي وصف مفصل لأهم الأعراض:
الأعراض الجسدية:
- فقدان الوزن الشديد: يتميز بانخفاض كبير في الوزن نتيجة لتقليل كمية الطعام بشكل كبير أو الامتناع عن الأكل تمامًا.
- التعب والضعف العام: يشعر المصابون بالإرهاق المستمر بسبب نقص الطاقة الناتج عن سوء التغذية.
- مشاكل الجهاز الهضمي: تشمل الإمساك، آلام البطن، والانتفاخات المتكررة نتيجة لتغير نمط الأكل وانخفاض تناول الألياف الغذائية.
- الدورة الشهرية غير المنتظمة: قد تتوقف الدورة الشهرية لدى النساء أو تصبح غير منتظمة بسبب التغيرات الهرمونية الناتجة عن سوء التغذية.
- تساقط الشعر: يؤدي نقص العناصر الغذائية الأساسية إلى ضعف الشعر وتساقطه.
- جفاف البشرة: تصبح البشرة جافة ومتشققة نتيجة لنقص الفيتامينات والمعادن الأساسية.
- الشعور بالبرودة: يشعر المصابون بالبرد بشكل مستمر بسبب نقص الدهون في الجسم.
الأعراض النفسية:
- الخوف الشديد من السمنة: يعاني المصابون من رهاب مستمر من اكتساب الوزن، حتى لو كانوا يعانون من نقص الوزن بشكل واضح.
- صورة جسم مشوهة: يعتقد المصابون أنهم يعانون من السمنة رغم نحافتهم، مما يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس والشعور بالقلق.
- الانطواء: يميل المرضى إلى الانعزال عن الأصدقاء والعائلة لتجنب الملاحظات حول سلوكياتهم الغذائية.
- القلق والاكتئاب: يعاني الكثير من المصابين من مشاعر القلق والاكتئاب، والتي قد تتفاقم بسبب نقص التغذية واضطرابات النوم.
- التفكير المهووس بالطعام والوزن: يصبح التفكير في الطعام والوزن محور حياة المريض، حيث يقضي الكثير من الوقت في التخطيط للوجبات وحساب السعرات الحرارية.
طرق علاج فقدان الشهية العصبي
العلاج النفسي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد المرضى على تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المتعلقة بالطعام والجسم، وتعليمهم كيفية التفكير بشكل أكثر واقعية وإيجابية.
- العلاج العائلي: يشمل أفراد الأسرة في جلسات العلاج لتثقيفهم حول كيفية مساعدة المريض وتشجيعه على التغيير، وتحسين التواصل والدعم.
العلاج الغذائي:
- استعادة الوزن الصحي: وضع خطة غذائية متوازنة تحت إشراف أخصائي تغذية، تشمل تناول وجبات صغيرة ومتكررة لزيادة الوزن بطريقة صحية.
- تعليم التغذية: توعية المرضى بأهمية تناول وجبات غذائية متوازنة وكيفية تأثير الطعام على صحتهم الجسدية والنفسية.
- الدعم الغذائي: قد تشمل تناول مكملات غذائية في الحالات الشديدة لتعويض نقص العناصر الغذائية.
العلاج الطبي:
- الأدوية: استخدام أدوية مضادة للاكتئاب أو مضادة للقلق لتحسين الحالة المزاجية والعاطفية للمرضى.
- العلاج في المستشفى: في الحالات الحرجة، قد يكون من الضروري دخول المستشفى لتقديم التغذية عن طريق الأنابيب أو الحقن الوريدي، مع مراقبة دقيقة للحالة الصحية.
الدعم الاجتماعي:
- مجموعات الدعم: مشاركة التجارب والتعلم من الآخرين الذين يعانون من نفس الاضطراب، وتوفير بيئة داعمة.
- التعليم والتوعية: حملات التوعية حول فقدان الشهية العصبي تساعد في الكشف المبكر والوقاية من الاضطراب، وتساهم في إزالة الوصمة وتشجيع طلب المساعدة.
الوقاية من فقدان الشهية العصبي
- التوعية والوقاية: زيادة الوعي حول اضطرابات الأكل وأهمية الصحة النفسية يمكن أن تساعد في الوقاية من فقدان الشهية العصبي.
- التثقيف الغذائي: تعليم الأفراد أهمية تناول نظام غذائي متوازن والحفاظ على علاقة صحية مع الطعام.
- الدعم النفسي: تقديم الدعم النفسي للأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية أو ضغوط يمكن أن يمنع تطور اضطرابات الأكل.
الأسئلة الشائعة
ما هي العلامات المبكرة لفقدان الشهية العصبي؟
تشمل العلامات المبكرة فقدان الوزن المفاجئ، الاهتمام المفرط بالسعرات الحرارية، والتجنب المفرط للطعام.
هل يمكن الشفاء من فقدان الشهية العصبي؟
نعم، مع العلاج المناسب والدعم النفسي والغذائي والطبي، يمكن للمرضى التعافي بشكل كامل واستعادة صحتهم.
الخاتمة
في الختام, يعتبر فقدان الشهية العصبي اضطرابًا خطيرًا يتطلب تدخلًا متعدد الجوانب يشمل العلاج النفسي، الغذائي، والطبي. التعاون بين المريض والعائلة وأخصائي الرعاية الصحية ضروري لضمان التعافي الناجح. من خلال تقديم الرعاية الشاملة والدعم المناسب، يمكن مساعدة المرضى على التغلب على هذا الاضطراب واستعادة صحتهم الجسدية والنفسية.
المصادر: NHS
كتابة: مارينا مسعد