أسباب أمراض المناعة الذاتية وأشهرها.. تلعب العوامل الوراثية، وسوء التغذية، والتوتر والإجهاد دوراً في الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. تعتبر أمراض المناعة الذاتية واحدة من أكثر الأمراض تَعْقِيدًا بسبب تنوع الأعراض، إلى جانب تشابه تلك الأعراض مع أمراض أخري مما يؤدي إلى دخول المريض في حالة من الحيرة والتخبط والكثير من الفحوصات التي غَالِبًا ما تكون نتائجها سليمة، مما يؤثر على الحالة النفسية للمريض وجودة حياته.، وقد زادت في السنوات الأخيرة أمراض المناعة الذاتية، لذا سنتناول في هذا المقال أسباب أمراض المناعة الذاتية وأشهرها، سوف نلقي الضوء على آليات عمل جهاز المناعة، وأسباب الإصابة بأمراض المناعة وتفصيل لإحدى أشهر أمراض المناعة الذاتية، تابعونا.
ماهية جهاز المناعة تركيبه وآلية عمله
جهاز المناعة هو نظام بيولوجي معقد التركيب والوظيفة، تُعد مهمته الأساسية حماية جسم الإنسان من الأمراض التي تسببها البكتيريا، أو الفطريات، أو الفيروسات. لا يوجد لجهاز المناعة موقعاً محدداً بالجسم البشري مثل باقي الأجهزة، فهو يتكون من مجموعة متنوعة من الخلايا، والأعضاء، والأنسجة التي تعمل معاً بنظام شديد الدقة للكشف عن العوامل المرضية والغريبة عن جسم الإنسان.
مم يتكون جهاز المناعة؟
يتكون جهاز المناعة من عدد من الخلايا والأعضاء نذكر منها ما يلي:-
- خلايا الدم البيضاء:
١-مهمتها الأساسية تكمن في مكافحة العدوى، حيث تقوم بتحديد الكائنات الدقيقة الضارة مثل البكتيريا، والفيروسات، والفطريات والهجوم عليها، كذلك تقوم بعض خلايا الدم البيضاء بمتابعة الخلايا الجسمية للكشف عن الخلايا السرطانية، أو الخلايا المصابة بالفيروسات للتخلص منها.
٢-كما أنها تلعب دوراً هاماً في تنظيم الاستجابة المناعية حيث تقوم بعض الخلايا بتحفيز إنتاج الأجسام المضادة، بينما تقوم خلايا أخرى بتهدئة الاستجابة المناعية لمنع جهاز المناعة من مهاجمة الأنسجة والخلايا السليمة بالجسم.
- الأعضاء المناعية:
١-الغدد اللمفاوية :تلعب دوراً هاماً في عملية تفعيل الخلايا اللمفاوية، وهي نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء، ولكن يتم إنتاجها بشكل رئيسي في نقي العظام، وغدة التيموس.
٢-الطحال:يكمن دوره الأساسي في تصفية الدم وتدمير الخلايا القديمة المتضررة.
٣-اللوزتين واللحمية: تساعد في الدفاع ضد البكتريا والفيروسات التي تدخل الجسم عن طريق الفم والأنف.
- الخلايا الليمفاوية:
الخلايا اللمفاوية نوعان وهما :-
١-الخلايا الليمفاوية B: هي التي تقوم بإنتاج الأجسام المضادة التي ترتبط بالكائنات الدقيقة الغريبة عن الجسم وتقوم بتدميرها.
٢-الخلايا الليمفاوية T: تكمن مهمتها في تحديد الخلايا الجسمية السرطانية وتقوم بتدميرها مباشرة، وكذلك تقوم بتنظيم الاستجابة المناعية.
- السيتوكينات: وهي مواد كيميائية مهمتها تنسيق إستجابة الجهاز المناعي، وإرسال الخلايا المناعية إلى مواطن العدوى، وكذلك العمل على تثبيط الاستجابة المناعية عند الانتهاء من العدوى.
آلية عمل جهاز المناعة
يعمل الجهاز المناعي من خلال آليتين رئيسيتين وهما:
١-المناعة الفطرية: هي خط الدفاع الأول التي تستجيب لأي تهديد بطريقة سريعة.
٢-المناعة المكتسبة:هي تلك المناعة التي يكتسبها جسم الإنسان من الأمراض المختلفة التي مرت به، أو من خلال التطعيمات التي تلقاها الجسم خلال مرحلة الطفولة والشباب، وتلك المناعة هي التي تبدأ بالاستجابة عندما تواجه نفس العدوى مرة أخري أي أن استجابتها تكون شديدة الدقة.
أسباب أمراض المناعة الذاتية وأشهرها
لا يمكن معلرفة الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، ولكن يُعتقد أن هناك بعض العوامل المساعدة التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية نذكر منها:-
- العوامل الوراثية:
معناه هو وجود تاريخ مرضي للإصابة بأي مرض من أمراض المناعة الذاتية، فعند تكوين الجنين في رحم الأم تحدث طفرات چينية. تلك الطفرات تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة، وآخر چيناته لا تسمح بالإصابة بتلك الأمراض.
- العوامل البيئية:
تلعب العوامل البيئية دوراً كبيراً في تحديد الإصابة من عدمها بالنسبة للشخص، بمعنى أن العوامل المحيطة بالشخص مثل نظام الحياه مثلاً أو التدخين يحفز تنشيط العامل الوراثي أو العكس.
- الجينات:
النساء أكثر عرضةً للإصابةِ بإحدى أمراض المناعة الذاتية أكثر من الرجال، وهذا يشير إلى تأثير الهرمونات الأساسية للمرأة مثل البروجسترون والاستروجين وتأثيرها على جهاز المناعة.
- التغذية:
تلعب طبيعة التغذية إذا كانت صحية أم لا دوراً كبيراً كذلك، يزيد الطعام المحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، أو نقص بعض الفيتامينات والمعادن من إمكانية تطوير أمراض المناعة الذاتية .
- التوتر والإجهاد:
المخ هو المسيطر الأساسي على جهاز المناعة، وهو المسيطر كذلك على الجهاز العصبي المركزي، وبالتبعية يلعب التوتر والإجهاد النفسي المستمر دوراً رئيسياً في الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، فقد ينشط المرض المناعي وتبدأ الأعراض في الظهور عند المرور بحالة نفسية سيئة لفترة.
- الإصابة الفيروسية أو البكتيرية:
قد تؤدي الإصابات الشديدة من الفيروسات أو البكتيريا إلى رد فعل مناعي غير طبيعي، مما يدعم الإصابة بمرض من أمراض المناعة الذاتية.
من الجدير بالذكر أن الأمراض المناعية من طبيعتها أنها تتطور ببطء بمعنى أن هناك مراحل للإصابة.
فما هي تلك المراحل؟
١- مرحلة الاستعداد: تتحكم في هذه المرحلة العوامل الچينية وكذلك العوامل البيئية المحيطة بالشخص.
٢- مرحلة فقدان التوازن بين الجسم وجهاز المناعة: هناك شفرة خاصة بين الجسم وجهاز المناعة في تلك المرحلة يبدأ جهاز المناعة في التشتت نتيجة العوامل المحيطة بالشخص، فحالة التوتر والقلق النفسي لفترة تمنع الجسم من التخلص من بعض السموم فيبدأ جهاز المناعة في مهاجمتها، وبالتالي تطوير عامل إصابة قوي للذئبة الحمراء مثلاً.
٣-حالة اللا سلم واللا حرب: تبدأ بعض الأعراض من الظهور على المريض مثل حالة الإرهاق والتعب لمريض الذئبة وارتفاع درجة الحرارة لفترة بسيطة، أي أن الأعراض الكلاسيكية للمرض لم تظهر بعد وتلك الأعراض تبدأ بالظهور نتيجة حالة الالتهابات الموجودة بالجسم كنتيجة مترتبة على حالة فقدان التوازن سابقة الذكر، وتتميز تلك المرحلة بارتفاع الأجسام المضادة في الدم دون الإصابة الفعلية بالمرض.
٤-مرحلة ظهور الأعراض والإصابة: تبدأ في هذه المرحلة ظهور الأعراض كاملة حسب طبيعة كل شخص واستعداده وتشخيص المرض كذلك.
تلك المراحل السابقة من الوارد أن تتطور في خلال سنتين، أو خلال سنين طويلة حسب كل شخص والعوامل البيئية المحيطة به.
أشهر أمراض المناعة الذاتية
يُعد من أشهر أمراض المناعة الذاتية ما يلي:
التهاب المفاصل الروماتويدي.
التهاب الأوعية الدموية.
متلازمة غيلان باريه.
علاج أمراض المناعة الذاتية
يشمل علاج أمراض المناعة الذاتية:
العااج التعويضي بالهرمونات، مثل هرمون الأنسةلين في مرض السكري من النوع الأول، وهرمون الغدة الدرقية في حال الإصابة بنقص إفراز هرمون الغدة الدرقية.
نقل الدم في بعض أمراض المناعة الذاتية.
الأدوية المثبطة للمناعة.
كتابة المقال:
دينا سعيد
المصادر: